حج ناجح بكل امتياز - لكن بقلم محمد بن علي بن عبدالله المسلم
الاقتصاد الآننوفمبر 6, 2012, 1:04 م 1700 مشاهدات 0
الحج الركن الخامس في الإسلام ومطلوب أداؤه من كل مسلم مرة واحدة في العمر لمن استطاع إليه سبيلاً. فرض في السنة التاسعة من الهجرة النبوية قال الله تعالى (ولله على الناس حج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً) العمران 97. ويقصد بالاستطاعة من الناحية المالية والبدنية ووسيلة النقل وأن يكون لديه ما يزيد على نفقة من تلزمه نفقتهم.
معلوم أن حكومة المملكة العربية السعودية ومنذ عهد المؤسس -رحمه الله- تقوم بدور هام وكبير في تنظيم الحج للمواطنين والوافدين وتهيئة البنية الأساسية والخدمات والمرافق اللازمة للأعداد الكبيرة في وقت محدود وهنا لا بد من الإشارة إلى مشروع الملك عبدالله لإعمار مكة المكرمة بتكلفة 723 مليار ريال حتى العام 2040م حتى إن هذه الإدارة والتنظيم أدهشت أحد المراقبين الأجانب وصرح بأن إدارة الحكومة السعودية (لحج هذا العام) لهذه الحشود الكبيرة تستحق عليه جائزة دولية.
هذا ليس بغريب لأن حكومة المملكة من أعلى القمة والقيادة برئاسة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين (يحفظهما الله) يتابعان أمور الحج خطوة بخطوة ويبدأ ذلك من نهاية كل موسم حج للحج القادم.
لقد قامت الحكومة السعودية بتوفير خيام غير قابلة للاحتراق بمشعر منى وكذلك قطار المشاعر وقطار الحرمين (تحت الإنشاء) والخدمات الصحية وكذلك الخدمات الأمنية وتوفير المواد الغذائية. ويتابع توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد لجنتان: الأولى اللجنة العليا للحج برئاسة سمو وزير الداخلية وعضوية معظم الوزراء ذوي العلاقة بالحج كالصحة، والتجارة والصناعة، والإعلام، المياه والكهرباء. أما اللجنة الثانية فهي لجنة الحج المركزية برئاسة سمو أمير منطقة مكة المكرمة وعضوية الوزارات المشاركة في اللجنة العليا.
كما يجب ألا ننسى توسعة كل من الحرمين الشريفين الجديدة.
وتتوج أعمال الحج بإشراف خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين باستقبال خادم الحرمين الشريفين لضيوف الرحمن ممثلين برؤساء بعثات الحج وإلقاء كلمة تهم الأمة الإسلامية، فقد طالب خادم الحرمين الشريفين هذا العام الأمم المتحدة بمشروع يدين أي دولة أو مجموعة تتعرض للأديان السماوية والأنبياء. كما قال حفظه الله بأن حوار الأمة الإسلامية مع نفسها واجب شرعي.
نعم لقد كان موسم حج هذا العام 1433هـ أنجح موسم حج رغم زيادة عدد الحجاج عن العام السابق، ولكن (نعم ولكن) الكمال لله سبحانه وتعالى وتتلخص أهم هذه الـ(لكن) بما يلي:
1. رغم الجهود الجبارة لمنع حج المخالفين وغير النظاميين فقد زاد عدد الحجاج المخالفين عن العام الماضي 1432هـ حيث بلغ مخالفو هذا العام 1.4 مليون حاج مقابل أقل من مليون العام الماضي، ومشكلة وسلبيات هؤلاء المخالفين أنهم كما قال سمو رئيس لجنة الحج المركزية (أنهم يشاركون في خدمات لا حق لهم فيها)، كما أن مشكلة التدافع التي حصلت أمام قطار المشاعر سببها هؤلاء المخالفون، كما أن عادة ما يفترشون الأرض وبالتالي يعوقون الحافلات وسيارات الخدمات الأمنية والصحية وهناك تساؤل رغم التشديد بحصول الحاج على تصريح الآن أن المخالفين كثر لذا يجب دراسة أسباب التسرب رغم مراقبة 60 مدخلاً للمشاعر لأن هناك من ينقلهم ويقدم لهم تسهيلات!!
2. الحج أعظم مؤتمر في العالم والمفروض أن يتم وفق منهجية ربانية ولو اتبع هذا المنهج لما حدث تزاحم، ولا افتراش، ولا مخالفة لتعليمات الحج قال الله تعالى (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) البقرة 197.
3. لوحظ ارتفاع كبير في أسعار الحملات وتكاليفها فأقل فئة بـ 6500 ريال بخدمات متدنية إن وجدت حتى حملات الجمعيات الخيرية بنفس المبلغ !! حتى إن بعض الحملات ذات الخمس أو الأربع نجوم والمسماة VIP وتكلفتها 15000 ريال عانى حجاجها من تدني الخدمات !!
4. نتمنى من أصحاب الفضيلة العلماء أن يساهموا بدعم جهود الدولة والتوعية بعدم تكرار الحج إلا بتصريح خلال فترة محددة خمس سنوات مثلاً، لأننا نرى وبالذات من الوافدين من كرر الحج 30 أو 40 مرة !! حسبما يصرحون بذلك.
5. لا بد من إعادة النظر في نظام المطوفين ووكلاء الحج وكذلك حملات الحج والعمرة وبحث خدماتها مقابل تكاليف مع ربح معقول وبدون مبالغة وكذلك تكاليف الإسكان المبالغ فيها.
6. يقترح إنشاء مدينة للحجاج والمعتمرين داخل حدود الحرم مربوطة بخدمات نقل مباشر للحرم الشريف حتى يستطيع غير الأغنياء أداء فريضة الحج والعمرة وبتكاليف معقولة.
أخيراً وليس آخراً يقترح تحويل اللجنة العليا للحج إلى هيئة عامة برئاسة سمو وزير الداخلية وعضوية سمو أمير منطقة مكة المكرمة وعضوية الوزراء المختصين لتولي كل ما يتعلق بأعمال الحج والعمرة.
تعليقات