عن غيبوبة الصحافة المحلية!!.. يكتب وليد الغانم
زاوية الكتابكتب نوفمبر 26, 2012, 11:50 م 666 مشاهدات 0
القبس
غيبوبة الصحافة المحلية
وليد عبد الله الغانم
ليس مجلس الوزراء الموقر هو الوحيد الغائب عما يجري في الساحة المحلية بعد صدور مرسوم الصوت الواحد كما بينته في مقالتي قبل اسبوع (اين مجلس الوزراء؟)، وانما فقدنا ايضا دور الصحف المحلية كوسيلة نشر واداة للرأي تعبر حقا عما يجري من احداث في المجتمع الكويتي.
وانا اتكلم ككاتب ومتابع للشأن العام، اقول وبكل ثقة، ان الصحف المحلية بشكل عام غيبت دورها في متابعة الاحداث السياسية التي تدور في الساحة، من خلال ابرازها بشكل مبالغ فيه ايحاءات تشجع الصوت الواحد او تبرز بشكل مبهر الاراء التي تؤيده - مع الاعتراف بوجود هذا الاتجاه فعلا - لكن المهنية المطلوبة والدور الوطني المأمول من الصحافة ان تكون معبرة بشكل امين عن كل توجهات المجتمع المحلي بعدالة وحياد.
افهم ان تكون للصحف مصالحها، وان يكون لملاكها توجهاتهم، وان يكتب الزملاء فيها ما يعتقدون بحرية، ولو كان دفاعهم عن الصوت الواحد او تشجيعهم للانتخابات المقبلة فهذا شأن وما اقصده شأن اخر، فانا لا اعني هذه الامور. وما اقصده هو عدم ابراز بعض من الصحف الحقيقة الواضحة في المجتمع الكويتي، من وجود شريحة واسعة حقا من ابنائه معارضين للصوت الواحد ومقاطعين للانتخابات، ويطالبون بتعديل المرسوم سواء من خلال سحبه او المحكمة الدستورية او المجلس المقبل (وهذا الاخير يستحيل ان يقع).
لتكتب الصحف آراءها ولتبرز توجهاتها ولتمثل افتتاحيتها مصالحها، لكن لا تحرم اخبارها او تغطيتها للرأي الاخر في المجتمع الذي يقتنع به - وفق قراءتي الخاصة - ما لا يقل عن نصف الناخبين الكويتيين، فان الواجب الوطني للصحافة والحس الاعلامي الصادق يتطلبان منها ان تظهر بوضوح اختلاف الاراء الكويتية، وان تعكس بصدق صوت اهل البلد سواء كان هذا الصوت يعجبهم او لا يتقبلونه.
لقد سبق للصحافة المحلية ان تجاهلت تجمعات ساحة الارادة قبل سنة، وتمادت في تسطيح حجمها والتقليل من اثارها حتى فوجئت الحكومة بتفاعل جماهيري غير مسبوق مع مطالبات اهل الساحة، فاستجابت مضطرة لما فرض عليها وفقدت فرصة تقديم المبادرات للوصول الى الحلول الوسط، واليوم وحتى لا تتكرر الاحداث اتمنى من صحافتنا المحلية ان تقوم بالعمل الصائب فتنقل الصورة المتكاملة لتصل الرسالة الحقيقية لا الرسالة المصطنعة.. والله الموفق.
***
● اضاءة تاريخية: راشد عبدالله الفرحان توفي سنة 1920 من المحسنين بنى 40 منزلا للمحتاجين قرب دروازة العبدالرزاق لتؤويهم وتستر عليهم.
تعليقات