علي الفيروز يرى أن أوباما الرئيس الأفضل من حيث لغة الحرب!

زاوية الكتاب

كتب 565 مشاهدات 0


الراي

إطلالة  /  تحديات أوباما في المرحلة المقبلة

علي محمد الفيروز

 

فاز الرئيس الأميركي باراك حسين أوباما بمرحلة رئاسية ثانية للولايات المتحدة الأميركية بعد أن حافظ بجدارة على رصيده الشعبي الكبير، حيث لم يغير نهجه السابق الذي بدأ بجملة: Yes,We Can Change، نعم نستطيع التغيير، ونجح من خلالها بالفوز أربع سنوات أخرى، وهذا ما أكده في تغريداته التويترية عبر حسابه الخاص فسرعان ما انتشر الخبر كالبرق بين الأوساط السياسية والشعبية لتصبح تغريدة أوباما الأكثر شهرة وشعبية في مواقع التواصل الاجتماعي، والأحلى من ذلك تلك الصورة الحميمة التي كانت بينه وبين زوجته المخلصة ميشيل أوباما، حيث يبدو فيها متعانقاً بإحساس عميق، فكانت الصورة الرومانسية محل إعجاب الكثيرين من محبي الرئيس أوباما الذين حرصوا بشدة الحضور للإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع منذ الساعات الأولى الباكرة سواء أكان أبيض أو أسود.
هناك ارتياح شبه كلي في الشرق الأوسط بفوز الرئيس الحالي باراك أوباما بولاية ثانية على عكس ما قوبل به سلفه الجمهوري جورج بوش الابن حيث تميز أوباما بشفافية التعامل والاعتدال مع قضايا الشرق الأوسط بحيث جعل ثورة الربيع العربي تحدد مصيرها في المنطقة دون تدخل مباشر، فضلا عن امكانية التوصل إلى اتفاق مع ايران والذي من شأنه أن يخفف حدة التوتر في المنطقة بشأن برنامجها النووي وامكانية استئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين من جديد بعدما عانت المنطقة من جمود سياسي وفتور في العلاقات الثنائية أدت إلى التوسع في عملية الاستيطان الإسرائيلي.
إذاً بشهادة غالبية المتابعين اتضح لدينا جلياً أن الرئيس باراك أوباما هو الرئيس الأفضل من حيث لغة الحرب فهو لم يستخدم لغة الحرب طوال السنوات الأربع التي قضاها في البيت الأبيض رغم ترؤسه أكبر دولة عظمى في العالم وهذا إن دل فإنه يدل على حنكته السياسية ونظرته الثاقبة نحو مستقبل آمن للولايات المتحدة وبالتالي نجد أن هناك الكثير من الوعود التي تحققت بعد وصوله إلى كرسي الرئاسة عام 2008 باستثناء قضية واحدة وهي إغلاق معتقل غوانتانامو الذي أثير الكثير من الجدل الأميركي حوله، إلا أنه نفذ وعده بسحب القوات الأميركية من العراق لإعادة التواصل مع دول المنطقة ولتخفيف حدة الغضب العارم المتراكم على الولايات المتحدة خلال سنوات حكم بوش الابن، كما استطاع الرئيس أوباما إعادة الثقة المطلوبة في الولايات المتحدة ومصر الشقيقة والتي وصفها البعض على أنها رحلة اعتذار.
ولكن على أي حال كانت زيارة أوباما للشرق الأوسط ما هي إلا وسيلة لتقوية أواصر العلاقات بعدما تميزت سياستها الخارجية بالفتور السياسي، وكذلك تحفظه الشديد حول مصير المنطقة بعد أن شهدت المزيد من المتغيرات الاقليمية ناتجة من انتفاضات متتالية مثل «الربيع العربي»، وهذا نال قبولا كبيرا ولا يخفى على أحد أن إعادة انتخاب أوباما رئيساً للولايات المتحدة للمرة الثانية لم تفرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كثيراً كونه ليس صديقاً حميماً لديه ويعارضه في أمور سياسية عدة، لذلك حاول نتانياهو تشويه سمعته مرارا من دون فائدة، وفي المقابل حرصه على تأييد منافسه الجمهوري رومني ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن!
والخلاف بينه وبين باراك أوباما مازال قائماً خصوصا في ما يتعلق بالتعنت الاسرائيلي في سياسته لبناء المستوطنات في الضفة الغربية وتصرفه الأحمق تجاه السياسة الإيرانية، رغم ان كل شيء قد يكون قابلاً للتغيير بوجود عملية الاستيطان الاسرائيلي المستمرة ووجود عقوبات اقتصادية غليظة على ايران لم تخفف حدتها على مدى العام المنصرم.
لذا، يقول كثيرون ان الرئيس الأميركي أوباما قد حقق الكثير من الأمنيات الأميركية أثناء توليه الحكم وبالتالي يستحق جائزة نوبل للسلام تقديرا لجهوده الرئاسية والأعمال الإنسانية، كما عزز دوره الأمني في التصدي للأعمال الإرهابية التي قام بها عناصر القاعدة وفي مقدمهم التخلص من الزعيم أسامة بن لادن الذي قتل بيد القوات الأميركية الخاصة بطريقة مهينة نظراً لما قام به من أعمال إرهابية هزت أركان الأمن القومي الأميركي.
ويبقى السؤال هنا، هل بإمكان الرئيس باراك أوباما تصفية بقية أعضاء القاعدة في الفترة الرئاسية المقبلة؟ نعم يحاول أعضاء الحزب الجمهوري الضغط على الرئيس المنتخب باراك أوباما بكل الوسائل المتاحة لهم وبالأخص عند فتح ملف الأزمة المالية للدولة من خلال خطة قصيرة المدى من دون حثه على أي مساعدة وهي جزء من معركة حزبية ضده لإظهاره بمظهر «العاجز» عن تنفيذ وعوده أمام خفض عجز الموازنة العامة وعدم موافقتهم على عقد أي صفقة كبرى قبل الأول من يناير المقبل، ولكن كما يبدو ليس أمامه بديل سوى بدء العمل بحزمة قرارات رئاسية تتضمن تخفيضات سريعة للنفقات العامة والعمل على زيادة الضرائب وفق تشريعات جديدة وذلك لزيادة العائدات.
لقد فاز الرئيس الأميركي الأسود باراك أوباما بتوليه فترة رئاسية ثانية بدرجة امتياز إلا أن النتيجة ليست سهلة كما يتصورها البعض، فالرئيس المنتخب أمامه أبواب مغلقة بحاجة إلى فتحها مع مجلس النواب الأميركي قبل أن تتراكم الديون وتفشل خطة الأزمة المالية الحالية التي لاتزال تلوح في الأفق، فهل ياترى ينجح أعضاء الحزب الديموقراطي في السيطرة على مفاتيح البيت الأبيض؟!
ولكل حادث حديث.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك