المجلس المينون !!

والله أقوم وأصفق للاديب الانجليزي شكسبير على اقواله وحكمه الخالدة، مثل عبارته الشهيرة في مسرحية 'هاملت' التي حرص البطل على قولها بالانجليزية الفصيحة:' خلك على مينونك...لا يييك اين منه'!!
لله درك يا وليم يا ابن شكسبير، فانت بحق: جميل ..جميل..جميل، وفله شمعه منوره.

يبدو ان البشر في كل زمان ومكان يعيشون بين 'مجنون وأجنن' ،والمفاضلة بين الاثنين تصب لمصلحة الاول بخماسية نظيفة.

ولان البدون جزء من الناس كان من الطبيعي ان يعيشوا كغيرهم بين مجانينهم ، نقول هذا في الوقت الذي لا يعلوا فيه صوت على صوت مجلس الامة الجديد وهو'حوش القصيد' ، والذي يظهر من تركيبته الكيميائية انه سيكون للبدون 'المجلس اللي اين منه' ، فيما كان شقيقه بالرضاعة البرلمان المبطل 'المجلس المينون'، وذلك عطفا على وجود خلطة لم يسبق لقاعة عبدالله السالم ان ضمتها ليس في اجندتها قضية البدون ابدا...خلطة مختلفة عن بعضها البعض بالطول والعرض، والعمق والارتفاع، يتقدمهم قلب دفاع البرلمان كابتن الازرق عبد الله معيوف، والمهاجم خالد الشليمي يساندهم بخط الوسط ثلاثي حريمي، كنت اتمنى لو كانوا رباعي بدلا من ثلاث فالشرع أباح أربعة تماما كمجلس 2009 الذي اكمل نصف دينه بأربعة... الوحده منهم عن عشر...عموما يظهر ان المجلس الحالي سيكون  الاقصر عمرا ولا غرابة فاللي اوله خنفور ينعاف تاليه!!

ان مشكلة المجلس الحالي في غالبيته الساحقة افتقاره للعناصر الجادة بحل قضية البدون، لذلك اغسل يديك الى الرسغين ورجليك الى الكعبين، من الحصول على الجنسية، فكما أن المكتوب يبان من عنوانه يبان المجلس ايضا من أعضائه، وهو ما سيجعل من رئيس الجهاز المركزي يفرك رجليه فرحا بانفراده بالبدون انفرادا كاملا دون رقيب او عريف، بعد ان كان بعض نواب المجلس المبطل يزعجون اذنيه و يؤذون عينيه بدفاعهم عنهم، كالذي توسم فيه البدون خيرا، والبراك بحنجرته الاقوى من حنجرة مغني الاوبرا الايطالي بافاروتي، بالاضافة لنظراته الحادة كنظرات الممثل الامريكي كلينت استود، ومع ذلك لم نكن نسمع الا جعجعة و لم نرى طحينا !! فكيف بالمجلس الحالي الذي سيكون مشغولا كأم العروس، بنفسه اولا وبالمعارضة ثانيا، لكن من باب الامانة نذكر ان النائب الحالي صالح عاشور كان احد المدافعين عن البدون، بأحد محاور استجوابه لرئيس مجلس الوزراء بالمجلس السابق، عندما تعهد باستجواب الاخير مرة ثانية فيما لو اشتكى احد البدون من عدم استخراج شهادة ميلاد لابنه، وبناء على ما سبق نخبره ان مقومات الاستجواب ما زالت قائمة، فهل يفي النائب بتعهده ام يلحس عاشور وعده كما لحس نوابا وعودا من قبل ؟


الان وبعد ان اعلنت الحكومة عن تشكيلتها الرسمية لخوض غمار منافسات دورتها التشريعية الجديدة، المصنفة من طرف البدون بخانة ' اليك ' ، والتي ينطبق عليها المثل، ما أردى من المربوط الا المفتلت، فان على البدون ان لا يركنوا الى اليأس، فزمن المواجهة طويل والمباراة قد تؤول الى الاشواط الاضافية وربما الضربات الترجيحية، ومن يدري فقد تكون الكروت الملونة حاضرة بقوة للخشونة المتوقعة فلا تستسلموا أو تتوقفواعن المطالبة بحقوقكم، فانت مو انت وانت يأسان ايها البدون، فخذلك سنيكرز ولا اتوقف.. فما ضاع حق وراؤه مطالب، و تذكر دائما قول شكسبير'الحقوق تبي حلوق' !!