الإصلاح لن يتحقق في ظل قيادات لا تفقه طبيعة العلم الاستراتيجي.. العازمي مؤكداً
زاوية الكتابكتب ديسمبر 4, 2012, 12:57 ص 871 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف / الدوران للأمام استراتيجياً
د.تركي العازمي
نتائج إنتخابات الصوت الواحد انتهت مساء يوم 1 ديسمبر 2012 وظهرت النتائج فجر اليوم التالي والتي نجح فيها 50 نائبا.
ولم تكن النتائج مفاجئة للغالبية المقاطعة من عموم الشعب الكويتي الذي ظهر يوم الجمعة 30 نوفمبر 2012 في مسيرة سلمية مرخصة وقد كانت هناك بعض المشاهدات التي تناولتها القنوات الإعلامية... ويبقى السؤال المطروح: أين نحن من الإنتاجية؟
سأتناول هنا الجانب الحكومي بعد أن تقدمت الحكومة باستقالتها لسمو الأمير حفظه الله ورعاه!
الواقع يقول إن الحكومة كانت تعيش فصول الاختلاف مع المجلس المبطل، وطويت الصفحة وتركت القضايا محل الخلاف تبحث عن مخرج مبني على أسس ديموقراطية وقانونية!
الجهاز التنفيذي تقع على عاتقه مهام جسام، فمعظم شؤون البلد تدار من قبله تشغيليا والتركيز على الجانب القيادي منه وطريقة التعامل مع القضايا مطلب كل بيت كويتي، ولهذا السبب نتمنى من سمو رئيس مجلس الوزراء القادم أن يلاحظ الآتي:
- الخدمات المقدمة للجمهور من صحة وتعليم وأسكان ( وارتفاع قيمة السكن الخاص بشكل جنوني ) بحاجة إلى نمط قيادي خاص.
- الوزارة الجديدة يجب أن تعمل وفق منهج استراتيجي صرف، تكتب فيه خطة العمل وتنشأ مكاتب استراتيجية في كل وزارة وترسم الأهداف وفق تطلعات الشارع الكويتي وهنا مربط الفرس في المنهجية المتبعة في التوزير!
- الوزير المقبل يجب أن يحمل فكراً ورؤية، ومطلوب من كل وزير قياس أداء القياديين ومن هو دون المستوى عليه أن يتقدم باستقالته.
- تنفيذ أهداف الخطة الحكومية يجب أن يكون على نحو سريع فمسألة بناء منشأة (مستشفى، مخفر، مدرسة.. إلخ ) يجب ألا تتجاوز العامين وكذلك المشاريع، وإن كان المقاولون في السوق المحلي لا يستطيعون تلبية الطلب فلا بأس من الاستعانة من شركات أجنبية خاصة وأن دول شرق أسيا على سبيل المثال تنجز فيها المشاريع العظمى خلال فترة زمنية قياسية بعضها ينتهي العمل منه خلال عام واحد!
- أحد أسباب تدهور الدورة التشغيلية هو البيروقراطية والواسطة فلتعمل الحكومة على القضاء على الواسطة وتطبيق القانون على الجميع!
- الأمن والرخاء المعيشي والمساواة جوانب يجب أن تولي الحكومة لها أولوية استثنائية!
مما تقدم، نرى أن الأخذ بالمعطيات والممارسات السابقة تعتبر المدخل للإصلاح المبتغى... وقد نلاحظ القسوة في بعض القرارات والكيل بمكيالين على حد تعبير المجاميع التي تشكل نواة المجتمع الكويتي وهذا ما يستدعي الوقوف على الأسباب والتراجع عن السلوكيات الخاطئة وإتخاذ القرار في حينه... وإن لم يتحقق فلن نستطيع الخروج من مشاكلنا العالقة!
إننا هنا نطالبهم بالدوران إلى الأمام استراتيجيا، فالعلم الاستراتيجي لا يعرف الواسطة ولا توجد فيه مساحات رمادية يتحرك من خلال البعض لغايات شخصية أو لخدمة فئة دون آخرى والعلم الاستراتيجي فيه عامل الزمن والجودة صفتان في غاية الأهمية، ولا أظن أن اننا نستطيع الوصول إلى غاياتنا في ظل بقاء مجموعة من القياديين لا يفقهون طبيعة العلم الاستراتيجي ويقتاتون على تأشيرة الاستثناء من الأصل « اللامانع» ناهيك عن «حكايات التنفيع»... والله المستعان!
تعليقات