عبد الرحمن الحداد يكتب من يقود من؟

زاوية الكتاب

بوصلة الدولة و النظام العام

كتب 1191 مشاهدات 0


سؤال تردد كثيرا في الآونة الأخيرة و بشكل مستمر.. من يقود الشباب والفئات الأخرى من المجتمع و من ينسق مطالبهم و من يوجه تحركاتهم ومن ينظم هذا العمل الجماعي ؟ أود أن أعيد صياغة السؤال كالتالي.. لمن ينقاد الشباب و لأي هدف ينقاد هذا العمل الجماعي ؟
اعتقد انه للإجابة عن هذا التساؤل يجب علينا الوقوف عند محطة أساسيه و هي بوصلة الدولة و النظام العام, حيث باعتقادي انه لا يوجد ما يسمى بالنظام العام في الدولة ! هناك لا نظام نعمل فيه وفق الاجتهادات حسب ردود أفعال للمواقف و الأحداث و ما بين سطورها من تجاذب و مكاسب ! و بوصلة الدولة كذالك تعاني من الجمود و هي لا تتحرك نهائيا ,لا يوجد نظام عام يقود الدولة بمؤسساتها في أهداف واضحة و نتائج ممكن قياسها مرحليا و قيم مجتمعيه و توزيع للأدوار لكل فئات المجتمع و ليس اقل أهمية من ما سبق البدء بذالك على اقل تقدير إيذانا بجدية الدولة ! و اقصد بهذا نظاما عاما يوجه الدولة بما فيها فئة الشباب يستشرف طموحاتهم و يستمع و يناقش تطلعاتهم و يوزع عليهم ادوار البناء عن طريق رسم خطة الدولة و طريقها و اتجاهه في خطط زمنيه معلومة البداية و النهاية و آليات القياس .. صدقا أنا لا أجد اي أعداد للكوادر البشرية في أعمار مبكرة و لا يوجد كذالك استثمار حقيقي لقوة العمل الوطنية و لا أجد أيضا دورا لأصحاب الخبرة السابقة في مرافقنا العامة و الخاصة من المتقاعدين ,و يتوازى مع هذا اللانظام انعدام القدوة .. آن افتقادنا للقدوة يرتبط بعدم وجود نظام عام و أتكلم هنا عن الحكومة و رئيسها المسئول عن هذا النظام العام ! فلا أرى اي دور لرئيس الحكومة في توجيه دفة النظام العام أو إرساء القواعد العامة أو حتى توضيح ذالك باستعراض خطة الدولة و جدولها التنفيذي الزمني ..
فاقد الشيء لا يعطيه..و تباعا انعدم دور الشباب الواعد و الرائد و الحيوي في اخذ مسئوليتهم و دورهم الحقيقي ! و انعدمت مواثيق العمل و الاجتهاد و الطموح ! لكل هذا لا نجد رصيدا للدولة من الكادر البشري و من الطاقات الشبابية, حيث نجد آن الدولة لديها الاحتياطي النفطي و الاحتياطي المالي ( اللهم زد و بارك ) و تفتقد للاحتياطي البشري.. كوادر لم يتم تثقيفها لتؤخذ دورها و مسؤوليتها ليست واضحة فأصبح لزاما آن ينقاد الشباب لمسؤولياته الوطنية بتعريفه الخاص ! ينقاد الشباب لاحتياجه في استخراج إمكانياته و طاقاته , فأصبح يلتقي في أهداف مشتركه مع بعض التيارات و الأحزاب و المنظمة منها اعني تحديدا بغير تبعية , تيارات و أحزاب مساهمتها واضحة في تشكيل و توجيه الرأي العام بكل شرائحه و قطاعاته, فعند الحديث عن توجيه لشريحة الشباب استوضح انه لا يوجد توجيه لهذا المكون الأساسي بالمجتمع و لكن يتجه الشباب تباعا لعدم وجود رؤية واضحة للدولة الى الالتقاء بنقاط مشتركه و مصالح و مسئوليات وطنيه مع مختلف المجاميع المنظمة..
أنا أرى شبابا في وطني .. لكني أرى بعضهم آن لم يكن معظمهم لا يعرف المطلوب منه في دولة المؤسسات و لا دولة المؤسسات تعرف متطلباته .. فاختلفت اتجاهات الشباب و تفسيراته لمسؤوليته و دوره الوطني ..
أنا أرى دولة المؤسسات في وطني .. لكني لا أرى نظاما حازما جادا طموحا عادلا يعرف ما يريد و ينفذ ما يعرف بالمشاركة مع فريق عمله بكل فئاته الشعبوية .. أرى شعارات و تشريعات جميله تنخرها تطبيقات لا توصف بكل معاني التشويه.. و مجتمعا انتشرت يبعضه أخلاق و عادات و طموحات غير سويه..
أنا أرى مسميات لمراكز قياديه في وطني .. لكني لا أرى في كثيرهم القدوة في العمل والطموح و الوطنية ..
لذالك .. فالمصلحة و المسؤولية الوطنية هي من يقود في الواقع و هي ما تنقاد الكوادر البشرية الشبابية لها , لأجل تلك المسؤولية العظيمة يتم تنسيق المطالب في أولويات و تضحيات الاختلاف , لأجل تلك المصلحة المشتركة يتم توجيه و تنظيم هذا العمل بحق المواطنة و التكاتف و التكافل , باسم الدين الواحد و تكامل اختلافات مذاهبه , باسم التاريخ الواحد و تنوع أسماء صانعيه , باسم المستقبل الواحد و اجتماع أمالنا .. المصلحة و المسؤولية الوطنية للكويت تقود ..

عبدالرحمن الحداد

الآن : رأي - عبد الرحمن الحداد

تعليقات

اكتب تعليقك