'اللي طلع الحمار السطح ينزله'

الكويتية

وجهة نظر  /  'اللي طلع الحمار السطح ينزله'

حمد الجاسر

 

تكاد المظاهرات والمسيرات العفوية الليلية تصبح ثقافة شعبية خصوصا بين الشباب في المناطق الخارجية، والظاهرة لا يمكن وصفها بأنها إيجابية إذ فيها من العنف والتوتر الكثير، ولكنها نتيجة وليست سببا وهي ردة فعل وليست الفعل، والحل موجود في مكان آخر وبالتأكيد الحل ليس أمنيا.
لقد سعى الكثير إلى إعطاء السلطة سلسلة من خطوط الرجعة عما هي ماضية فيه، وذلك منذ قرار إبطال مجلس 2 فبراير الشرعي في يونيو الماضي، وكان كثير من خطوط الرجعة مشرفا ويحفظ ماء الوجه، لكن للأسف استمرت السلطة في الولوج في نفق مظلم يزداد ضيقا كلما أوغلت فيه، وأظن أن إجراء الانتخابات رغم كل هذه المقاطعة وما نتج من برلمان بالتشكيلة الغريبة التي نراها ورط الكويت كلها في معضلة عويصة.
والآن التظاهرات والمسيرات لن تتوقف، سواء كانت عفوية أو منظمة، مرخصة أو مقموعة، كذلك لن يتوقف تدفق الناشطين على إدارة أمن الدولة والنيابة العامة في قضايا الرأي والنقد السياسي و«التغريد»، فالمشكلة ليست في الشعب، المشكلة داخل السلطة، وسياسة الأمر الواقع ليست «سياسة»، فالأمر الواقع هو أن 70 بالمائة من الكويتيين يرون هذا البرلمان، وكل نهج السلطة غير شرعيين.
هل يتوقع أقطاب السلطة أن يكون البرلمان الذي تشيد به صحف طهران ويحتفي به نواب نظام المالكي ممثلا حقيقيا للشعب الكويتي؟ وهل يمثل الكويت برلمان نصف أعضائه ما بين «مشطوب لسوء السمعة»، ومتهم في قضايا مالية أو مرتبط بشبهات إرهاب؟
حال الكويت يصعب علينا جميعا فالحل معروف ويسير لكنه يوما بعد يوم يبدو أكثر بعدا وأقل احتمالا، وكلما تأخر القرار زادت الكلفة.
وربما لا يحتمل موضوع هذا المقال الفكاهة لكن حال البلد يذكرني بقصة طريفة من الريف المصري، إذ يحكى أن أهل بلدة استيقظوا صباحا على منظر غريب، فعلى سطح أحد البيوت يقف حمار لا يعرف أحد كيف صعد إلى هناك ومن الذي أوصله من غير درج ولا سلم.
واجتمعت كل القرية حول المنزل وانشغلوا بالحمار، فلا الفلاح ذهب إلى حقله ولا التاجر فتح دكانه ولا العامل دخل حانوته ولا الأولاد ذهبوا إلى المدرسة، واستدعى الأمر أن يتدخل العمدة لفض التجمع وتفريق الناس إلى معايشهم.
لكنهم سألوه: وبعدين يا سي العمدة الحمار الحل فيه إيه؟ فقال العمدة: اللي طلع الحمار السطح ينزله.