الفساد وانعدام الأمن يصيبان الاقتصاد الليبي بالاختناق بقلم بورزو دراجي

الاقتصاد الآن

386 مشاهدات 0


 
يبتسم قطب العقارات بفخر وهو يشرح رؤيته لتطوير مركز مدينة بنغازي المتداعية، التي كانت مهملة بشدة طيلة العقود الأربعة الماضية التي حكم فيها معمر القذافي ليبيا.

يقام هنا برج للمكاتب، وسيقام هناك فندق خمس نجوم تعتليه شقق سكنية فاخرة، وبينهما ينشأ مركز تسوق مبهر.

الشيء الوحيد الذي ينقص عادل الفضلي، أحد أغنى أغنياء شرقي ليبيا، هو الإرادة السياسية في طرابلس، العاصمة، التي تساعده في الوصول بهذه الخطط إلى أرض الواقع، حسبما قال.

وتابع وهو ممسك بتصاميم ورسومات للمشروع البالغة تكلفته 55 مليون دولار: ''نحن بحاجة للبنوك لتساعدنا في تمويل تلك المشاريع''. وتشبه التصاميم تلك المجمعات الكلاسيكية الحديثة المستخدم فيها الزجاج والصلب، التي نجدها في مدن شبه الجزيرة العربية.

وقال الفضلي الذي يملك مجموعة تحمل اسم الشواتي: ''لايزال هيكل السلطة كما كان في الماضي''. وأردف: ''لا أحد يمتلك السلطة للتوقيع على أي شيء كي يمدك بالتمويل، أو التصاريح، أو أي شيء''.

وعلى الرغم من الركود الاقتصادي الذي عانته البلاد في عهد القذافي وما ترتب عليه من فوضى، إلا أن هناك كثيرا من الرجال الأغنياء ذوي الأحلام الكبيرة تمكنوا من الخروج من تحت هذا الحطام ويستمرون في وضع الخطط ليصبحوا أغنى وأغنى، حتى في ظل العقبات الكثيرة الموجودة في طريقهم.

وعانى أباطرة مثل حسني بك، المقيم في طرابلس، والذي يعد أغنى رجل في ليبيا، والفضلي البالغ من العمر 49 عاما، الذي تقدر ثروته بـ 60 مليون دولار، من مصادرة الأراضي والمشاريع التجارية في عهد القذافي.

وتم تأميم أحد مشاريع الفضلي، وهو منتجع تقدر قيمته بثمانية ملايين دولار من قبل سيف الإسلام، نجل معمر القذافي، الذي كان له تاريخ حافل بالاستيلاء على الشركات والمشاريع الناجحة باسم التأميم.

وقال الفضلي إنه ما زال يتعرض للسرقة من قبل فلول النظام السابق التي ما زالت موجودة في المؤسسات الحكومية، وذلك من خلال العقود الحكومية المربحة. وأضاف: ''أشعر بأن الفساد زاد بصورة أكبر منذ الثورة لأنه لا توجد رقابة''.

وزادت مشكلات ليبيا الأمنية من ويلاته، إذ أدت هجمات تعرضت لها القنصلية الأمريكية في بنغازي وراح ضحيتها السفير الأمريكي، كريستوفر ستيفنز وثلاثة آخرين، إلى تدمير مناخ العمل وإحباط رجال الأعمال. وأشار الفضلي إلى أن شركاء محتملين من الكويت وإيطاليا ألغوا رحلات إلى ليبيا لإجراء محادثات مقررة حول اقتراح لإنشاء منتجع سياحي مساحته 20 فدانا على بعد 20 كيلو مترا غرب بنغازي.

وفي إشارة إلى مقتل ستيفنز، قال الفضلي: ''لقد شعرنا بالأسف الشديد وكنا خائفين للغاية''. وتابع: ''أغلبية الشعب الليبي يحب الشعب الأمريكي''، مدللا على ذلك بأنه كان يسعى للحصول على توكيل تجاري لماكدونالد في بلاده. وقال إن التنويع أمر حاسم من أجل البقاء في المناخ الليبي غير المؤكد.

وإضافة إلى فرع البناء والتشييد، تقدم مجموعة الشواتي خدمات النقل والإمداد لشركات النفط العاملة في الصحراء، وتعمل في مجال استيراد المعدات الطبية وأدوية الخصوبة.

لكن ما يرغب فيه الفضلي، الثرثار ذو الشعر المجعد، حقا هو إطلاق مشاريع مدينته الشرقية التي تفتقر إلى فندق تجاري يمكن أن يجتاز المعايير الدولية.

وأثناء حوار في قاعة فندق تيبستي الكئيب ذي الطراز الستاليني، المملوك للدولة في وسط بنغازي، أبدى الفضلي اشمئزازا وقرر نقل الاجتماع إلى مكتبه القريب من الفندق في نهاية المطاف، قائلا: ''لقد أخبرت إدارة الفندق هنا أن تعطيني امتيازا لهذا الفندق. أستطيع إصلاحه''.

ومن بين رؤاه للمدينة، خطط لتحويل قطعة أرض مساحتها 70 هكتارا، انتُزعت منذ سنوات عدة من عائلته، إلى مقاطعة سكنية وتجارية. وقد وافق ناد رياضي يمتلك قطعة الأرض على ذلك، لكن الفضلي قال إن الأعمال الورقية تم حظرها مرة أخرى من قبل البيروقراطيين في طرابلس.

وأشار الفضلي إلى أن القطاع العام الواسع، الممول بعائدات النفط، والذي يعد المخدم الأكبر للعمالة في البلاد، غير قادر على أن يستوعب جميع الخريجين الذين يدخلون السوق كل عام، ما يوحي بضرورة التوسع في الاستثمارات الخاصة.

وهو يحب أن يرى البلاد تعتمد اتجاهات الغرب في السياسات التجارية والمشاريع. ويقول: ''يجب أن يسمحوا للقطاع الخاص بالازدهار. يجب تغيير جميع القوانين. نحن نريد أن نتحرك. ويجب على قطاع البنوك أن يعمل لصالحنا. لدي الأفكار، ونحتاج من الحكومة أن تدعمنا كقطاع أعمال خاص كي نحول هذه المشاريع إلى حقيقة''.

وبيئة الاستثمار الحالية التي استمر فيها الفساد وتدهورت فيها الحالة الأمنية لا تبدو جذابة قط. وعلى الرغم من وجود كل هذه التحديات يقول الفضلي إنه ليس مستعدا بعد للتخلي عن ليبيا.

ويضيف مبتسما: ''التعامل مع المخاطر الكبيرة يعني أرباحا كبيرة أيضا. مثل تجارة المخدرات؛ مخاطرها عالية، لكن أرباحها عالية جدا أيضا''.

 

 

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك