التحايل في مواقع التواصل الاجتماعي بشراء أعداد المتابعين بقلم عبد الرحمن عبد العزيز بن عمران

الاقتصاد الآن

562 مشاهدات 0


تتناول الأقلام بين الفينة والأخرى أن شخصا قد اشترى ''متابعين له'' وعلى الرغم من عدم قناعتي الشخصية بشراء المتابعين لأنها تعطي انطباعا غير صادق عن الشخص إلا أن هذه الممارسة هي أحد الطرق المتبعة من قبل بعض الشركات في بعض البلدان الصناعية المتقدمة والأفراد والغرض من هذا المقال هو إعطاء تصور موجز عن هذه ''اللعبة''.   في السنوات الأخيرة بدأت بعض الشركات الأمريكية والأوروبية وكذلك بعض الأفراد بالتعاقد مع الشركات التي تبيع ''المتابعين'' لتضخيم أعداد المتابعين لهم بشكل مصطنع سواء كان ذلك على ''تويتر'' أو ''فيسبوك''، وهي سلعة يتم بيعها وتداولها كأي سلعة أخرى. وبغض النظر عن أخلاقيات مثل هذا الأمر هناك فائدة يراها ''المشترون'' وهي تسريع بناء قاعدة للمتابعين بدلا من الانتظار لمدد زمنية طويلة للحصول على مثل هذه الأعداد. ولكن الخبراء في مواقع التواصل الاجتماعي يقولون إن افتعال الأرقام سوف لن يضيف شعورا بالشرعية أو الشعبية كما ينبغي إذا لم يكن لديك العديد من ''المشاركات'' من قبل المتابعين وسرعة التجاوب معها من طرفك تتناسب وزخم التغريدات.   لقد أصبحت هذه الممارسة أكثر أهمية لأن مواقع التواصل الاجتماعي في السنوات الماضية كانت تلعب دوراً أكبر في استراتيجية أي شركة أو كسب الرأي العام لفرد يود تحقيق هدف خاص به. والأمر ليس مقتصرا فقط على ''فيسبوك'' أو ''تويتر'' بل يتعدى ذلك إلى أشرطة الفيديو على موقع يوتيوب. ولكن كيف يمكنك '' شراء أتباع ''؟ إن الشيء الأكثر إثارة للدهشة هو حقيقة رخص هذه السلعة لشراء أتباع حيث إن معدل تكلفة ضم ألف متابع لا يتجاوز 20 ريالا وهذه تعتبر صفقة جيدة جداً لكسب شعبية في وسائل التواصل الاجتماعي بحد زعمهم.   هل يعني ذلك أن عليك أن تلعب هذه اللعبة؟ يشير الخبراء إلى أنه إذا كان هدف الشركة أو الفرد الإيحاء بأن هذا الكيان أو الفرد له تأثير قوي فهذا سيستمر لفترة محدودة جدا وبعدها يكتشف الناس زيف أرقام المتابعين. أما إذا كانت الشركات تود من هذه اللعبة زيادة أعداد المطلعين على خدماتها ومنتجاتها وعملت على حسن استخدام أعداد المتابعين لها بشكل فعال ومتميز فقد تحقق منفعة من ذلك. وكما هو بدهي، أن هناك فرقا كبيرا ما بين ''المتابع المشترى'' و''المتابع الحقيقي ''الذي عملت بكل جهد ومشقة لكسب ثقته ومتابعته لك من تلقاء نفسه. فالمتابع المشترى إذا وجد أن أرقامك مزيفة أو أن متابعته لك لا تخدمه ولا تفي بالغرض من المتابعة فسيتخلى عنك بكل سهولة. أما المتابع الذي عملت على كسبه بالطريقة المتعارف عليها فسوف يكون ولاؤه أقوى وسوف يكون متابعا لك على المدى الطويل. وهذا هو الغرض من مواقع التواصل الاجتماعي ألا وهو إيجاد متابعين يتطلعون لكل ما تفعله أو تقوله.   وخلاصة الأمر أن ليس كل من لديه متابعون كثر قد تم شراؤهم، ولكن في غالب الأحوال أن الأرقام قد تكون مضللة ولا تعكس الحقائق على أرض الواقع ولا تنخدع بها عزيزي القارئ، وإنما البقاء للأصلح ''الميدان يا حميدان'' ‏لئن يكون لك 100 متابع حقيقي أفضل لك بكثير من مليون متابع ''مزيف'' لأنك تود أن تتم قراءة مداخلاتك وتغريداتك من قبل إناس ‏حقيقيين. وفي رأيي أن الزمن كفيل بتعرية كل زيف في هذه الدنيا.

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك