متى نرفض أن نكون قطع دومينوز؟!.. فاطمة الشايجي متسائلة

زاوية الكتاب

كتب 719 مشاهدات 0


الشاهد

دومينوز العرب

د. فاطمة الشايجي

 

الدومينو لعبة معروفة يلعبها الجميع وتكون بين طرفين أو أكثر، تنتهي بفوز أحد الأطراف في النهاية ويصبح هو السيد أو اللورد، فهذا هو معنى اسم اللعبة، وبالطبع، لها قانون خاص بها ولكن أهم ما في هذه اللعبة أن قطعها مستطيلة مما ساعد على ابتكار لعبة أخرى من قطعها. فلقد فكر بعض الهواة الفنانين القادرين على الابتكار صف قطعها بطريقة فنية وراقية ورسم لوحات جميلة بهذه القطع وأصبحت لعبة مشوقة وترفيهية أيضاً واستطاعوا لفت أنظار العالم لها. ولكن قانون اللعبة الفنية التي اتخذت من قطع لعبة الدومينوز أساسا لابتكارها يختلف عن اللعبة الأصلية ويمكن أن نطلق عليه قانون تسلسل التساقط الجبري، يبدأ التساقط عند ضرب أول قطعة ولا تتوقف إلا بسقوط آخر قطعة أو بتدخل إلهي يجعل أحد القطع تتوقف عن السقوط وتتوقف اللعبة.
الربيع العربي يمكن أن نطلق عليه دومينوز العرب . فقد ظهر محترفون أكثر ممن اخترعوا هذه اللعبة حيث غيروا القطع الجامدة بالبشر، فعرفوا كيف يصفون الشعوب العربية بدقة متناهية وعلى خطوط مستقيمة لكي يسقطوا شعبا تلو الآخر ، لا يعني سقوط رئيس عربي أنه سقط وحده ، إنما هو سقوط شعب بأكمله، فقد ثارت الشعوب على رؤسائها الظلمة، وكان من أهم الأسباب التي جعلت الشعوب العربية مساندة الثورات هو العيش بكرامة والتنمية، وهذان المطلبان لم يتحققا حتى الآن، لأن المحترفين أرادوا فقط تغيير حلفائهم في الشرق الأوسط ولم يفكروا في التنمية أو مساندة الشعوب العربية لتعيش بكرامة. تغيير الحلفاء لا يعني تغيير السياسات الداخلية للدول العربية وإنما الانصياع أكثر لأوامر المحترفين مقابل حصول بعض القطع على السلطة.
كانت أول قطعة تونس ثم مصر ثم اليمن وبعدها ليبيا وهاهي سورية تشتعل والأردن تعتبر من ضمن هذه القطع التي نتمنى أن تحدث لها المعجزة الإلهية وتصمد كما تدخلت عند بلدي الحبيب الكويت وتوقفت اللعبة عند هذا الحد وحمت دول الخليج من السقوط. الفرق بين دومينوز القطع ودومينوز العرب أن الأولى تجلب المتعة للمشاهد أما الثانية فهي تجلب الخزي والعار لمن يسقط والانتصار والقوة لمن يصف القطع ... فمتى نرفض أن نكون قطعا ونبدأ نحن بالصف؟

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك