الحوار الخالص المخلص هو مخرجنا.. مبارك الذروه مؤكداً

الراي

رواق الفكر  /  الحوار.. والخروج من الأزمة

د. مبارك الذروه

 

في كل أزمات الحياة ومشكلاتها يتطلع العقلاء الى تشخيص ازماتهم ومعرفة ادوائها... في الاسرة أو العائلة يفتش ربها والمسؤول عن تيسير وتسيير شؤونها الى فحص انحراف أبنائه ومتابعة تعثر سلوكياتهم ثم حل مشكلاتهم للحفاظ على هذا الكيان الصغير. وفي كل وحدة من وحدات المجتمع، المدرسة، الاندية، المؤسسات التربوية والحكومية يسعى القائم على أمرها بفهم طبيعة مشكلاته ووضع الحلول المناسبة لها.
ولا سبيل لحل تلك المشكلات دون فتح قنوات الحوار والجلوس على طاولة الود وتبادل وجهات النظر، فالحوار هو بلسم جراح المضطهدين، وهو ترياق لآلامهم وشفاء لأمراضهم...!
من الممكن ان تسلك العنف والتهديد، فتبطش وتضرب، لكن لن تغير النفوس، ولن تملك القلوب، فكم من أب أساء تعامل ولده فضرب وعنّف، فكان مصيره العقوق والعصيان، وكم من خادم قتل سيده، وخادمة نحرت سيدتها بسبب العنف والضرب والإقصاء! ولقد مارست الأنظمة الشيوعية والبلشفية والبعثية والناصرية الحديد والنار على شعوبها، فأسقطتها واستبدلتها خلال عقود من الزمن! وهي اليوم تلعنها لأنها لم تسمع لها، ولم تفهمها إلا بعد فوات الآوان.
وبعد ان قالوا هرمنا، ردوا عليهم، فمهتكم الآن! بالحوار يتعرف رب الاسرة على سبب الشكوى، وبالحوار يتفهم ارتفاع الصراخ، وبالحوار يدرك مخاطر الصمت وعدم مواجهة المشكلات وتفاقمها!
كل الانبياء حاوروا شعوبهم، سمعوا منهم، بادلوهم الحب والاهتمام والتقدير... لقد حاور نبي الرحمة شعبه، سمع منهم، أيدهم فأيدوه، أحبهم فأحبوه... ومع ذلك نزل عند طلباتهم ورغباتهم....( انما أنا بشر مثلكم....)، يعود لرأي عمر في مسائل معروفة، ويؤيد الشباب في خوض المعارك، ويستمع لزوجاته وأصحابه... وهذا ما يفسر لنا كيف نجح الرسول الكريم في إدارة بيوته وشعبه وأمته.....
كيف تمكن من كسب خصومه وأنصاره...؟
انه نهج نبي انطبع بدولة.. نهج رجل تمثل بأمة.. نهج مؤسسات ومستشارين وقضاة... فهل نتصور ان يتم ذلك دون حوار.... ونقاش... وتبادل الآراء ووجهات النظر.... الحوار الخالص المخلص...هو مخرجنا من كل ازماتنا.. حوار من يريد الحق.. والخير... والسلام.