المقاطعة كانت حقيقية ومؤثرة بشكل غير مسبوق.. بنظر وليد الغانم
زاوية الكتابكتب ديسمبر 3, 2012, 11:55 م 963 مشاهدات 0
القبس
إنكم تستنفدون رصيدكم
وليد عبد الله الغانم
%61 من الشعب الكويتي قاطعوا انتخابات الصوت الواحد، لم تقنعهم تبريرات الحكومة، ولم تعجبهم دعايات الاعلام العجيبة، ولم يقبلوا بان يساهموا في يوم مفترض فيه ان يكون نداء للوطن ليسجلوا موقفا نادرا لم يتكرر في مسيرة الانتخابات النيابية خلال 50 سنة بهذا الاحجام الضخم عن الاشتراك في التصويت.
انتخابات حرمت اكبر الشرائح الاجتماعية في الكويت من الاشتراك فيها ممثلة بالقبائل التي عجزت الحكومة اياما واسابيع تستدعي المسنين وتنادي ابناءها للتصويت لكن لم تصل الرسالة أو ان الرسالة لم تكن مقنعة فسجلت موقفا رافضا واضحا لن يمكن تجاوز آثاره.
انتخابات دفعت لها الحكومة لترويجها واستهلكت طاقاتها واستعصمت بشرائح المجتمع المختلفة لتنجحها لكنها صدمت بالواقع ان المقاطعة كانت حقيقية ومؤثرة وفاعلة وبشكل غير مسبوق، فمن يصدق ان دائرة فيها اكثر من 115 الف ناخب ينجح فيها مرشح بــ 500 صوت.. انتخابات جمعية او مجلس طلابي؟
انتخابات عجيبة فاز بها 13 مرشحاً لديهم جلسة استئناف في المحكمة بعد شهرين للنظر في مدى استيفائهم شرط حسن السمعة ومحتمل ان يتم استبعادهم جميعا او بعضهم بسبب عدم استحقاقهم للترشح بالاساس!
انتخابات حاول تلفزيون الكويت – للاسف – التلاعب بحقيقتها فنشر يوم الانتخاب لقطات لانتخابات ماضية فيها كثافة ليوهم الناس انها لهذه الانتخابات، لكن حبل الكذب قصير واكتشف الناس العقلية الحكومية الفاشلة. انتخابات خالفت وزارة الاعلام قانونها الذي اطلقت عليه يوم الصمت الانتخابي فمنعت عرض رسائل اعلامية للمرشحين لكن ويا للعجب يقوم تلفزيون الكويت الرسمي بخرق هذا القانون {اشكره انكره}.. اي لعب وعبث اكثر من هذا تريدون؟
اكبر جريمة في هذه الانتخابات ما حاول البعض من الناس جهلا او عمدا الزج به من اعتبارها مساومة او استعراضا للولاء، فان كانت كذلك فيا للخيبة ان يكون %38 من الشعب فقط من قبلوا بهذا العرض المثير للشفقة ممن ينصحون السلطة فيغشونها ولا يخبرونها بحقيقة ما يجول في صدور اهل البلد وقلوبهم.
لن نخدعكم ونقول لكم نجحت الانتخابات، فالعبرة ليست بالتنظيم ولا بالبهرجة ولا بالثناء المزيف، فهذه الانتخابات لم تمثل اهل الكويت كلهم وقاطعها اكثر من نصفهم وتركيبتها لا تمثل حتى ثلثهم.. اقول لكم بصدق وعفوية انكم تستنزفون رصيدكم لدى الشعب فافهموا ما يريدون وادركوا حالكم وهذا يكفي لمن اراد النصيحة.. والله الموفق.
تعليقات