مقاطعة الانتخابات حققت نتائجها.. عبد العزيز الفضلي مؤكداً
زاوية الكتابكتب ديسمبر 5, 2012, 12:50 ص 816 مشاهدات 0
الراي
رسالتي / ديكتاتورية مرسي.. وتركيبة المجلس الجديد
عبد العزيز صباح الفضلي
الرئيس المصري د. محمد مرسي احتار أعداؤه وأقرانه فيه، ففي كل يوم يثبت أنه رئيس فريد من نوعه، سواء كان أداؤه على المستوى المحلي أو العربي أو العالمي، ولذلك اختارته مجلة التايم الأميركية كأهم شخصية في الشرق الأوسط ومنحته صورة الغلاف والموضوع الرئيس في آخر أعدادها.
هذه الأيام يتهمه بعض خصومه بأنه ديكتاتوري، فوجدت تعليقا جميلا ولا أعرف في الحقيقة مصدره لكن وجدت فيه أحسن رد حيث يقول: سيادة الرئيس أنت أول ديكتاتور يصدر قرارا يمنع حبس صحافي قام بشتمه بأفظع السباب وشهر به، وأنت أول ديكتاتور يعمل ولده في بلد عربي كحال أبناء كثير من المصريين المهاجرين طلبا للرزق في الخارج.
وأنت أول ديكتاتور تموت أخته في مستشفى حكومي متواضع بعد معاناة مرض عضال ودون علاج استثنائي، وأنت أول ديكتاتور يسب ويهان من قبل كثير من القنوات الفضائية والصحف والتي تعمل لحساب الفلول دون حظر أو منع.
وأنت أول ديكتاتور يسكن في بيت بالإيجار ويرفض العيش بالقصر الرئاسي، وأنت ديكتاتور لأنك استمعت وحاورت معارضيك واستقبلتهم في قصر الرئاسة.
وأنت سيادة الرئيس أول ديكتاتور يكشف عن ذمته المالية قبل أن يتسلم مقاليد الحكم، وأنت أول ديكتاتور يسعى لإصدار دستور يُنقِص من صلاحياته ويوزعها على رئاسة الوزراء والبرلمان.
فما رأيكم أيها السادة القراء بهذا الرئيس الديكتاتوري؟
وبالمناسبة بعض الأخوة من طلبة العلم وكتاب الصحافة وأئمة المساجد، يتكلمون كثيرا على أهمية أن يكون الإنكار سريا لولي الأمر وأن يكون ذلك أمامه، لكنهم عند الرئيس مرسي لا يلتزمون بهذا المبدأ، فهل نجد عندهم من تفسير؟
المجلس الجديد
بعد إعلان النتائج والتي أعلنت اللجنة العليا للانتخابات ان نسبة المشاركة فيها قاربت الأربعين في المئة، بينما يرى كثير من المراقبين أنها أقل من ذلك، نقول لقد حققت حملة مقاطعة الانتخابات نتائجها، فإننا وإن سلمنا بالنتيجة التي أعلنتها اللجنة العليا وهي 39.7 نجدها مشاركة قليلة مقارنة بالحملة منقطعة النظير التي قامت بها الحكومة لتشجيع المشاركة في التصويت، والتي استعانت بها بوسائل الإعلام الرسمية والخاصة، وكذلك بمنابر المساجد وخطب الجمعة، والقوانين التي تعاقب من يعلن أو يشجع على المقاطعة مستعينة بمرسوم الوحدة الوطنية، بل حتى وزارة الصحة قامت بتوفير سيارات إسعاف للمرضى الراغبين في التصويت في حال احتياجهم لها.
ناهيك عن حملات التشكيك بالمقاطعين واتهامهم بالسعي لشق وحدة الصف وتلقي الدعم الخارجي وتنفيذ أجندات غير وطنية، وزيادة على ذلك استشراء استخدام المال السياسي والذي ساعد عليه نظام الصوت الواحد، أقول برغم ذلك كله لم تتجاوز نسبة المشاركة المعلنة 40 في المئة وهذا يعني أن المقاطعة أوصلت رسالتها.
نتائج الانتخابات أثبتت أن الصوت الواحد لم يعالج المشاكل التي جاء من أجلها، بدليل ازدياد النفس الطائفي ما أدى إلى زيادة النواب الشيعة في المجلس إلى 17 عضوا، حيث ركز كل فريق على مرجعيته، الصوت الواحد أدى إلى صراع وتنازع بين أفراد القبيلة الواحدة بل والعائلة بل حتى في البيت الواحد.
ساهم الصوت الواحد كما ذكرت بتسهيل شراء الذمم، ومن هنا نقول أين المصلحة فيه؟
بعض المتدينين ممن شارك في الانتخابات ودعا لها وأصدر فتاوى وجوب المشاركة فيها وتأثيم المقاطعين تجده اليوم يضرب أخماسا بأسداس بعد ظهور النتائج ويلقي باللائمة على المقاطعين، وما علم المسكين أن حسن النية والقصد ليست كافية للمشاركة في الانتخابات والتي تحتاج إلى خبرة وحنكة سياسية، ومعرفة بالألاعيب الانتخابية والتي يمارسها البعض، كذلك مدى فائدة المشاركة من عدمها والتي لا يكتفى بها بحسن النية دون النظر إلى مآلات النتائج، وأخذ العبرة من التجارب السابقة.
لا أملك إلا أن أشكر كل من شارك بالمقاطعة وصدق في تعهده والتزم بمبدئه، سواء من الكتل السياسية أو القبائل والعوائل، ومع الاحترام للجميع إلا أنه يأتي في مقدمتها قبيلتا المطران والعوازم، وهاتان القبيلتان اللتان كان لهما أكبر عدد من النواب في المجالس السابقة، بينما في هذه المجلس لا نجد لهم أي نائب، أقول لكما الفخر في الثبات على المبدأ بينما تخلى عنه آخرون، وعلى كل حال أبشرهم بأن هذا الوضع لن يستمر لأن تركيبة المجلس توحي بأن عمره سيكون قصيرا جدا.
تعليقات