هذه النصائح المضيعة للوقت كانت مضيعة كبيرة لوقتي بقلم لوسي كيلاوي

الاقتصاد الآن

1022 مشاهدات 0


طوال حياتي وأنا لدي علاقة سيئة بشكل مكثف وعميق مع الوقت. أستطيع دائما أن أخبرك بالوقت لأقرب عشر دقائق دون النظر لساعتي. أنا منضبطة في مواعيدي جدا: بمجرد أن أستيقظ في الصباح أتمعن في الوقت الذي قضيته نائمة، ودائما لدي فكرة راسخة عما أريد إنجازه يوميا وكم من الوقت سيستغرقني لإنجازه. ربما لا تكون هذه طريقة جيدة للعيش. وهي بالطبع ليست جذابة. ولكنها هكذا تسير.

ومع ذلك فهذا ليس معناه أني دائمة متمسكة بخططي التي تملي علي ما ينبغي فعله. بالعكس، فأنا أهدر من وقتي ما يهدره أي إنسان آخر من وقته. ولكن الأمر يقلقني بصورة أكبر.

ونتيجة لذلك، فأنا دائما أحلم بطرق جديدة لمحاولة تقليل الوقت المهدر. لم ألعب لعبة 'فري سل' بشكل منفرد منذ أن أقسمت بصورة رسمية بأن ألعب لعبة 'واجون' بعد حفلة رهيبة منذ نحو عام مضى. ولكن هذه الاستراتيجيات لا فائدة منها، حيث أضعت وقتي على أشياء أخرى ومن أهمها موقعي 'تويتر' و'إي باي'. أنا حاليا أقايض على صندوقين عسكريين من الخشب غريبي الشكل، وأدعو كي لا أفوز لأن ذلك يعني أني سأضيع المزيد من الوقت في القيادة عبر أنحاء لندن لإحضارهما.

بالنظر إلى تاريخي، تخيل كم كنت سعيدة أخيرا لمصادفتي مقال في مجلة 'هارفارد بيزنس ريفيو' تحت اسم' بناء المرونة عن طريق إهدار الوقت'.

بطريقة غير واعدة قليلا، كانت كاتبة المقال هي جين ماكجونيجال، وهي امرأة تقوم بتصميم ألعاب الحاسب الآلي- والتي تقوم بإهدار الوقت أكثر من أي شيء آخر. يتم إهدار 300 مليون دقيقة يوميا على مستوى العالم على ألعاب 'أنجري بيردز' وحدها، وهو رقم كبير جدا لدرجة أني أشعر بالانزعاج لمجرد كتابته. حتى الآن، ووفقا للسيدة ماكجونيجال ليس كل ذلك الوقت يعد مضيعة للوقت. بالطبع كمية صغيرة من الوقت الذي يتم استغراقه في لعبة 'أنجري بيردز' يجعلنا أكثر مرونة، حيث إننا يمكننا أن ننظر أيضا إلى صور القطط اللطيفة وننقر بأصابعنا مرارا وتكرارا.

للوصول إلى هذا الاستنتاج الغريب، قامت بإغراق نفسها في أبحاث قام بها علماء الأعصاب والأطباء وعلماء النفس، ووجدت أن إهدار الوقت يمكن أن يكون شيئا جيدا عندما يدعمنا من أحد هذه الجوانب الأربعة - بدنيا - عقليا - عاطفيا- أو اجتماعيا.

الطريقة الأولى هي الأسهل. النهوض من على المكتب والذهاب في نزهة مشيا على الأقدام يحرك أجسادنا ويخرجها من فتورها. حتى أنني لا أكره نفسي عندما أفعل ذلك.

ولكن الشيء المثير للدهشة بشكل أكبر هو ما تشير إليه كتدعيم للجانب العقلي: إطباق أصابعنا 50 مرة بالتحديد، والذي يزيد بصورة واضحة من قوة الإرادة. يمكن الوصول إلى النتيجة نفسها بطريقة أقل عدائية للمجتمع عن طريق العد من الخلف ابتداء من رقم 100 في سباعيات. لقد أخذت استراحة للتو من هذه الفقرة لأجرب ذلك، وأستطيع أن أخبركم بأن ذلك كان بعيد جدا عن كونه أمرا مسليا، وفي النهاية تشعر أنك حيوي بشكل لطيف. في استراحتي القادمة أخطط للعد من الخلف ابتداء من الرقم 200 في 13. وإني أتطلع إلى ذلك.

من أجل تدعيم الجانب العاطفي، تريد منا السيدة ماكجونيجال أن نحدق بصور الحيوانات الرضع. لم أفهم أبدا خوار القطط والكلاب الصغيرة المستمر، ولكني فهمت الآن فقط. بكثير من الخجل - والدهشة- وجدت نفسي أبتسم ابتسامة حمقاء لصورة جرو لابرادور أصفر اللون. و قمت بالاختبار على نطاق أوسع، وعرضت الصورة على زميل يشتهر بالقسوة. وقال: أوه، وتبدلت النظرة الفارغة التي على وجهه بابتسامه شديد الابتهاج.

ولكن الجراء وحدها لا تكفي. نحن لسنا في حاجة إلى عاطفة جيدة فقط، وفق ما قالته ولكننا نحتاج إلى القليل من السوء، بنسبة ثلاث إلى واحد. ومن هنا تأتي لعبة 'أنجري بيردز'. ويجب أن اقتبس تعليقها على ذلك: لا أجرؤ على الذهاب من هذا الطريق مخافة ألا أعود ثانية. بدلا من ذلك قمت بتجربة طريق آخر لتحقيق التوازن العاطفي الصحيح عن طريق النظر إلى صورة واحدة لجيمي سافيل مقابل ثلاث صور للجراء. لست متأكدة أن تلك تعد فكرة جيدة. أشعر الآن بالتعب، وأحتاج لأخذ استراحة أخرى والذهاب إلى آلة البيع وأتناول قطعة كيت كات لأتخلص من المذاق. عندما يتعلق الأمر بإضاعة الوقت التي تدعمنا اجتماعيا، فإن أفضل طريقة وفقا لما قالته هي أن تصافح يد أحدهم لمدة ست ثوان كاملة، مما يعني أن ذلك سيرفع مستويات هرمون أوكسيتوسين لدينا. لقد حاولت مصافحة يد زميلي في المكتب عندما كان يضع يده على هاتفه الخليوي. وعندما أفلت يده أخيرا لم يكن متأكدا حول ارتفاع هرمون أوكسيتوسين لديه، ولكنه شعر أنه كان للتو إحدى ضحايا التحرش.

في الوقت الذي كنت أفكر فيه في اعتماد نصائح السيدة ماكجونيجال، فضلت أن أستبدل المزيد من الجراء والعد من الخلف على موقع 'تويتر'- لقد لاحظت للتو الجمل التالية 'لقد جعلت من الأمر هدفا شخصيا، بان أهدر أربع دقائق على الأقل كل ساعة' أربع دقائق؟ كشخص يمكنه إهدار أربع ساعات في المرة الواحدة، فليس لدي خيار سوى أن أرفض جملة وتفصيلا جميع النصائح التي تقدمت بها مثل هذه الهاوية البائسة.

 

 

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك