الاتفاقية الأمنية كما يراها الدعيج بروتوكول ملزم سياسيا وليس قانونيا للحكومة!
زاوية الكتابكتب نوفمبر 18, 2012, منتصف الليل 668 مشاهدات 0
القبس
نحمي الشعوب وليس الأنظمة
عبد اللطيف الدعيج
حسب ما اعلن فان الحكومة قد وافقت غير مشكورة على الاتفاقية الامنية لدول الخليج العربية، بعدما تم تعديل الاتفاقية - حسب الزعم - لتناسب اوضاع الكويت وظروفها او بالاحرى دستورها الذي كانت المعاهدة او الاتفاقية تتعارض معه.. طوال هذه المدة يعني منذ ان تم اقتراح اتفاق دول الخليج على معاهدة امنية تحفظ انظمتها من القلاقل او الثورات الداخلية. وحسب ما اتذكر فان هذا الاقتراح طرح بعيد حركة العنف التي نظمها جهيمان العتيبي وجماعته، اي منذ عقود مضت. واي ايضا.. فان الفكرة والهدف هما حماية الانظمة وليس الشعوب او امن المنطقة.
السؤال: ما الذي حدث؟ ولماذا وافقت الدول الخليجية المعنية على «فضفضة» الاتفاقية او تعديلها المزعوم حتى تشجع او تضمن دخول الكويت فيها؟ سيكون بالطبع صعبا ان لم يكن مستحيلا تجاهل ما يحدث حاليا في المنطقة، من حراك واضطرابات سياسية وعزل ذلك عن «لهفة» بعض الانظمة على التوحد وعلى الانتصار لبعضهم ضد هذه الحراكات والاضطرابات التي بدات تتلبد في اجواء المنطقة.
لكن لن نتسرع مثل البعض، وربما يكون راي السيد السعدون، الرئيس والنائب السابق في الاتفاقية، هو الاكثر انصافا لها وتحذيرا منها ايضا. فنحن عمليا لا نعلم شيئا مؤكدا يدين هذه الاتفاقية. فقد تكون كما نشر تتعلق بتبادل المعلومات والتنسيق الامني بين قيادات دول المنطقة ومؤسساتها وقد تكون كما تعبر عنها اللهفة والرغبة المفاجئة، طوق النجاة الذي يتأمل البعض ان يحميه او ينتشله من الوضع الخطر الذي هو به او يتوقعه.
لهذا فان الحكومة ملزمة هنا باطلاع الناس على فحوى هذه الاتفاقية وعن التعديلات الحقيقية التي تعرضت لها، وعن الاسباب الحقيقية القانونية التي جعلت هذه الاتفاقية موائمة للكويت بعد ان كانت تتعارض مع دستورها ومع حتى سياسة الكثير من حكوماتها السابقة. ان التطبيل للاتفاقية ثم الادعاء بان مجلس الامة سينظر بها هو تحصيل حاصل، فالحكومة ملزمة بعرضها على مجلس الامة لان اي معاهدة تعرضها الحكومة على الامير ويوقعها تبقى معاهدة ولا يصبح لها قوة القانون حتى يوافق عليها مجلس الامة.. ومن غير هذه الموافقة فما هي الا بروتوكول ملزم سياسيا وليس قانونيا للحكومة.
***
اعترضت ولا أزال على مجلس التعاون بكبره
صحافيو الاعلام الطازة، نسبة الى وزير اعلام صدام حسين، غرد اكثر من واحد منهم يتحدوني في معارضة الاتفاقية الامنية..! انا عارضت وما زلت مجلس التعاون الخليجي برمته ومنذ انشائه. وكتبت ضد الاتفاقية الامنية عند طرحها منذ عقود وقبل وقت قريب. وانا ممن عارضوا التدخل الخليجي في البحرين، وبالمناسبة فان صحافيي المقاطعة ايدوا التدخل بينما استجوب محرضوهم رئيس وزرائنا السابق لرفضه ارسال قوات للبحرين. وانا من كتب مقال «لا يا خادم الحرمين» ضد الاتحاد الكونفدرالي ونواب المقاطعة واعلامهم الطازة هم من هلل بالفكرة ورحب بها.
غريبة ان يتحداني الاعلام الطازة لمعارضة الاتفاقية الامنية.. فانا كنت اعتقد ان لدى هذا الاعلام وجماعة المقاطعة بعض الوعي وبعض المعلومات وقليلا من الحياء.. لكن يبدو ان لا شيء من هذا على الاطلاق لدى.. عيال بن فهرة.
تعليقات