فاطمة الشايجي تكتب: أقاطع لا ما أقاطع؟!

زاوية الكتاب

كتب 718 مشاهدات 0


الشاهد

أقاطع لا ما أقاطع

د. فاطمة الشايجي

 

تحبني لا ما تحبني... تحبني لا ما تحبني.عندما كنا أطفالا في سن التاسعة كنا نمسك بوردة ونقتلع أوراقها ورقة ورقة ونقول تحبني لا ما تحبني، وكنا نقصد بالمعلمة التي تجذبنا شخصيتها لحسن تعاملها معنا، وإذا كانت النتيجة أنها لا تحبني نعاود الكرة مرة أخرى بوردة أخرى ونبدأ نفس البداية، وتظهر النتيجة مشابهة لها، وعندما سألت والدتي لماذا النتيجة واحدة فقالت لأنك تبدئي بنفس البداية، فحاولي تغيير البداية وستجدين أنها تحبك.
هذا بالضبط ما يحدث الآن مع من يعارضون الانتخابات نقاطع لا ما نقاطع... نقاطع لا ما نقاطع.ولكنهم استبدلوا الوردة بالشباب وتوجهوا الى قلع الوطنية من عقولهم وغرس الهمجية في أفعالهم. ولم يفكروا أن يغيروا بدايتهم لأنهم لا يستطيعون فهم موجهون من الخارج، فالقصد ليس فقط رفض قانون الانتخابات وإنما القصد هو تشويه نظام الحكم في الكويت، لأنهم بكل بساطة يريدون اغتصاب الحكم. وأكبر دليل على ذلك هو لجوء بعضهم لمحطات خارجية وتصوير الكويت بأنها دولة قمعية لا تطبق الديمقراطية ولم يوضحوا انهم خرجوا عن القانون فالمسيرة لم تكن مرخصة وبهذا تكون غير قانونية، كما انها تمت في مكان لا يليق بالمظاهرات أو المسيرات لانهم اختاروا منطقة سكنية رفض اهل المنطقة وجودهم مما جعلهم يستدعون رجال الأمن لهم.
فاذا كانت النية المقاطعة اذا لماذا هذه المشاكسات والمشاحنات التي تقومون بها. انتم قلتم أنكم ستقاطعون مما يعني التزام الصمت وعدم الترشح او الانتخاب منكم وممن يتبعونكم ولكنهم الان هم في حيرة اذا قاطعنا راحت علينا واذا ما قاطعنا صغرنا امام من تبعنا فما هو الحل ؟ إلى الآن لا تعلم المعارضة إذا كانت ستقاطع أم لا ؟! ولازالوا يبحثون عن مخرج لكي يطعنوا في قانون الضرورة الذي اقره والدنا سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ولازال هناك بعض الأشخاص الذين يلعبون على الحبلين ويفكرون لهم بمخارج بدلا من التصميم على قول أن قانون الضرورة بما أنه سمي قانون ضرورة فهو من حق سمو الأمير ليس لتثبيت الحكم الفردي كما يقولون بل لحماية الوطن من الهلاك، وقد أكد سموه في كلمته التي ألقاها بتاريخ 2012/11/5 أنه اتخذ هذا الإجراء بعد أن شاور الكثيرين ممن لهم دراية في الدستور وممن لهم رأي في الشأن السياسي والاجتماعي بالإضافة إلى أنه اجتمع مع الكثير من طوائف الشعب الكويتي كي يصل إلى قناعة أن ما توصل إليه من قرار يناسب الجميع، فكيف يطلقون على ما حدث تصرف فردي؟
إن التصعيد الذي يقوم به القلة القليلة قائم على فكرة أنهم لا يؤيدون قانون الانتخابات القائم على الصوت الواحد، وقد أعلنت الأغلبية أنها ستقاطع الانتخابات، ولكنهم وجدوا أن مقاطعة الانتخابات أمرا لا يحقق رغباتهم، وأن عدم خوضهم يعرضهم للخسارة أكثر لذلك هم الآن يتصرفون تصرفات غير مسؤولة ويرتكبون حماقات تؤثر على علاقات الدولة الخارجية فمن منابرهم غير المصرح بها يعتدون على الدول المجاورة ويتوجهون الى محطات خارجية لكي يعبروا عن آرائهم المشينة بحق الكويت. ولا تستغرب في النهاية ان تجدهم يشاركون في الانتخابات اما بوجودهم المباشر او بدعمهم لمجموعة من اتباعهم من المرشحين لتحقيق مآربهم.

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك