'غير أخلاقي'.. سامي المانع واصفاً الهجوم على أحمد الخطيب
زاوية الكتابكتب نوفمبر 12, 2012, 11:52 م 1259 مشاهدات 0
الكويتية
أقزام في حضرة الدكتور الخطيب
د. سامي عبد العزيز المانع
لم يكن يوماً يقف على قارعة الطريق، بل كان يقود الركب ويصنع الحدث، ويحارب لقضاياه بأخلاق الفرسان، كان يحمل شعلة الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية في يد، وهموم الشعب الكويتي في اليد الأخرى، واجه هو ومن كان معه من وطنيين عبث «الحكومة» ومتنفذيها في مقدرات وثروات البلد على مدى عقود، تصدى لمحاولات التخلص من الدستور من قبل «أسرة» و«حكومة» لم تؤمن لحظةً واحدة بمبادئه، وكانت تعتبره برمته خطأ تاريخيا فادحا، واستمر إلى يومنا هذا حاملاً الراية رغم ما تعرض له من تسلط وتضييق «حكومي».
اليوم وبعد كل هذا النضال الحقيقي من أجل حياة كريمة زاخرة بالقيم الإنسانية، وبعد أن كان أحد رجال صناعة الدستور، خرج علينا بعض الطارئين ليطعنوا برجل الدولة وعملاق السياسة الكويتية الدكتور أحمد الخطيب، لمجرد أنه لم يصطف وفق أهوائهم، واختار موقعه الوطني المعتاد والتاريخي في الذود عن المكتسبات الشعبية دون أدنى اعتبار لمكيال الربح والخسارة.
وقد قام هؤلاء «النفر» بهجوم شرس وغير أخلاقي على شخص الدكتور، إذ قال أحد غير المحترمين: «إن اليساري العتيق دخل رسمياً مرحلة الخَرف ..»، وأيدته في ذلك واحدة من المرشحات المتشحات بلسانٍ يقطر سوءًا، وإنها لمن السخرية بمكان أن مثلها هي تتعرض بصفاقة لتلك الهامة، وأحد خفيفي الظل والشخصية يدعو: «اللهم لا تجعل نهايتي كنهاية أحمد الخطيب، بعد ستين سنة من النضال ضد قوى التخلف والرجعية، أجمعهم عندي وأصور وياهم (الملتحين)»، ونحن نقول هي العقول الصغيرة التي دائماً ما تهتم بالأسماء والأشكال، وتتجاهل جوهر القضية الذي يعتبر هو الأولوية والضرورة وما عداه مجرد قشور، وبالمناسبة تلك النظرة القاصرة أصبحت موضة هذه الأيام، فالبلد تضيع وعندما أرادوا التخلي عن مسؤولياتهم الوطنية قالوا أنت تقف مع «فلان وعلاّن»، ويكون هروبهم مرصّعا بأسباب واهية، وبالأحضان يا «حكومة» الناس «عايزة تعيش».
سامحنا يا دكتور، إنه زمن أغبر، يصدق فيه الكاذب ويكذب فيه الصادق، ويؤتمن فيه الخائن، ويخوّن فيه الأمين، وينطق فيه الرويبضة في أمر العامة، والرويبضة هو الرجل التافه، وفي أيامنا هذه قد تكون المرأة التافهة أيضاً، وهذا معنى ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم. لا تقديس لأحد، وانتقدوا من تشاؤون ولكن بأدب واحترام، إلا إن كنتم قليلي أدب ويصعب عليكم تقبل الرأي الآخر، وعلى أي حال «كل وعاء بما فيه ينضح»، وأقصاكم أقزام في حضرة الدكتور الخطيب.
تعليقات