عن جراغيات الحكومة!.. يكتب د. نايف العدواني

الشاهد

جراغيات الحكومة

د. نايف العدواني

 

نبارك للحكومة تسجيل »جراغياتها« في »غينيس للأرقام القياسية« من حيث انها اكبر كمية مفرقعات لالعاب نارية تم احراقها في الهواء وطارت معها او احترقت معاها اربعة ملايين دينار كويتي اي ما يعادل 12 مليون دولار بمناسبة الاحتفال بمرور 50 عاما على اصدار الدستور، شيء جميل ان تحتفل الدول بمناسباتها الوطنية لترسيخها في اذهان الناشئة ولتخليد ذكراها العطرة في اذهان الجيل الذي عاصرها ليتذكر انجازاته الوطنية ويفتخر بها امام العالم. ولاشك ان صدور دستور 1962 في عهد المغفور له الشيخ عبدالله السالم طيب الله ثراه والرعيل الأول من الرواد الذي اختاروا لوطنهم التقدم والسير نحو الديمقراطية وقدموا للوطن هدية غالية اسست لهم مكاسب سياسية والتي يجب على الجيل الحالي المحافظة عليها وتطويرها لمزيد من الحريات بدلا من محاولة الالتفات على الدستور وتقييده من خلال تفريغه من محتواه. أو التركيز على تعديل بعض مواده كالمادة الثانية دون بقية المواد ان كانت بحاجة الى تعديل وفقا لمبادئ التطور والتغيير، ومتطلبات العصر ونوازله، فالدستور كيان قانوني قابل للتطوير والتعديل لمزيد من الحريات والمكاسب الشعبية والا اتسم بالجمود والعقم، وان من اهم المبادئ والركائز التي وضع على اساسها الدستور الكويتي هو الامتثال لقوله تعالى »وشاورهم في الامر« وتأسيا بسنة رسولنا الكريم في المشورة والعدل ومتابعة لركب تراثنا الاسلامي في بناء المجتمع وبرغبة واعية في الاستجابة لسنة التطور والافادة من مستحدثات الفكر الانساني وعظات وتجارب الدول الاخرى علاوة على ان العمود الفقري للدستور هو الحفاظ على وحدة الوطن واستقراره وعليه يكمن الاحتفال الرسمي بالدستور في الايمان بمبادئه وتطبيقها ومنها الايمان بحق الجميع في التعبير عن ارائهم ووجهات نظرهم دون غلو في الطلب او تخوين في النوايا فالجميع مواطنون تحت مظلة الدستور والقانون والاحتفال لا يجب ان يكون في شكل مراسم شكلية واحتفالات فارغة والا سيسجل التاريخ لحكومتنا الحالية ان اهم انجازاتها »جراغياتها« التي سجلها مقياس »غينيس« للارقام القياسية واحتراقها بعود ثقاب في ليلة واحدة بكلفة اربعة ملايين دينار من المال العام وصندوق الاجيال المقبلة.
ملاحظة:
الجراغيات لغير الناطقين باللهجة الكويتية هي المفرقعات النارية.