من العقيد الغربللي للعقيد أحمد الحمود

زاوية الكتاب

توقعت استقالتك كما غيرك فلن تنفع الحلول الأمنية والأفضل العودة للحق

كتب 24455 مشاهدات 0

الحمود والغربللي

أحم الدستور ... ليحميك

 الوضع بالغ الخطورة ولا يحتمل التهوين كما لا ينقصه التهويل... فسفينة الوطن توشك ان تغرق وهي تقترب شيئا فشيئا من الهاوية السحيقة بسبب خلاف لا ضرورة له ويمكن تأجيل مناقشته في قاعة البرلمان دون الحاجة لزج البلاد والعباد في فتنه مقاصدها لا تخفى عن ذوي الألباب وآثارها المدمرة واضحة للعيان لا يصلح معها ان تدار بأسلوب المعاندة، بل تتطلب الحكمة والعدل والوفاء بالعقود والعهود. اذ لايمكن لعاقل ان يتصور شعب حر أبي وفي لوطنه وقيادته متمسكاً بدستوره الذي نظم العلاقة بين الحاكم والمحكومة وفق مبادئ حضارية راقية وفصل بين السلطات وحرم ان تطغى احداهما على الأخرى في نفس الوقت الذي حثهما على التعاون...، لا يمكن التصور ان مثل هذا الشعب يمكن ان يفرط بالعروة الوثقى ويقبل ان تحظى الحكومة منفردة بسلطة تقدير 'الضرورة' لصياغة واقتراح اصدار المراسيم بقانون...!!! فاذا ما تم ترسيخ هذه السابقة لنا ان نتصور ان اي خلاف يقع بين الحكومة وممثلي الشعب... فما على الحكومة إلا استخدام رفع كتاب عدم التعاون من ثم حل البرلمان وبعد ذلك فرض رأي الحكومة بمراسيم الضرورة..!!! وهذا لعمري نقض ونسف وتفريغ الدستور من محتواه ولا يمكن تصور قبوله او حتى السكوت عنه. شاب معالجة المواجهة الكثير من سوء تقدير الموقف واهمال تداعياتها الخطيرة على اصعدة متعددة، وخلقت مواقف متشنجة وغاضبة من غالبية الشعب التي عبرت عن ذلك بالتجمعات والبيانات والآن توشك ان تدخل في نهج جديد وهي المسيرات غير المسبوقة بالعدد والتنظيم ويسجل لها ضبط النفس وسلمية النشاط، رغم الاستفزار الذي ووجهت به بالقمع واستخدام القنابل الصوتية والمسيلة للدموع..، ودون الحاجة للدخول بالتفاصيل نلحظ ان الاصطفاف الشعبي قد ضم معظم أطياف المجتمع الحضرية والقبلية، الإسلامية، الوطنية، اتحاد العمال، اتحاد الطلبة، جمعية المعلمين، الجامعة والتطبيقي، وغيرهم ...، وهؤلاء لديهم من الامكانيات التي لا يمكن مواصلة تجاهلها او الاستخفاف بها، اذا ما فعلت هذه الامكانيات لاسمح الله فسوف تدخل البلاد في وضع كارثي أقلها العصيان المدني وجروح غائرة غير مسبوقة في جسد الوطن وسمعته وصورته الداخلية والخارجية. المخرج والحل من هذا المأزق والخلاف الفكري ـ حتى الآن ـ لا يجب ان يكون بالمكابرة وبالهروات والرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والدخانية او باعتقال المواطنين والتعسف بالتعامل معهم بفكر مريض مثل المبالغة بتكبيلهم او حلق رؤؤسهم ..، او بتسليط الحملات الإعلامية الرخيصة التي تخون الشعب الذي ضم في جبهته مجموعة من ابناء الاسرة الحاكمة أعلنت رأيها المعارض بكل وضوح وعلانية..، كل تلك الأساليب العقيمة لن تجدي نفعاً بل سوف يزيد الشعب اصرارا على التمسك بمطالبهم الوطنية والتي لا يمكن ان تختزل - كما يتوهم البعض - بأشخاص ورموز مخلصة مهما بلغت اهمية تضحياتهم المقدرة..، فالمنطق المدعم بالاحداث التاريخية والمشاهدات الحديثة تؤكد ان لا جدوى من الأسلوب والقبضة الأمنية في حل الخلاف السياسي او الفكري... البطل مانديلا من السجن الى الرئاسة، وحسني من الرئاسة الى السجن..، وهذا يؤكد ان الحل الأمني ليس هو الحل بل انه يزيد الوضع تعقيدا... لذلك لابد من القراءة  بروح المسئولية والموضوعية والصحيحة للأحداث وبروية وحكمة ونزع فتيل الأزمة بالعودة لنظام الانتخابات المحصن من قبل المحكمة الدستورية 'خمس مناطق واربعة أصوات'..، والرجوع الى الشعب مصدر السلطات لإقتراح اي تغيير في المستقبل. ويجب ان يعلم الجميع ان الخلاف عندما يكون في البيت الكويتي ـ وهو كذلك حتى الآن ـ فالرجوع عن الخطأ الى الحق لا غالب فيه ولا مغلوب... أما الفائز فهو أمن واستقرار ورقي دولة الكويت الدستورية.

عبدالكريم عبداللطيف السيدخالد الغربللي ـ  الكويت السبت 3 نوفمبر 2012

من عقيد الى عقيد: لا استطيع ان اتصور الخسارة التاريخية الفادحة التي يقبل فيها الشيخ العقيد احمد الحمود وهو يوجه قوات الأمن دون سند او دليل قانوني واضح الى التصادم مع المطالبات الشعبية السلمية...!!! شخصياً توقعته ان يستقيل كما فعل غيره.

 

 

كتب العقيد متقاعد طيار عبدالكريم الغربللي

تعليقات

اكتب تعليقك