ما يحدث فجر جديد وليس غروباً.. هكذا يعتقد عبد العزيز الكندري

زاوية الكتاب

كتب 1171 مشاهدات 0


الراي

ربيع الكلمات  /  هل هو فجر... أم غروب؟!

عبد العزيز الكندري

 

ها قد وضعت الانتخابات أوزارها وتمت وفق نظام الخمس دوائر وبصوات واحد مع مقاطعة شعبية شبابية برلمانية واسعة وغير مسبوقة خصوصا بعد النجاح الكبير والحشد الهائل لـ «مسيرة كرامة وطن 3»... لم تحدث بتاريخ الكويت وبهذا الترتيب والتنظيم والتجاوب، وبسبب هذا القانون الذي استفردت الحكومة بوضعه بعيدا عن مجلس الأمة، حيث قامت الحكومة بوضع قانون الخمس دوائر بأربع أصوات وأقره مجلس الأمة سنة 2006، وجرت عليه انتخابات 2008 وانتخابات 2009 و2012، ولكن مخرجات الانتخابات الأخيرة منعت الحكومة من الاستفراد بالقرارت، وكان هذا واضحا للعيان من أول ايام جلسات مجلس الأمة، بعد ذلك برزت مسألة الخطأ الإجرائي والذي أبطل مجلس 2012 والذي تركت به الحكومة قانونا محصنا وفق الدوائر الخمس بأربع أصوات ولجأت لآخر غير محصن وبصوت واحد للناخب، ويمكن إعادة الانتخابات من جديد وحسب ما تقرره المحكمة الدستورية.
ولكي نستكشف ونفهم الحاضر، أعتقد من الأفضل أن نتفحص الماضي ونضع المجاهر الفاحصة والكاشفة عليه، حيث في عام 1967 تم تزوير العملية الانتخابية وقدم مجموعة من النواب الناجحين استقالاتهم احتجاجا على هذا التزوير، وحصلت انتخابات تكميلية لشغل المقاعد مكان الأعضاء الذين قدموا استقالاتهم، وحدثت مقاطعة شعبية واسعة لهذه الانتخابات، حيث نجح بعض الأعضاء بأقل من 30 صوتا! وفي عام 1976 تم تعطيل الدستور، وفي عام 1986 تم تعطيل البرلمان وما صاحب ذلك من أحداث إلى أن تم وضع مجلس وطني والذي شعر فيه بعض الأعضاء السابقين بأن مجلسهم منزوع الصلاحيات وبدأت بعد ذلك «دواوين الإثنين»... وفي 2-8-1990 أفاق الناس على احتلال العراق للكويت واستباحة الأموال والأعراض، وفي هذه اللحظة العصيبة برز دور الشعب الكويتي وما يسمى المعارضة الكويتية آنذاك، والتفت المعارضة بكل أطيافها حول القيادية الشرعية المتمثلة في سمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد رحمه الله وشاهدنا دور رجال الدولة ومنهم العم عبدالعزيز الصقر الذي أصر على عودة الحياة السياسية والبرلمانية للكويت والعمل بالدستور الذي تم تعطيله ثم تم تحرير البلاد وجرت الانتخابات سنة 1992.
وعود على بدء وبعد قراءة تاريخية نجد بأن الحكومة تريد الاستفراد بالقرار، ولا تريد احدا يسألها ويحاسبها بشكل جاد، ومسألة أن الحكومة غيرت نظام التصويت إلى الصوت الواحد بهدف العدالة والمساولة هي أبعد ما تكون عن العدالة والمساواة، وهذا واقع ماثل للعيان وخاصة في التعيينات في الأماكن والمراكز القيادة والمعتمدة على الولاء والقرب وليس الكفاءة، وأن مجلس الامة هو سبب تعطيل المشاريع، فإنه من عام 1986 إلى عام 1990 لم يكن المجلس موجودا فما هي الإنجازات الحكومية؟ ومجلس 2009 كانت به غالبية مريحة للحكومة بل كان مطيعا لها ولأبعد الحدود فلم نرَ انجازات حقيقية.
ولكن بالرغم من كل ما يحدث، فأعتقد بأنه فجر جديد وليس غروبا هو ما سوف يأتي على المنظور المتوسط والبعيد، وستبدأ عملية الإصلاح الحقيقية وسينهض الوطن من عثرته، ولكن يجب أن نكون مستعدين لذلك وهذا اليوم، ومطلوب من المعارضة توحيد صفوفها وعمل مؤتمر يجمع جميع الكتل السياسية مع الشباب والإجابة الواضحة والصريحة عن أسئلتهم، والإتفاق على برنامج وطني حقيقي لصالح رفعة هذا الوطن الذي أعطانا الكثير وما زال ولم نقدم إلى الآن القليل.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك