ارتفاع إمدادات الغاز الصخري أحدث فائضا في الأسواق الغازية

الاقتصاد الآن

1014 مشاهدات 0


 يسعى منتجو الغاز الطبيعي من مصادر الغاز الصخري (السجيل الغازي) في الولايات المتحدة إلى إنتاج كميات كبيرة من سوائل الغاز الطبيعي NGLs محاولة منهم لتعزيز اقتصاديات مشاريعهم وتحسين العوائد على استثماراتهم. حيث إن مع انخفاض أسعار الغاز الطبيعي في أسواق أمريكا الشمالية إلى نحو دولارين لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، عمد العديد من المنتجين في الولايات المتحدة وكندا في عام 2010 إلى تحويل عمليات الحفر من مكامن الغاز الطبيعي الجاف إلى مكامن السجيل الغازي الغنية بالسوائل الهيدروكاربونية، وذلك لإنتاج الغاز الطبيعي المسال والنفط لتحسين عوائدهم واقتصاديات المشاريع التي تأثرت بانخفاض أسعار الغاز.   لكن الطلب على الغاز الطبيعي ما زال في حاجة إلى التعافي ليصل إلى المستويات التي كان عليها قبل الأزمة المالية، حيث إن أسعار الغاز لا تزال أقل بكثير من نطاق عشرة دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية الذي كان عليه في عام 2008. كما أن الارتفاع الأخير في أسعار الغاز إلى ثلاثة دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية لم يتم إثباته بعد على أنه دائم. في الوقت الحاضر ليس فقط إمدادات الغاز الطبيعي هي التي تعاني التخمة، بل حتى إمدادات سوائل الغاز الطبيعي، حيث إن إنتاج الغاز الطبيعي عاد إلى المستويات التي كان عليها قبل 20 عاما، وإنتاج سوائل الغاز الطبيعي وصل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق.   إن التخمة في سوائل الغاز الطبيعي التي نشأت منذ فصل شتاء عام 2011/2012 الذي كان أكثر دفئا من المعتاد قد تستمر حتى عام 2014 على الأقل بالنسبة لبعض مكونات سوائل الغاز الطبيعي. لكن بالنسبة للمكونات الأخرى، التخمة قد تستمر حتى عام 2016 أو 2017.   في السنوات الأخيرة كانت أسواق سوائل الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة ضعيفة، حيث إن صناعة البتروكيماويات المحلية، التي تعتبر أكبر سوق لها، شهدت تراجعا في العقد الأخير. حيث إن ارتفاع الأسعار أجبر منتجي البتروكيماويات على الانتقال إلى الشرق الأوسط، ترينيداد وآسيا، حيث تكاليف المواد الخام أقل. لكن على الرغم من انخفاض الطلب، إلا أن سوائل الغاز الطبيعي لا تزال أكثر قيمة من الغاز الطبيعي.   لقد شهدت أسواق سوائل الغاز الطبيعي بعض الازدهار في عام 2011، حيث إن مصانع البتروكيماويات الأمريكية التي لها المرونة في استخدام المواد الخام قد تحولت إلى الإيثان والبروبان بعيدا عن المنتجات المشتقة من النفط الأكثر تكلفة مثل النفثا. مع ذلك لا يزال الطلب الكلي محدودا وحتى نهاية هذا العام ستبقى الأسواق مشبعة.   في السابق كان البرميل من سوائل الغاز الطبيعي يباع في المتوسط بأكثر من سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط بنحو 60 في المائة أو أكثر، لكن وفقا للتقارير الحديثة فإن هذه النسبة انخفضت في الوقت الراهن إلى 40 في المائة، ولا توجد في الوقت الحاضر أي مؤشرات على ارتفاعها من جديد.   سوائل الغاز الطبيعي تشمل خمسة مركبات هيدروكاربونية هي: الإيثان، البروبان، البيوتان، الأيزوبيوتان والبنتان، الذي يسمى أيضا الغازولين الطبيعي أو المكثفات. الإيثان هو أكبر المكونات، حيث يشكل نحو 40 في المائة، مع تحسن كفاءة عمليات العزل قد ترتفع هذه النسبة. في حين يشكل البروبان نحو 30 في المائة، وباقي المكونات الثقيلة (البيوتان، الأيزو-بيوتان والبنتان) تشكل 30 في المائة المتبقية.   على الرغم من تباطؤ عمليات الحفر في مصادر السجيل الغازي أخيرا، إلا أن إمدادات سوائل الغاز الطبيعي من المتوقع أن ترتفع بصورة كبيرة في السنوات القليلة القادمة. حيث من المتوقع أن ينمو إنتاج سوائل الغاز الطبيعي بنحو 15 في المائة في عام 2013 وما يقرب من 20 في المائة في عام 2014 من نحو 3.2 مليون برميل في اليوم في عام 2012، وذلك جزئيا بسبب البنية التحتية الجديدة التي ستدخل إلى الخدمة، خاصة في مناطق جبال الروكي والوسط الأمريكي.   على المدى القريب تتفق معظم التوقعات على أن المركبات الثقيلة - البيوتان، الأيزوبيوتان والبنتان- لديها توقعات أفضل من حيث الطلب. حيث يمكن أن تستخدم هذه المركبات بصورة عامة ضمن مزيج البنزين أو كمادة وسيطة في الصناعة البتروكيماوية سواء في الأسواق المحلية أو الدولية. لكن حالة الاقتصاد العالمي قد تؤثر في هذه التوقعات، حيث إن الصين تظهر عليها علامات التباطؤ، في حين أن الاقتصاد الأوروبي تباطأ بالفعل، قد يمتد هذا التأثير إلى أمريكا. للبنتان أيضا أسواق في رمال النفط الكندية، حيث يستخدم كمادة مخففة للقار الثقيل.   عموما، معظم الضغط هو على المركبات الخفيفة - الإيثان، البروبان - التي تشكل في المتوسط نحو ثلثي سوائل الغاز الطبيعي المنتجة. في الوقت الحاضر يتم ترك كميات من الإيثان ضمن الغاز المنتج، وذلك بسبب انخفاض الأسعار. أما البروبان، فإنه إضافة إلى الصناعة البتروكيماوية، الطلب عليه يعتمد اعتمادا كبيرا على حالة الطقس والمحاصيل. حيث إن حالة الطقس المعتدلة في فصل شتاء عام 2011/2012 أدت إلى ارتفاع مخزون البروبان بشكل غير طبيعي في فصل الربيع، كما هو حال الغاز الطبيعي، ما أدى إلى انخفاض الأسعار. كما يستخدم البروبان كوقود لتجفيف المحاصيل، لكن الجفاف الشديد الذي أصاب قلب أمريكا هذا الصيف أدى إلى انخفاض إنتاج الحبوب، عودة الأوقات الجيدة يعتمد كليا على الطقس.   إن إنتاج الإيثان قد يرتفع بنسبة 15 في المائة في عام 2013 و20 في المائة في عام 2014. لكن إعادة تشغيل وتحويل وحدات التكسير بالبخار يمكنها استهلاك ما بين ثلث ونصف الفائض من الإيثان في عام 2013 و2014. لكن الأسواق سوف لا تكون في حالة توازن حتى عام 2016 أو 2017، عندما يتم تشغيل عدد من الوحدات الجديدة للتكسير البخاري لإنتاج الإثلين.

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك