'تفلة رادان وقميص بدران' !!
زاوية الكتابكتب نوفمبر 7, 2012, 1:03 م 4359 مشاهدات 0
'حكم قراقوش' مضرب المثل للظلم يتفوق عليه ظلما 'قانون سكسونيا' الذي عرف باسم الولاية الالمانية، وطبق قديما ايام 'الزمن القبيح'، ففي الوقت الذي كان يقام فيه الحد على المجرم الفقير، كان يكتفى بتطبيق الحد على المجرم الغني باسلوب 'عكرف لوي' ،بعد ان يوقفوه في الشمس، فيأتوا الى ظله ويقيموا الحد على الظل بدلا من الشخص، فيذهب الفقير الى قبره فيما 'يروح الغني بيتهم'.
للاسف ان السكسونية حطت رحالها حتى في الرياضه منتقلة عبر البريد المستعجل من المانيا الى الكويت، واستقرت بنادي القادسية استقرارا. نقول ذلك عقب اقالة مدرب 'الملكي' ،الكرواتي رادان قبل حوالي شهرعلى خلفية بصقه على جمهور النادي، الذي رجمه بكل ما اوتيت السنتهم من شتيمة، لتعادل الفريق مع الجهراء، في الوقت الذي ما زال فيه اللاعب بدر المطوع 'حرا طليقا' بعد ان رمى قميص الفريق ارضا امام الجمهور، اعتراضا على استبداله امام الصليبخات بالجولة السادسة، دون ان تسجل ضده اي عقوبة رغم مضي اكثر من اسبوعين!!
لا خلاف ولا اختلاف على ان فعل 'الكرواتي بن الكرواتي' مرفوض جملة وتفصيلا، الا ان عقوبته كان مبالغا فيها فالغرامة تكفي و'يا دار ما دخلك شر' ،لكن ان يتم وخلال اربع وعشرين ساعة وقبل ان تجف ' التفله' تسليمه كتاب اقالته بشماله وتذاكر سفره بيمينه، مخاطبينه بالكرواتية الفصيحة: ' عطنا امقفاك' ، فغادر الرجل حولي سيتي، ميمما وجهه شطر عاصمة بلاده 'زغرب' فهذا استعجال مستغرب.. مستغرب.. ياولدي!! ونحمد الله على ان ادارة القادسية رأفت بالمدرب ولم تتسبب بزجه بالسجن المركزي، نظير ما اقترفت شفتاه .. فنحن في زمن ' الانحراف الجزئي' !!
ان اقالة رادان كانت محاكة بليلة ظلماء غاب عنها القمر، فجاءت واقعة التفله عرضية متقنة على قدم الادارة فسجلت على الطايرهدفا في شباك الجمهور، لتظهر بمظهر حامي الحمى، لكنه كان من تسلل واضح!!
ولان المدرب واللاعبون متساوون امام الادارة كاسنان المشط اوهكذا يفترض، حدث ارتباط جبري بين 'تفلة رادان وقميص بدران' كما يسميه المعلق ابراهيم الهشال، خصوصا وان الادارة الصفراء اطلقت شعارا قبل فترة مفاده :' لا مكان بالنادي لمن لا يحترم جمهور الاصفر'.وهنا نسال اليس تصرف المطوع المهين للقميص الاصفر برميه على العشب الاخضر، اهانة بالغة لكل منتسبي الملكي، ام ان الادارة تعتمد سياسة 'اذا حبتك عيني ما ضامك الدهر' فاتبعت قانون سكسونيا بمعاقبة المطوع فاوقفت ظله حتى نهاية الموسم، فيما تركت اللاعب 'يرتع ويلعب' فوق المستطيل الاخضر..افيدونا افادكم الله!!
ان التساهل مع المطوع يدل على ان الادارة تكيل بمكيالين، احدهما ديجيتل تقيس به اخطاء المدرب الاجنبي بالدقة، والاخراشبه بميزان الرقي بالشبرة خصصته لنجمها وهلالها بدر. فرادان الذي استعرضت عليه الادارة عضلاتها و'راح من كيس هله' تخاف بالمقابل ان تشمر مجرد تشمير عن ساعدها امام المطوع، بدلا من ان تعاقبه بعد ساعة فقط من فعلته كونه ' من اهل الدار' وليس كمدرب محترف يبحث عن الرزق هنا وهناك، كما يبحث الراعي عن الكلأ.
ان ادارة الملكي امام اختبار جدي، وعليها ان تسارع الى معاقبة اللاعب المربوط ليخاف المفتلت والا فان الامور ستستفحل 'ويا خوفي من بكره 'ياتي فيه احد نجوم الاصفر بفعل اسود ويرمي شورته بدلا من فانيلته سخطا لاستبداله، وحينها تعلمون جيدا ماذا سيحل بالفريق وجماهيره التي ستهجره ولن ينفع اللاعبين البكاء على الكبتشينو المسكوب او حتى الوقوف على الاطلال ولن ينفعهم مهما صاحوا 'احبهم ليش خلوني' .. وسلملي!!
كامل الفضلي
تعليقات