'أقرب إلى المستحيل'.. الدعيج واصفاً تخلي السلطة عن الاتفاقية الأمنية

زاوية الكتاب

كتب 900 مشاهدات 0


القبس

الاتفاقية.. الاتفاقية.. الاتفاقية

عبد اللطيف الدعيج

 

الموقف من الاتفاقية الامنية، ان ثبت انها موجهة للتضييق على القوى والجماعات السياسية في دول مجلس التعاون، او عرقلة العمل الوطني من خلال تهديد اعضائه وتقليص نشاطهم، او حتى ان تلكأت حكومتنا في توضيحها ونشر التعديلات التي بررت لها الموافقة عليها، الموقف هنا يجب ان يكون وطنيا، بغض النظر عن الاختلافات والنزاعات المحتدمة حاليا بين المعنيين بالشأن العام. وانا طبعا لا اقصد العمل المشترك، فمن الصعب حتى عليّ شخصيا ان اجد نفسي متفقا او متحدا مع جماعات التخلف الحالية، لكن القصد ان يكون هناك ترحيب وتشجيع لكل من يعلن مناهضته للاتفاقية.

قدرنا في الكويت ان نكون صف الدفاع الاول، ربما الوحيد حاليا، عن الحريات في عموم الخليج العربي. ومن هنا تأتي اهمية معارضة الاتفاقية وضرورة دفع السلطة للتخلي عنها. سيكون ذلك صعبا، بل هو اقرب الى المستحيل، خصوصا في ظل الظروف الحالية. لكن ارساء خطوات المعارضة وقواعدها يجب ان يبدأ من الان. وسيكون خطأ فادحا الاستسلام، لا لشيء الا لان الظروف الموضوعية المتمثلة في انقسام المعسكر المعارض للاتفاقية غير مواتية. ولمن يهيمن عليه هذا النوع من التفكير، نذكر بان الظروف هنا عمرها لم تكن مواتية، ويكفي ان نستذكر موقف بعض الجماعات من التدخل الخليجي ضد شعب البحرين، لنرى ان من يدعي المعارضة اليوم، هو الذي مهّد وحرّض وهيأ الجو لحكومتنا لتوقيعها على الاتفاقية، وذلك بحماسه وترحيبه لتطبيقها ضد شعب البحرين. والذين طبلوا وهللوا للاتحاد الخليجي كانوا في واقع الامر يهللون ويرحبون بتطبيق اجراءاته والقبول بقوانينه وطرائق قمعه الامنية ايضا.

في كل انتخابات، كان المتسيد على الساحة قضية معينة. وهذه الانتخابات ليس من المفروض ان تكون استثناء، اذ يستطيع حتى «المقاطعون» ان يفرضوا على المرشحين اعلان مواقفهم المسبقة من الاتفاقية اذاً المطلوب ليس اكثر من توجيه سؤال في ندوة او زيارة لديوانية عن رأي المرشح وموقفه من الاتفاقية، بحيث تصبح الاتفاقية «الهاجس» الانتخابي الاول، خصوصا اننا في غياب الطرح السياسي او خفوته بسبب المقاطعة نفتقد الحيوية والاثارة السياسية التي تتميز بها في العادة انتخابات مجلس الامة.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك