شعوب الخليج تطمح للإصلاح لا التغيير.. هكذا يعتقد شملان العيسى
زاوية الكتابكتب نوفمبر 11, 2012, 11:56 م 922 مشاهدات 0
الوطن
ملتقطات / تركيا و'الربيع العربي'
د. شملان يوسف العيسى
عقدت في جامعة الودا Uludag التركية في مدينة بورصة العاصمة القديمة للدولة العثمانية في الفترة من (8-7) نوفمبر الحالي فعاليات المؤتمر السنوي الرابع للجامعة والذي خصص هذا العام لمعالجة وتقييم منطقة الشرق الأوسط بعد ثورات «الربيع العربي» حيث نوقشت في المؤتمر 21 بحثاً على مدى يومين تركزت مظعمها على تركيا وعلاقتها بكل دول الإقليم، وهل ثورات «الربيع العربي» تصب في النهاية لمصلحة تركيا إيجابياً أو سلبياً ومعظم الأوراق تؤكد بالبراهين والأدلة والأرقام على تنامي الدور التركي في المنطقة وأن تركيا اليوم أصبحت دولة محورية في المنطقة لا يمكن تجاهل دورها.
ما يهمنا في هذا المقال هو ما تم طرحه من قضايا تهم دول الخليج العربية، فالجلسة الخاصة بدول الخليج خصص لها أربعة بحوث ساهم في ثلاثة منها متخصصون أكاديميون من دول الخليج وهم: الدكتور عبدالخالق عبدالله من الإمارات، ود.شملان يوسف العيسى من الكويت، والدكتور عبدالله الشمري من السعودية، وزميل رابع من تركيا استعرض العلاقات التركية- الخليجية وتنامي الدور التركي في الخليج في كل المجالات خصوصا الاقتصادي منها.
كان التساؤل المطروح علينا في المؤتمر: هل دول الخليج العربية محصنة أم غير محصنة من رياح التغيير القادمة من ثورات «الربيع العربي»؟ الإجابة على التساؤل ليست بسيطة وسهلة لأن الأمور لم تنته حتى الآن وما تزال التحولات في الوطن العربي مستمرة ولا أحد يعرف حتى الآن نتائج المخاض العسير في سورية؟ وإلى أين تتجه سورية في حالة انهيار النظام أو بقائه؟ وما التكلفة السياسية على دول الخليج والعرب بشكل عام؟ الإجابة على التساؤل ليست سهلة لأن هناك أدلة وبراهين وشواهد تؤكد بأن دول الخليج محصنة منها مثلاً: أن معظم شعوب الخليج تفضل البقاء على الوضع الحالي دون تغيير أو تبديل ثوري كما أن الشرعية في هذه الدول لا أحد يريد منازعتها وأخذ الحكم منها، فالشعوب في المنطقة تطمح للإصلاح وليس للتغيير الجذري، وإخفاق دول «الربيع العربي» في تحقيق الأهداف والأغراض التي قامت عليها الثورات وهي الديموقراطية والحرية وتحسين أوضاع المواطن المعيشية وحقوقه الإنسانية لم تتحقق، بل استلمت السلطة جماعات إسلامية لا تؤمن بالديموقراطية ولا التعددية الفكرية، الرأي العام في الخليج لا يريد استنساخ ثورات «الربيع العربي»، الأحزاب والحركات السياسية التي طالبت بالتغيير في الخليج وتحديداً في البحرين والكويت ليست إصلاحية ولا ديموقراطية ولا تملك رؤية مستقبلية ذات منظور تنموي..
دول الخليج محصنة من التغيير لأنه لا توجد ضغوطات غربية عليها في اتجاه التغيير الجذري، صحيح هنالك مطالبات غربية بإصلاح الأمور في بلدان الخليج لتفادي التحولات الجذرية التي عصفت ببعض البلاد العربية، هنالك وجهة نظر أخرى ترى بأن دول الخليج ليست محصنة وأن الأمور تتغير في المنطقة، فنظرة سريعة على التركيبة السكانية في الخليج تدل دلالة قاطعة أن الشباب يشكلون %70 من السكان ما تحت 25 عاماً وهؤلاء الشباب لديهم طموحاتهم ومطالبهم الخاصة منهم مثل إخوتهم العرب يريدون الحرية والديموقراطية والعدالة والمساواة وإيجاد فرص عمل للجميع، فهؤلاء الشباب ليسوا بعزلة عن العالم العربي أو الغربي.. ما هو تأثير الثورات العربية على دول الخليج؟ جاء التأثير متفاوتاً، فبعض دول الخليج جاء التأثير مباشراً بقوة في كل من البحرين وسلطنة عمان، أما التغيير غير المباشر فجاء في كل من الكويت والسعودية، أما التأثيرات الأقل فهي دولة الإمارات وقطر، مطلوب من دول الخليج اجراء الإصلاحات قبل هبوب رياح التغيير.
تعليقات