مقابلة مع الرئيس التنفيذي لشركة كيبيل

الاقتصاد الآن

باحث صبور عن أفضل صفقة بقلم جيريمي جرانت

624 مشاهدات 0


في عام 1966 حيث الهوس بفرقة البيتلز والصور الرمزية لتويجي بعيونها الظبيانية. ففي ذلك الوقت نزل سنغافوري شاب من القطار في مدينة نيوكاسل آبن تاين شمال إنجلترا اسمه شو شياو بينج، ولقد أتى لدراسة الهندسة البحرية في جامعة المدينة، فكان لأول مرة يسافر خارج بلاده وكان الطقس بالنسبة له كشاب ذي 19 عاما من جنوب شرق آسيا صادما يقول شو: ''إن البرد يخترق معطفك في نيو كاسل''، ولكن كان هناك على الأقل مسليات. يقول: ''كان هناك كل أنواع الحفلات التي كانت تقام في هذه السنوات. الحيوانات كانت من نيو كاسل''. وتذكر واحدة من أكبر الفرق التى كانت موجودة في تلك الفترة، ويضيف قائلا بحماس ''بيت الشمس المشرقة'' متذكرا واحدة من أغانيهم المشهورة.   إن الاستماع لقصته في مكتبة في سنغافورة بعد مرور سنوات يجعل من الصعب أن نتخيل الرئيس التنفيذي لشركة كيبيل وأحد أكبر صناع منصات النفط البحرية، شاب يعيش في فترة سنوات الستينيات الصاخبة في بريطانيا فهو لديه أسلوب هادئ متعمد يبدو مختلفا عن تلك الصوره لقطاع التنقيب عن النفط الصعب إدارتة. وحين يكون خارج العمل فإنه يلعب الجولف ويقرأ.   الشركة التي يديرها عبارة عن مجموعة شركات ضخمة يعمل فيها 40 ألف موظف، وأكبر قطاعتها هو بناء منصات النفط البحرية، وهي عبارة عن أشباه غواصات تطفو في المياة العميقة مع أربطة للرسو تصل إلى قاع البحر، وكذلك بناء منصات صغير متنقلة للمياه الضحلة حيث تطفو فوق قاع البحر على أذرع.   الكثير منها يتم بناؤه حيث أعدت شركات الغاز والبترول ميزانيات من أجل مزيد من الاستكشافات قبالة سواحل البرازيل وبحر قزوين فلقد زادت الضوابط البيئية الصارمة وخاصة بعد كارثة خليج المكسيك عام 2010 من الطلب على حفارات مع مميزات أمان أكثر.   يمثل إنتاج سنغافورة من المنصات الصغيرة 70 في المائة من الإنتاج العالمي، حيث تتشارك ''كيبيل'' ومنافستها المحلية ''سيبمكورب مارين'' في الطلبات. في البرازيل وحدها فازت المجموعتان حتى الآن من هذه السنة بطلبات بقيمة 17 مليار دولار سنغافوري (14 مليار دولار أمريكي)، ومن المتوقع أن يكون هناك المزيد.   إن مسار شاو الوظيفي يقدم لنا دراسة لحالة سنغافورة حيث إنها ودون موارد اقتصادية على أرضها قد أسست لشركات عالمية مثل ''كيبيل'' وشركات أخرى مثل خطوط طيران سنغافورة و ''كابيتال لاند'' والتي تعد واحدة من أكبر مطوري العقارات و من أكبر المستثمرين في سوق العقارات الصيني.   يقول شو معلقا على موقف سنغافورة من صناعة منصات البترول: ''إنه لم يكن من المتوقع'' فلقد كان انسحاب القوة البحرية البريطانية شرق السويس في أواخر الستينيات بمثابة ضربة لسنغافورة التي كانت تعتمد على البحرية البريطانيه في توظيف الآلاف من المواطنين فسرعان ما تحولت أحواض بناء السفن العسكرية إلى مرافق للتصليحات ومن هنا بدأت ''كيبيل'' تنمو.   لم يتوقع شو أنه سيدرس في الخارج، فعندما استقلت سنغافورة عن بريطانيا قبل أن يصل نيوكاسل بعام كان معظم السنغافوريين يحاولون أن يفعلوا ذلك. لقد كان والده عاملا غير ماهر في إصلاح المركبات لدى قسم الصحة العامة، فالسيد شو لم يكن ليدرس في الخارج لولا منحة دراسية ممولة من الكومنولث.   لقد جاءت فرصته الأولى عندما أرسل إلى الفلبين في عام 1975 ليشيد أول حوض بناء سفن خارج سنغافورة على شريط من حقول الأرز. يقول: ''لقد كانت تجربة جيدة بالنسبة لي، فأولا لقد كنت في الـ 28 وكنت أمثل سنغافورة و''كيبيل''، وكان يجب علي أن أتعامل مع الوزراء نزولا حتى النقابات والعمال والحاكم المحلي ومجندي الشرطة. ساعدت هذه المهارات الشركة فيما بعد أن تنتشر إلى أسواق جديدة فأصبحت نشاطات المجموعة الآن تشمل التطوير العقاري ومراكز الاتصالات السلكية واللاسلكية للبيانات وتحويل نفايات المدن إلى طاقة وذلك في الصين وأوروبا والشرق الأوسط وسنغافورة، فبعد أسبوع سيكون لدينا تعاملات مع مشتغلين بالنفط من ولاية تكساس الأمريكية، وفي الأسبوع التالي مديرين لحوض بناء سفن روسي ومسؤولين حكوميين من أذربيجان.   ''كل بلد يريد الحفاظ على فرص العمل داخل أراضيه خاصة بالنسبة للصناعات الاستخراجية فعليك أن تكون حساسا للغاية لخصوصيات البلد المضيفة لك ورغباتها ونقاط قوتها وضعفها، فإذا أتيت بالأشخاص المناسبين لتولي المسؤولية على الأرض فقد أنجزت نصف مهمتك''.   إذن ماذا عن ثقافات الأعمال المختلفة؟ - نحن نعمل من خلال قائمة والروس في المقام الأول.   ''كأفراد فإنهم شعب لطيف ولكن لديهم إجراء، فعند إصلاح سفنهم فنحن نحتاج إلى توقيع كل فرد من أفراد الطاقم قبل أن ننجز أي عمل''.   وماذا عن الأمريكيين؟ يتذكر شو أنه قضى ثلاثة أشهر في كلية هارفارد لإدارة الأعمال عام 1982 حيث كان من ضمن فريق ياباني للتدريب على التفاوض.   ويقول في هذا الصدد: ''في التفاوض الكل يبحث عن – باتنه- أي أفضل بديل لاتفاق تفاوضي أو عن أفضل صفقة ممكنة إذا لم يكن هناك اتفاق مبدئي، فكان هناك فريق حيث تكون مستعدا لتسوية وفريق آخر على استعداد لتسوية''. ويضيف: ''في هذا المجال كان الأمريكيون يقدمون الكثير لأنهم غير صبورين لإتمام تسوية ولكن الفريق الياباني وآخر من سنغافورة كانوا صبورين ودائما ما حصلوا على أفضل صفقة''.   أيهما أفضل إذا كنت رئيسا تنفيذيا؟ يرد شو دون تفكير: ''أعتقد أنك يجب أن تكون الاثنين فأنت يجب أن تكون غير صبور إذا أردت أن ترى أن المهام تنجز، ولكن عليك أن تكون صبورا بالقدر الكافي لتسمح للثمرة بأن تنضج''.   درس آخر تعلمه شو وهو أنه يجب أن تتأكد من أن الشركات معرضة بشكل كبير إلى التقلب الدوري في أسعار البترول مع وجود احتياطي من النقد كاف لتخطي الأزمات حيث الانخفاض.   أيضا من المهم أن تكون مبتكرا، ففي عام 1984 ركدت صناعة إصلاح السفن والمنصات مما أجبر معظم أحواض بناء المنصات على الإغلاق. كان هناك عجز في الصرف الصحي لمدينة نيويورك بحيث إنهم كانوا سينقلون النفايات إلى مكب في المحيط الأطلسي ولكنهم كانوا يحتاجون إلى سفن لتقوم بالمهمة، فقامت ''كيبيل'' ببناء صنادل حمأة لنيويورك.   إن ترقي شو حتى منصب رئيس تنفيذي يكشف عن مرونة مشابهة. في الفلبين علّم شو نفسه كيفية قراءة البيانات المالية حيث إن تدريبة في نيوكاسل لم يؤهله ليعمل في شركة إلا أن المهارات التي اكتسبها في إدارة الأعمال المختلفة لشركة كيبيل أهلته لدور دبلوماسي أكبر، فعين سفيرا غير مقيم لسنغافورة في البرازيل وهو منصب يشغله منذ عام 2004.   في نهاية المطاف إن ''كيبيل'' مستعدة لمواجهة تحدي طموح الصين لبناء السفن والأعمال البحرية. يتذكر شو أنه أثناء حضوره لمؤتمر عام 1981 تفاخر المسؤولون الصينيون بأن هدف الدولة هو أن تحل محل اليابان وكوريا الجنوبية كدول مصنعة لسفن الشحن، إلا أن هذا لم يحدث حتى الآن.   لماذا لم يفعلوا ذلك؟ لقد نجحوا في أشياء كثيرة. يقول شو مقدما ملاحظة أخيرة عن ثقافة الأعمال: ''لكني أعتقد أنهم غير منضبطين مثل الكوريين أو اليابانيين وذلك بسبب الثقافة الثورية، فلقد فقدوا العديد من الأخلاقيات الكونفوشيوسية، وهم يحاولون أن يستعيدوها الآن مرة أخرى.   ''أعتقد أن الصين ستحتاج إلى أن تستعيد أخلاقياتها قبل أن يكونوا ناجحين في أي شيء يريدون فعله''.   هل هذا من شأنه أن يساعد ''كيبيل'' وسنغافورة لبعض الوقت في المستقبل؟ يرد شو قائلا: ''نعم هذا يعطينا أفضلية ولكن إلى متى لا أعلم''.  

السيرة الذاتية

 

الميلاد: 1947 سنغافورة

الوظيفة:التحق بشركة كيبيل لبناء السفن عام1971

عام 1975: انتقل إلى الفلبين ليؤسس ويرأس حوض بناء سفن جريين فيلد في أول تمدد لشركة كيبيل عبر البحار .   1980 -1977 : يعود لسنغافورة ليدير ''كيبيل أف إي أل س'' نحو النجاح.

2002 : يرأس إعادة هيكلة أحواض بناء السفن في ''كيبيل'' ويعين رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للكيان الجديد لـ ''كيبيل'' للأعمال البحرية.   2004 : عين كسفير غير مقيم لسنغافورة في البرازيل .

2009 : عين كمدير تنفيذي لشركة كيبيل .

الأسرة: متزوج من إيلين وهي طبيبة ولديه ابن اسمه دانيال.

الاهتمامات: القراءة و لعبة الجولف.

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك