دول الخليج بين فكي الكماشة النووية

عربي و دولي

لو صدقت الروايات الأمريكية عن المفاعل النووي السوري

1913 مشاهدات 0

الصور التي بثتها المصادر الأمريكية 'للمفاعل السوري'

 

في6 سبتمبر2007م أغارت ثماني طائرات إسرائيلية من نوع إف 16 في حماية طائرات أخرى من نوع إف 15 في عملية (من يتجرأ ينتصر) ودمرت ما قيل في حينه انه مفاعل نووي سوري تحت الإنشاء في منطقة دير الزور . وفي الوقت نفسه أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أن المنشأة التي دمرتها الطائرات الإسرائيلية داخل سورية هي موقع عسكري كان قيد الإنشاء وليس بداخله أي عنصر بشري وليس مفاعلاً نووياً يقام بالتعاون مع كوريا الشمالية. وفي 24 من الشهر الجاري أكدت الولايات المتحدة أن معلوماتها عن المفاعل النووي السوري صحيحة وأن على الوكالة الدولية للطاقة الذرية البدء بتحقيق ميداني، و إن المفاعل النووي السوري كان قد اكتمل بناؤه إلى حد كبير، وأضافت أنه كان في مراحل التجارب شبه النهائية قبل البدء في تشغيله فعلياً. وأنها تدعم ماقامت به إسرائيل بل وعلى علم به وذلك لتجنب حصول دول معينة على التكنولوجيا النووية، خصوصاً إذا كانت على علاقة بالإرهاب.
وإذا كان خبر اكتشاف المفاعل النووي السوري ثم ضربه من قبل إسرائيل قد أثلج صدر الكثير من المراقبين في مراكز الأبحاث  الإستراتيجية الغربية فإن الخبر نفسه  مازال يراوح في خانة الحيرة في مراكز الأبحاث الإستراتيجية العربية والخليجية بشكل خاص ،ومرد تلك الحيرة عن اتخاذ موقف معين  بناء على القراءات المستقبلية للحدث يعود إلى أن سوريا في أدبيات الصراع العربي الإسرائيلي، بلد عربي ;كبيروسوريا هي حصن العروبة وسوريا هي قلب اتفاقية إعلان دمشق مع دول الخليج العربي عام 1993م رغم تعثره،وسوريا هي دولة المواجهة التي لم توقع اتفاقية صلح مع إسرائيل .
فهل من صالح دول مجلس التعاون وجود القدرة النووية السورية، لتكون الموازن للسلاح النووي الإسرائيلي، هل سلاح سوريا النووي سهم في جعبتنا في الخليج سيدفع إسرائيل إلى الاعتراف بوجود وكالة الطاقة الدولية والسماح للبرادعي بزيارة ديمونة ؟  أم ان السهم السوري سيرتد إلى نحورنا كما ارتد سيف العرب وهو بيد الطاغية صدام عام 1990م ويجعلنا عرضة للابتزاز من الوجه الاخر للعملة البعثية ؟
العلاقات السورية الإيرانية من أقوى التحالفات في المنطقة، ، فقد عزلت الغطرسة الأميركية وسوء التقدير من المحافظين الجدد هاتين الدولتين عن بقية دول الشرق الأوسط، وما أحداث لبنان الحالية والخلافات السورية السعودية والمصرية إلا جزء من ذلك السيناريو المعد في واشنطن  رغم عدم إيماننا بنظرية المؤامرة ، لكن بيت القصيد هو ان ظهور المفاعل النووي السوري ما تم إلا بتنسيق مع حليفتها طهران،وعندما يغادر الخبراء الكوريون الشماليون سوريا سوف يحل محلهم الخبراء النوويون من إيران .
بل إننا قد نقرأ الإحداث من زاوية أخرى وهوان ماقامت به سوريا من بناء لمفاعل نووي في الصحراء دون حماية ضد الغارات الجوية وتركه مكشوفا للاستطلاع ليس للطائرات الإسرائيلية فحسب بل وحتى لبرنامج Google Earth  الذي يتيح الانتقال إلى أي مكان على سطح الأرض لعرض المباني ثلاثية الأبعاد والتضاريس والخرائط والصور الملتقطة عبر القمر الصناعي لم يكن ذلك كله إلا عملية تسريب متعمد ، وربما كان جزء من عملية خداع كبيرة و مناورة سورية إيرانية  لتخفيف الضغط على  النشاط النووي الإيراني، لآن امتلاك سوريا لنشاط نووي يعيد ترتيب أولويات الإخطار في الشرق الأوسط بحكم أن أمن إسرائيل يأتي على رأس الأولويات مقارنة بأمن الخليج ونفط الخليج . ولا نذهب في تحليلاتنا بعيدا إذا قلنا أن تقرير المخابرات الأميركي  الذي يهون من خطر إيران  وعدم اقترابها من صنع السلاح النووي قبيل الضربة الإسرائيلية بشهرين كان مقصود منه خلق الأجواء لتقبل تحول الخطر وإعادة ترتيب الإخطار التي اشرنا إليها. فهل وقعت لانغلي ضحية تضليل ايرانية سورية محكمة.أم أن للأمر علاقة بتخفيف الضغط عن سوريا نفسها من وطأة نتائج مقتل الحريري؟ ، كما يدعم نظريه التضليل  قول خبير في الاستخبارات الإسرائيلية  'لقد ردت سورية في الماضي على إهانات أقل كثيرا من تلك الأخيرة' فلماذا سكتت سوريا عن تعرضها للعدوان حتى ان الامير سعود الفيصل استغرب السرية التي احيط الحادث بها فقال ' ما يقلقنا أكثر هو السرية التي تحيط بالموضوع'. وأضاف 'لم نسمع عن الحادث، إلا بعد أيام من حدوثه وحتى الآن لا نعرف تفاصيله'.
إذا صدقت نصف إدعاءات الاميركان والإسرائيليين فأن الطموح النووي السوري بغض النظر عن مدي نجاح إسرائيل والولايات المتحدة في إعاقته سوف يشكل فك الكماشة الثاني  مع الطموح الإيراني حول  الخليج العربي.
 

فايز الفارسي-الدوحة

تعليقات

اكتب تعليقك