أبل» تحتفظ بمدافعها الكبيرة لـ «سامسونج» بقلم تيم برادشو
الاقتصاد الآننوفمبر 13, 2012, 3:21 م 733 مشاهدات 0
تسوية شركة أبل المتعلقة بالبراءات مع منافستها، شركة اتش تي سي للهواتف الذكية جاءت كمفاجأة مرحب بها من قبل صناعة التكنولوجيا - وليس فقط لأنها جاءت في منتصف الأسبوع الماضي.
قبل وفاته، أعلن رئيس شركة أبل ستيف جوبز 'الحرب النووية الحرارية' على نظام تشغيل أندرويد من شركة جوجل، فكانت قضية 'أبل' ضد 'إتش تي سي' من المناوشات الأولى. كما يمكن اعتبار الانفراج طويل المدى الذي حققه خليفته، تيم كوك، مع أحد أكبر المستخدمين لنظام أندرويد أملا يلوح في الأفق لإنهاء هذه الحرب القائمة على عدة جبهات.
وتحسر عديد من المديرين التنفيذيين والقضاة على مئات القضايا المتعلقة بالبراءات، والتي أصبحت شاغلا مكلفا وتستغرق وقتاً طويلاً لكل شركة تكنولوجيا كبيرة.
ومع ذلك تأتي تسوية 'أبل' مع 'إتش تي سي' بينما تتصاعد الحرب المريرة الأكبر مع شركة سامسونج، ما يعني أن التوصل إلى تسوية نهائية بين صانعي الهواتف الذكية يبدو صعبا.
قبل أيام من إعلان تسوية 'أبل' واتفاق الترخيص العالمي مع 'إتش تي سي'، جددت 'أبل' تحديها لـ 'سامسونج' في محكمة سان خوسيه والتي حكمت لصالحها هذا الصيف بمليار دولار تعويضات.
عند تسجيل الأقوال يوم الجمعة، والذي سبق جلسة استماع الشهر المقبل، قالت شركة أبل إنها تعتبر البراءات المعنية 'حصرية للمستهلك ليستخدمها وغير متاحة للترخيص، ولا سيما للمنافسين'.
يقول ديفيد مارتن، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة إم كام لاستشارات البراءات: 'إن هذه التسوية وبيان شركة أبل يوم الجمعة ليس له معنى، فقد بدأت شركة أبل تتابع السوق لمعرفة نتيجة استراتيجيتها في مجال التقاضي، وأدركوا أنه قد يكون رد فعل سلبيا'.
وبينما يصورها البعض كمعتدية، فإن تسويات 'أبل' مع شركة نوكيا العام الماضي والآن 'إتش تي سي' تظهر أنها على استعداد لعرقلة اتفاقات الترخيص، ولكن فقط في حالات مختارة، تقول كارولينا ميلانيسي، محللة متنقلة لدى شركة غارتنر للاستشارات: 'إن تسوية شركة إتش تي سي تبين أن هناك معركتين منفصلتين تجريان: واحدة ضد رخصة نظام أندرويد في تكنولوجيا براءات الاختراع، وواحدة ضد شركة سامسونج في حقوق الملكية الفكرية ككل'.
وينعكس التقاضي واسع النطاق بين 'أبل' و'سامسونج' على المنافسة في السوق، حيث تفوق هاتف سامسونج جالاكسي إس 3 على هاتف أبل آيفون 4 إس، ليصبح الهاتف الذكي الأكثر شعبية في العالم في الربع الثالث، وذلك وفقا لباحث في السوق لدى شركة ستراتيجي آنالتيكس، على الرغم من أن الموقف قد يتحول مرة أخرى في الربع الحالي مع إطلاق آيفون 5.
ويقول إيفانز بنديكت، محلل متنقل لدى شركة اندرز اناليسيس: 'إن نزاع شركة أبل مع شركة سامسونج أكثر عمقا من القضية ضد شركة إتش تي سي'.
'إتش تي سي' و'نوكيا' كانتا قد شهدتا هبوطا لسهميهما في سوق الهواتف الذكية، بينما تنمو شركتا 'أبل' و'سامسونج'، ما يوجد مزيدا من الرغبة في التسوية من جميع الأطراف. 'أبل' تمثل 'إتش تي سي' قليل من 'الإزعاج'، وذلك وفقا لبن ود، رئيس البحوث لدى 'سي سي اس'، وهي مجموعة تحليلية.
ويضيف قائلا: 'فمع وجود تسوية مع شركة إتش تي سي، شركة أبل بان تبذل كل ما في وسعها لتصبح تخريبية قدر الإمكان لشركة سامسونج، فإزالة التهديد بالتقاضي الذي لا نهاية له يعد أمرا حيويا لشركة إتش تي سي، حيث إنها تحتاج إلى 100 في المائة من التركيز لإعادة الشركة إلى مسارها بعد عدة فصول كئيبة'.
وأصبح تقاضي براءات الاختراع شاغلا لـ 'أبل'، أيضا، وقد بدأ يهدد سمعتها.
في الوثائق التي صدرت يوم الجمعة الماضي، أمرت محكمة المملكة المتحدة 'أبل' بأن تدفع مبلغا أعلى من الرسوم القانونية التي دفعتها 'سامسونج' بعد ما سمى قاض 'بيانات غير دقيقة وتلميحات كاذبة' في إشعار له على الإنترنت، حيث إنه قد أصدر أوامره لتوضيح وتضخيم حكم بأن 'جالاكسي تاب' لا يتعدى تصاميم الشركة. وقد نشرت 'أبل' بيانا على موقعها على الإنترنت تشوه وضوح الماء، يقول سيدي روبن يعقوب حكمت بأنه ينبغي أن تدفع 'أبل' أعلى تكاليف كعلامة لرفض للمحكمة لسلوك 'أبل'.
وسط هذه التوترات والتسوية مع 'إتش تي سي'، يقول ميلانيسي: 'إن هذا قد يساعد علامة 'أبل' التجارية حين يسأل البعض عن مدى كونهم قد أصبحوا ميالين للتقاضي'.
شروط اتفاق الشركتين لم تنتهِ، حيث يقول البعض إنها تغطي عددا غير محدد من براءات الاختراع الحالية والمستقبلية، وأن هذه الصفقة مستمرة لمدة عشر سنوات.
ومع ذلك فإنه بوجود حق امتياز لشركة إتش تي سي فإن شركة أبل قد أضافت تكلفة أخرى لاستخدام نظام أندرويد، حيث إن 'جوجل' لم تقاضِ المصنعين الذين يستخدمون برامجها، ولكن بعد أكثر من 12 دعوى قضائية ناجحة ضد أندرويد، معظمها من شركة مايكروسوفت، فإن نظام التشغيل لم يعد مجانيا.
تقديرات رسوم 'إتش تي سي' تراوح بين بضعة دولارات إلى أكثر من 20 دولاراً لكل هاتف يباع. وهذا له تأثير يذكر عند الهواتف الراقية التي تباع مقابل 500 دولار، ولكن يمكن أن يجعل هذا أندرويد أقل قابلية للاستمرار، حيث إن الشركات المصنعة مثل 'هواوي' أو 'زد تي آي'، الذين يبيعون الهواتف الذكية بأقل من 100 دولار، ويقول السيد إيفانز إن في ذلك تهديدا طويل الأجل لشركة أبل وأرباحها المرتفعة. ويضيف وود 'إن اقتصاديات نموذج أعمال أندرويد يضعف في كل مرة تضطر إلى دفع تسوية ترخيص'.
أقامت 'أبل' السلام مع 'إتش تي سي' ولكن بقيامها بذلك، فقد فازت في معركة أخرى في حربها بالوكالة مع 'جوجل'، وتركز ترسانتها ضد 'سامسونج'.
تعليقات