الايام المقبلة حبلى بالمفاجآت!!.. خليفة الخرافي متوقعاً

زاوية الكتاب

كتب 2276 مشاهدات 0


القبس

رب ضارة نافعة ربي سهل عليهم

خليفة مساعد الخرافي

 

لم يمر على تاريخ الكويت حراك سياسي بهذه القوة والعنف والزخم كما يحصل في مثل هذه الايام، بدأ برفض الشباب ما اشيع بعد حكم المحكمة الدستورية بدستورية الدوائر الخمس، بأن هناك نية للسلطة بإصدار مرسوم ضرورة لصوت واحد، فقرر تكتل الاغلبية بضغط من الشباب اقامة ثلاث ندوات، واعلنوا ان سقف الخطاب سيكون عاليا جدا، وتبين ان معنى رفع سقف الخطاب القصد منه كسر هيبة السلطة، حيث قيل في ندوة «جابر العلي» عبارات شديدة، وازدادت شدة في ندوة الجهراء، وكانت الندوة الثالثة ستقام في ساحة الارادة، وستزداد شدة الهجوم على اعلى المستويات، وصادف اقامة الندوة مؤتمر قمة لقادة دول اسيا، فتمنى سمو الامير على منظمي ندوة ساحة الارادة تأجيلها يومين لظروف اقامة مؤتمر القمة الآسيوي، الا انهم تمادوا بغيهم واغتروا بشعبيتهم ورفضوا تأجيل الندوة وألقوا الخطب في ساحة الارادة وانتقدوا بعنف وبشكل غير مسبوق تعدى اعرافا تعودنا عليها في المخاطبة، ما ادى إلى ظهور جبهة اخرى في الطرف الآخر يختلف اسلوبها في معالجة الازمة التي نواجهها برفض اسلوب الاغلبية المتغطرس المكابر لدرجة رفضهم تأجيل ندوتهم في ساحة الارادة ليومين فقط لانعقاد مؤتمر القمة الآسيوي، مما جعل مجاميع كبيرة من اهل الكويت تنفر من اسلوبهم واستنكروا هذا التصرف الارعن الاهوج، فما هكذا يخاطب اهل الكويت حكامهم، ويبدو ان هذه التصرفات المشينة أصبحت سمة من سمات وصفات الاغلبية التي بدأت باقتحام قاعة عبدالله السالم بطريقة همجية غوغائية تعتبر عارا كبيرا، بل جريمة كبرى في تاريخ العمل السياسي الكويتي، وللاسف من كان يؤجج الشباب على الفوضى وكسر القانون بعض نواب الامة، بل شاركوهم في هذا العمل المشين جدا.

لا يبرر احباط الشباب وعدم رضاهم عن الفساد، فمشكلة فساد البلد لا تعالج ولا تحل بكسر القانون باقتحام قاعة عبدالله السالم عنوة وجبرا وقسرا وباستخدام العنف، فأصبح الشباب الثائر الغاضب بسبب الفساد وتردي الخدمات - تتقدمه كتلة الاغلبية من اجل اهدافها ومصالحها الخاصة - معرضا للمساءلة القانونية، بل تمادوا بمسيرات غير مرخصة جابهتها قوات الأمن، ادت الى التحامات واشتباكات باستخدام قوات الأمن وسائل لم نتعود عليها كالقنابل الدخانية والضرب بالمطاعات، وهو تصرف نستنكره، فلو تم استخدام خراطيم المياه لتفريق المسيرة لكان اسلم واحوط، فعلى الشباب الا ينجرفوا في ممارسات يجرمها القانون وهم من يطالبون بتطبيقه.

نتج عن الحراك السياسي امر طيب جدا، نتجت عنه صحوة قوية للجميع، سلطة، معارضة وشبابا. المواجهات ادت الى اتضاح الامور اكثر، فالبعض كان يشكك بدستورية مرسوم الضرورة لصوت واحد والبعض يراه انه حق دستوري لسمو الامير بالامكان ابطاله تحت قبة قاعة عبدالله السالم في مبنى مجلس الامة حسب المادة 71 من الدستور، البعض يصرح بان المسيرات السلمية لا تحتاج الى ترخيص، والبعض الآخر، وانا منهم، اجزم بان المسيرات السلمية تحتاج الى ترخيص، والبعض يطالب بقمع المسيرات السلمية بقوة وعنف باستخدام قنابل دخانية ومطاعات، بينما انا أطالب بأن تكون طريقة فض مسيرة سلمية باستخدام خراطيم المياه القوية الدفع، فهم ابناؤنا حتى وان اخطأ معظمهم فقصدهم شريف، حسنو النوايا، فهم ليسوا مجرمين، بل هم شباب الكويت الغاضب الحانق المحبط من تراكم الفساد لسنوات طويلة بسبب تخبط الحكومة وضعفها وبسبب تراخي نواب المعارضة وتواطئهما لتمرير وساطاتهم الجائرة.

البعض يرى ان من يقاطع غير وطني، انا شخصيا مقاطع الانتخابات لعدم قبول شرائح كبيرة من الشعب الكويتي للمشاركة في الانتخاب.

البعض يشكك في وطنية من يترشح ومن ينتخب، هنا يجب ان نحترم حقوق الطرف الآخر ووجهة نظره، هذه هي الديموقراطية الصحيحة، لا نحتاج الى ارهاب فكري من الطرفين، ومن الامور الايجابية جدا في هذا الحراك السياسي ان سمو الامير، حفظه الله ورعاه، وضع خريطة طريق لإصلاح الكويت، حيث تحدث في مناسبات عدة وضح فيها امورا عديدة لقضايا مهمة على الساحة السياسية، اهمها:

1 ــــ قبول حكم المحكمة الدستورية بشأن دستورية قانون الضرورة لصوت واحد.

2 ــــ الحزم بتطبيق القانون على الكبير قبل الصغير، ورفض الفوضى.

3 ــــ ايقاف الواسطة.

4 ـــ بين عدم علاقة الشقيقة قطر في ما يحدث من حراك سياسي، وان محاولة قناة الجزيرة تفسير الامور في الكويت على غير حقيقتها من دون ذكر ما يتنعم به المواطن الكويتي من رفاهية وحرية بما يحلم به كل شعوب العالم.

5 ـــ نشكر سمو الامير لانه انجز ما عجزت عنه انجازه الحكومة والمعارضة، وهو قانون الذمة المالية وهيئة مكافحة الفساد، وهما خطوتان كبيرتان في مكافحة الفساد في كشف الحرامي والمرتشي.

6 ـــ اعطيت الاوامر السامية لتنفيذ جميع المشاريع الخدمية والاسكانية والتنموية المتعطلة، مطالبة الحكومة بسرعة انجازها، وهذا ما نتمناه جميعا ككويتيين.

ان قيادة سفينة الكويت في خضم هذا الوضع السياسي المربك الى بر الامان في مواجهة العواصف الشديدة والامواج القوية المتلاطمة من الداخل والخارج، تحتاج الى نوخذة قوي العزيمة ذي نظرة ثاقبة، وقد واجه سمو الامير مسؤولياته كاملة كحاكم مسؤول يقود الوطن والشعب الى ما فيه خير ورفاه شعبه ليستقر الوطن بالعدل والحرية والامان.

***

ــ شعوب وحكومات العالم اجمع تفرح بما لديها من فوائض مالية لتطور بلدانها وتعمرها، اقتصادنا متين ونحن لدينا اكبر فوائض لتصبح كويتنا الافضل، ومع هذا انشغلنا بصراعات وخلافات وتأزيم، بسببها تم هدر مليارات من الدنانير، وخير مثال خسارتنا في «الداو كيميكال» لتخبط الحكومة والمعارضة.

***

ــــ نشعر بالقلق وعدم الامان والاحباط المقرون باليأس لاننا بين نارين: نار معارضة لا يرجى منها خير، ونار سلطة متخبطة، لقد ضعنا بين نواب مكابرين متهورين او نواب حرامية مرتشين.

نحمل هموم مستقبل اطفالنا، لا سلطة قادرة ولا معارضة قادرة على انتشالنا مما نحن فيه من ضياع.

***

ــــ المواجهات ادت الى اتضاح الامور اكثر، وان كان البعض يشكك بامكانية الاصلاح في دولة مترهلة تمكن منها الفساد فأصبحت عاجزة عن إيقافه ليس لديها روح التحدي والمواجهة تعودت على التردد والمسايرة والمجاملة والمماطلة والتسويف والتأجيل ولا قرار.. لقد وصلنا الى مرحلة ان بعض الشيوخ الوزراء يهابون النواب ويعملون لهم ألف حساب، بينما النواب - على العكس - لا يهابون، بل يتطاولون ويتهكمون ويتمسخرون.

الايام المقبلة حبلى بالمفاجآت، فنحن في مخاض لا يعلم الا الله اين ستأخذنا هذه الاحداث بين تعنت وعناد ومكابرة، مما اثار الغضب، فأدى الى ما انتهينا اليه نتيجة لتهور المعارضة وعنجهيتها وغطرستها وغرورها وتحديها واستهتارها.

***

ما يحدث اليوم امر جلل، انقسم المجتمع الكويتي: مع وضد، مشارك او مقاطع، العائلات، الاحزاب والتكتلات اختلفت في ما بينها، التكتل السلفي منشق والتحالف الوطني وكذلك المنبر، لا بل وصل الاختلاف بين الاخ وأخيه والابن وابيه.

ندعو الله تعالى ان يلطف بنا ويسهل علينا امورنا ويبعد عنا شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك