عن مرسي وأمريكا والإعلام.. تكتب دينا الطراح

زاوية الكتاب

كتب 743 مشاهدات 0


القبس

كلمة راس  /  مرسي وأميركا والإعلام

دينا سامي الطراح

 

«المجتمع الذي يعطي الخصال والمزايا الأقوى لأفراده هو الذي سيتطور وينمو ويبقى»

(أرنست هولمز)

***

لن أتكلم عن سيادة الرئيس المصري الجديد د. محمد مرسي وتحاوره مع أطياف مجتمعه للخروج من المشكلات والأزمات التي يمر بها المصريون، فهو يدرك أهمية التصالح مع الناس وإرضائهم وحمايتهم وتنظيم حرياتهم.. فمنطق «لا أريكم إلا ما أرى» الذي ظل مسيطرا على كثير من دوائر اتخاذ القرار في العديد من البلدان بدأ يفقد فعاليته، فالذكاء والحكمة والدهاء هي مطالب أساسية يجب أن تتوافر في كل من بيده السلطة واتخاذ القرار، والجدل العنيد المثار حول منصب معالي وزير الإعلام المصري صلاح عبدالمقصود في الحكومة المصرية، ومدى ضرورة وجود وزارة للإعلام في مصر.. هو موضوعنا لليوم.

ولعل حادثة اغتيال السفير الأميركي كريس ستيفنز في ليبيا تعد أبلغ الأدلة على حزم ذلك الجدل والآراء المقررة والمسبقة وحسمها نهائيا، ولأننا نستمد الحقائق من الأحداث الواقعية.. فإنني وجدت أن السبب وراء اغتيال سعادة السفير الأميركي هو عدم وجود وزارة للإعلام في الولايات المتحدة، تكون قادرة على تحديد موقف الدولة الرسمي من الفيلم المسيء للرسول - صلى الله عليه وسلم- وأيضا عدم وجود منصب وزير للإعلام ليكون قادرا على تقييم الأحداث الإعلامية، والتفاعل والتعقيب على مجريات الأمور الإعلامية وتطوراتها، فاتخاذ الإجراءات والتدابير القانونية وتقديم الاعتذار الرسمي للمسلمين داخل أميركا وخارجها، كان ضروريا لاستيعاب ردود الفعل الغاضبة على الفيلم المسيء.. كي لا يتلقى السفراء والدبلوماسيون والسياسيون الأميركيون ردود الفعل الحادة في دول وأماكن متفرقة في العالم كما حدث في ليبيا.

فليس من مهام منصب رؤساء الدول المتابعة أو التعقيب أو التفاعل مع الأفلام أو الكاريكاتيرات أو المقالات أو الأشياء المتداولة في وسائل الإعلام أو ضمان حفظ الملكيات الفكرية والحريات لوسائل الاعلام وأدائها، فوزارة الإعلام هي المنوطة والمختصة بذلك، وهي الكيان الرسمي الذي يحدد موقف الدولة مما يحدث على الساحة الإعلامية المحلية والدولية، بيد أن منصب وزير الإعلام ضروري لأنه يمنح للوزير الصلاحيات كافة التي يستطيع بها اتخاذ الإجراءات والتدابير القانونية ضد المتخاذلين والمعتدين على الحريات بكل أنواعها، بما فيها حرية المعتقدات الدينية وازدراء الأديان أو اهانة فئة من فئات المجتمع والإساءة إليها بأي شكل من الأشكال.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك