دفاع أبناء 'مطير' عن وجودهم سياسياً ليس دفاعاً عن أفراد.. برأي فواز المطرقة

زاوية الكتاب

كتب 2057 مشاهدات 0


عالم اليوم

رأي الأمة  /  مواقف وتاريخ قبيلة الكرامة.. مطير

فواز ملفي المطرقة

 

احتوى المجتمع الكويتي رغم ما يتسم به من صغر عددا كبيرا من القبائل، شكلت نسيجه العربي الأصيل الذي ينتمي الى الجزيرة العربية، فحافظت على عراقته وأصالته التي تميز بها على مر العصور.

ومن أكبر القبائل التي حطت على أرض الكويت، وساهمت في تكوين الدولة هي قبيلة مطير، وهي إحدى أكبر القبائل التي شكلت تاريخ شبه الجزيرة العربية، وترجع أصول قبيلة مطير إلى قبيلة غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضــر بن نزار بن معدّ بن عدنان؛ فهي قبيلة عدنانية أولا مضريّة ثانيا قيسيّة ثالثا؛ فقد تميزت بكل صفات الأصل العربي العريق، وحملت كل سمات الشجاعة والكرم وعزة النفس والإقدام والفراسة وقوة البأس.

وقد أثبت التاريخ ذلك فذكر القلقشندي في كتابه “نهاية الإرب في معرفة نسب العرب” أن المطارنة من فزارة من العدنانية وعلى هذا فنحن نقول أن مطيـــر هي بقايا غطفان لا جدال في ذلك، وأن أغلب فروعها تنتمي نسبةً إلى بني عبدالله بن غطفان وبني فزارة من ذبيان من غطفان.

وقد تميز أبناء قبيلة مطير بالعديد من الصفات التي جعلت لهم سجلا حافلا بالمواقف الوطنية التي تعكس عن شجاعة ووفاء وحب هذا الوطن على مر التاريخ، وقد سجل التاريخ بطولات لقبيلة مطير بالكويت ومنها معركة الصريف عام 1901 بقيادة الشيخ مبارك الصباح (أسد الجزيرة)، ومعركة الجهراء عام 1920م، فقد شارك في تلك المعركة أكثر من 200 فارس من الدياحين من مطير، واستشهد منهم أكثر من 70 ديحاني في القصر الأحمر، وأيضا شاركوا بمعركة حمض 1920، وحموا حدود الكويت ضد أطماع العراق بعهد عبدالكريم قاسم أنذاك، واضافة على ذلك كانت لهم مشاركة في حروب الدول العربية ضد العدو الصهيوني، واخيرا معركة عاصفة الصحراء (غزو العراقي الغاشم على الكويت عام 1990) حيث كان لقبيلة مطير سجلا حافل بالشهداء في جميع المعارك.

ومن أبرز رجالات قبيلة مطير في بناء ودعم اقتصاد دولة الكويت قبل ظهور النفط التاجر الكبير العم هلال فجحان المطيري رحمه الله. وسميت مواقع في الكويت نسبة لرجالات قبيلة مطير منها  فريج هلال المطيري ودروازة البريعصي وبرالطويل ومنطقة العضيلية والفروانية والعارضية ومشرف.

هذا عن تاريخهم في الأيام الأولى.

أما أبناء قبيلة مطير في الزمن الحديث، فقد زادتهم الأيام قوة وصلابة، وزادتهم شجاعة وإباء، فهم عزيزو الأنفس، لا يخشون في الله لومة لائم في الحق.

ولما كانت تلك صفاتهم، جاء دورهم المعارض لشتى صور الفساد في البلاد، فإذا نظرنا إلى الساحة السياسية الآن لوجدنا أن أكثر القبائل معارضة لفساد الحكومات المتعاقبة هي قبيلة مطير بما وهبها الله تعالى من رجالات تعلموا كيف تكون نصرة المظلوم، وكيف يكون الوقوف إلى جانب الحق مهما كلف الأمر.

لقد خاضت قبيلة مطير العديد من المعارك السياسية في السنوات الأخيرة، وكأن التاريخ يحفظ لهم كيف كانوا أول من دافع عن الكويت في النشأة الأولى.

خاض أبناء قبيلة مطير معركة الدفاع عن المظلوم في قضية المرحوم الميموني، وكانت لهم مواقف صلبة يشهد بها القاصي والداني، فلم يرهبهم التهديد الحكومي، ولم تعبأ قبيلة مطير بما قد يطالهم من بطش وظلم على يد أناس فقدوا الإحساس بالرحمة، دافعوا عن حقوقهم وعن كرامتهم في حزم وعزم لا يلين.

وأخيرا الموقف الشجاع الذي لا ينساه التاريخ، والذي سجله بأحرف من نور وهي مقاطعة قبيلة مطيرلانتخابات مجلس الصوت الواحد 2012م.

والمتابع الجيد لتلك المواقف التي طالما كانت مناصرة للحق يجد أنها لم تكن من أجل المعارضة وحسب، بل كانت لأسباب واقعية لا يمكن تجاهلها أو السكوت عليها، وقد أثبتت نتائج المجلس الأخير ما عارضت قبيلة مطير من أجله من قديم الزمان، لقد أدى الفساد تلو الفساد إلى تعزيز النعرات الطائفية، التي طالما نادى نواب قبيلة مطير بضرورة التصدي لها لما تحمله للوطن من مخاطر، كذلك أدى الفساد إلى انتشار ظاهرة شراء الأصوات الانتخابية، وهو ما تمثل في أكثر من مجلس انتخابي استعمل فيه المال السياسي لإبعاد أبناء القبائل العربية الكبيرة لصالح أشخاص (تابعين)، ومستأجرين ليس من وجودهم في مجلس الأمة فائدة.

إن دفاع أبناء قبيلة مطير عن وجودهم كقوى سياسية واجتماعية ليس دفاعا عن أفراد!!! بل عن مبادئهم الحقيقية في حبهم لوطنهم الغالي الكويت والدفاع عن أرضها، ومحاولة لحفظ مقدراتها ومكتسبات شعبها من الحرية والديمقراطية.

ولعل الأيام القادمة تثبت صواب نظرة قبيلة مطير لما يحدث في المجتمع الكويتي، من توغل للفساد السياسي والإداري على المستويات كافة.

فهل هناك من يجيد قراءة الأحداث ومعرفة النتائج من خلال ربط الوقائع بالأسباب...

اللهم احفظ الكويت وأهلها من كل سوء...... والله الموفق...

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك