وسط تحديات تواجه أوباما بالداخل والخارج

عربي و دولي

سوزان وكيري أبرز المرشحين لخلافة كلينتون بالخارجية

1224 مشاهدات 0


فيما تقوم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بدور التفاوض في أزمة الشرق الأوسط، تنتشر التكهنات في واشنطن حول من سيخلفها عند انتهاء ولايتها كرقم واحد في الدبلوماسية الأمريكية في بداية 2013.
 
وتتلخص قائمة الأشخاص المحتملين لخلافة هيلاري كلينتون أساسا في شخصين هما: سوزان رايس وجون كيري. السيدة رايس تشغل حاليا منصب سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة. وتعرف بكلامها اللاذع وبرباطة جأشها. والسيد كيري سيناتور متمرس لولاية ماساشوستس وقد كان مرشحا ديمقراطيا لم يوفق في السباق إلى البيت الأبيض عام 2004.
 
'رايس سيدة عملية تحب مواجهة أصعب المشاكل بشكل مباشرة. ويصفها بيتر ماندافيل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج ماسون بولاية فيرجينيا والمستشار السابق لوزارة الخارجية الأمريكية أنها معروفة بوضوحها وبعدم المراوغة. ومن جهته، يعد جون كيري شخصية ذات وزن دبلوماسي حقيقي وله علاقات وطيدة في الخارج. وهو سيخوض المفاوضات بقدر أقل من الصرامة وربما سيترك المهمات الشائكة لمعاونيه.'

والفرق الآخر الذي أبرزه المحلل السياسي هو أن أحد هذين المرشحين شغل مناصب في القيادة السياسية بخلاف المرشح الآخر. 'كيري تقلد مناصب سياسية متنوعة ولذلك من السهل عليه توقع ما يمكن أن يحدث. أما بالنسبة إلى رايس فيصعب عليها التكهن'. لكن رايس هي المفضلة في واشنطن لهذا المنصب (قد يعرض على كيري منصب وزير الدفاع على سبيل الترضية). لكن ربما هناك أمر مهم يعرقل تعيينها: تعليقاتها على الملأ المثيرة للجدل بعد الهجوم الدامي على السفارة الأمريكية في بنغازي بليبيا منذ شهرين.
 
انتقادات في الأوساط الخاصة والعامة
 
لقد وجه أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ نافذين منهم المرشح السابق للانتخابات الرئاسية جون ماكين انتقادات شديدة إلى سوزان رايس لأنها صرحت للتلفزيون أن الهجوم على القنصلية في بنغازي ربما لم يكن هجوما إرهابيا مخططا له كما رجح البيت الأبيض. 'وقد قال جون ماكين في مقابلة بثتها قناة فوكس نيوز 'سأعمل كل ما في وسعي لمنعها من أن تصبح وزيرة للخارجية. فقد أثبتت أنها لم تفهم شيئا أو أنها ترفض أن تواجه الأمور'. ويشاطره هذا الرأي سيناتور جمهوري آخر هو ليندسي غراهام.
 
أما إدارة أوباما فقد هبت آنذاك للدفاع عنها موضحة أنها لم تكن مسؤولة عن كلامها لأن كل ما فعلته هو قراءة نص أعده عناصر من المخابرات الأمريكية. وحتى باراك أوباما عاد للحديث في هذا الصدد أثناء المؤتمر الصحافي الأول بعد إعادة انتخابه للرئاسة الأمريكية بداية تشرين الثاني/نوفمبر وصرح قائلا: 'إذا أراد جون ماكين أو غيره من الجمهوريين مهاجمة أحد فعليهم أن يهاجموني أنا مباشرة. السفيرة لدى الأمم المتحدة لا علاقة لها بحادث بنغازي واستخدام ذلك للمساس بسمعتها أمر مخز.'
 
يقول بيتر ماندافيل بأن هذا تأييد بلا حدود لكنه لا يخلو من بعض المخاطر. ويضيف أنه 'على أوباما أن يتوخى الحذر. لأن ماكين قد ساهم مساهمة كبيرة في تهدئة الجمهوريين الأشرس إزاء الرئيس عندما احتاج البيت الأبيض إلى تأييدهم فيما يخص بعض الملفات الدولية الحساسة كملف الشرق الأوسط.' والوجوه البارزة في الحزب الجمهوري ليسوا وحدهم من يعارضون تعيين رايس. ويؤكد مسؤول لم يشأ الكشف عن هويته لفرانس 24 'كثير من المسؤولين في السياسة الخارجية يكرهونها. إنهم يرون أنها متطلبة كثيرا وليس لها أي حس دبلوماسي.'
 
كيري، خيار أكثر حصافة؟
 
يرى بيتر ماندافيل أن العديد من المسؤولين المكلفين بالدبلوماسية الأمريكية يفضلون جون كيري لأنه شخصية مناسبة أكثر لمنصب وزير. وعدا ذلك، ستتيح عملية تعيين سيناتور ولاية ماساشوستس تجنب أوجه التوتر بين الحزبين.
 
لكن باراك أوباما يمكن ألا يأبه لهذا الكلام. فمنذ أن كانت سوزان رايس مستشارة خلال حملته الانتخابية الأولى عام 2008 والرئيس أكثر قربا منها مقارنة بالعديد من الشخصيات المهمة في الإدارة. ومشوارها يصب في مصلحتها أيضا، فهي متخرجة من ستانفورد وأكسفورد وكانت مستشارة بيل كلينتون في الملفات الأفريقية. وقد برزت في الأمم المتحدة عبر مساهمتها في تشديد العقوبات على كوريا الشمالية وإيران. وصحيح أن كيري حليف ذو قيمة لأوباما داخل الحزب الديمقراطي، إلا أنه ليس ضمن دائرة المقربين.
 
وإذا اختار الرئيس الأمريكي الاستمرار على النهج الحالي، فسيذهب خياره 'المنطقي' إلى رايس. ويخلص بيتر ماندافيل إلى 'أنها ستتمكن من تناول الملفات بمنظور عام مثل كلينتون، أما كيري فسيركز بلا شك على بعض الملفات أو بعض المناطق. لكن على كل حال، فسعيد الحظ بالمنصب سيكون أمامه عمل كثير جدا...'

 

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك