البدون والليغا الانتخابية !!

زاوية الكتاب

كتب 4144 مشاهدات 0


لا يزال أعظم سؤال بتاريخ الحركة الفنية قائما حتى الآن، محتفظا برقمه القياسي دون أن يحطمه احد، وهو السؤال الذي طرحه الفنان سعد الفرج لأخيه حسينوه بمسلسل درب الزلق: هل كيف؟! يصير غش بالتجارة ؟!


لا شك في أن جملة 'هل كيف' لغة جديدة مسجل براءة اختراعها للممثل الفرج.وجه وقفا فالإبداع بتلك الجملة، جرني جرا بكل أحرف الجر من ياقة دشداشتي، الى سؤال مشابه له بالتكتيك مخالف له بالتكنيك: هل كيف؟! ينغش البدون بالانتخابات؟!


قد يبدو السؤال في غير محله أو بقالته، فالبدون وحسب الظاهر من الصورة ليس لهم ناقة أو camel من انتخابات مجلس الأمة القادم، لكن لو فركنا أعيننا قليلا، وركزنا بتفاصيل الصورة لوجدناهم لاعبون اساسيون بتشكيلة الانتخابات، يرتدون الرقم عشرة، ويقومون بدور صانعي اللعب، يمررون الكرات الذكية للمهاجمين على طبق من هدف، لم يغيبوا عن الليغا الانتخابية أبدا لا بداعي الإصابة أو بداعي البطاقات الملونة طوال تاريخ انتخابات المجلس، كونهم مفاتيح انتخابية تفتح الأبواب المغلقة، لا غنى عنهم لغالبية المرشحين الذين يعرفون قيمتهم جيدا، فلو غاب المفتاح العب يا فار!!


بعض المفاتيح الانتخابية تطور بحكم نظرية دارون الى ' ألنكي' ..مفتح باللبن.. يشم الصوت بعينيه ويطارده بأذنيه.. ديوانية ديوانية .. مخيم مخيم ..بيت بيت، حتى يضعه في سلة مرشحه، وهذا النوع من المفاتيح يسيل له لعاب وانف المرشح، فيكرمه وينعمه ويطعمه من كنافة الأمير زهير الى ما شاء الله أن يطعمه!! ولان شر البلية ما يضحك نسأل: هل كيف؟! المفتاح الانتخابي ما يصوت؟!


أن تفاعل البدون مع الانتخابات لا يقتصر على المفاتيح فحسب، وإنما يشملهم جميعا..يعيشون الحدث بامتياز قلبا وقالبا، فهو ريوقهم وغداهم وعشاهم، على أمل.. لاحظ على أمل، وليس على خديجة، أن يصيبهم من الطيب نصيب، فيناصرون المرشحون المفضلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيفسبكون لهذا المرشح ويتوترون لذاك ويجوجلون لأخر، والمرشحون في المقابل ماهرون يجيدون اللعب في الشوارع الخلفية، فيوعدون البدون كما جرت العادة يا سعادة مع كل انتخاب، ببلح الشام وعنب اليمن، يطيرونهم في السماء بدون جوانح ولا ضير.. فمن سيحاسب من ؟! الوعود ببلاش والتنفيذ بفلوس، وعلى المتضرر أن يقبض من دبش المعروف عنوانه للجميع!!


النائب المبطل عبيد الوسمي، نموذج واضح وفاضح لتلك الفئة من المرشحين، وربما كان امهرهم، فهيىء للبدون الذين حضروا ندواته الانتخابية، بان الوسمي أمامهم والجنسية خلفهم، وما يفرقهم عنها ألا أن ينتهي الوسمي من ندوته ويفتح شنطته ويوزع الجناسي على البدون الحضور!! فخرم البدون آذانهم تخريم جماعي بعد أن عشمهم 'ابن الوسمي' بالحلق ، فماذا كانت النتيجة ؟! أصبح صاحب الشنطة نائبا في البرلمان الشبح وبقي البدون .. 'سنتين أنا ناطر.. قالولي يجي باجر' ،يتحسس كل منهم أذنه المخرومة ..وين الحلق يا ولد.. ألوووو ..الوووو..وين الحلق يا الطيب؟؟! والله عجيبه..هل كيف؟! خرم من غير تراشي؟!


الآن ومع اقتراب ليلة الانتخابات، التي يظهر من بوادرها أن لونها رمادي..ولونها لن يكون عادي، فإننا نرجوا أن لا يعول البدون عليها مطلقا كما عولوا من قبل، فهي لن تكون أفضل من سابقتها ولن تكون أسوأ من لاحقتها، وان غدا لناظره عجيب!! وعليه نسال للمرة الأخيرة: هل كيف؟! ينقرص البدون من نفس الجحر؟

الآن - برأي: كامل الفضلي

تعليقات

اكتب تعليقك