الانقسام السياسي لاعلاقة له بالتوزيع المناطقي أو الانتماء العرقي والطائفي.. صالح الشايجي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 2, 2012, 3:25 ص 658 مشاهدات 0
منزوع الوطنية
صالح الشايجي
البعض ممن خربت ضمائرهم واتسع حجم أنانيتهم وغاب عنهم الحس الوطني والإنساني قد يستغلون أمراضهم تلك في إحداث أضرار تصيب هنا وهناك بلا تمييز.
والمثمن الحقيقي للوضع الحالي في البلاد يكتشف أن كثيرا من الأباطيل والتي يحاول هذا البعض المريض ترويجها والإيحاء للناس بأنها حقيقة هي لا تمت للحقيقة بصلة وأنها مجرد خرافات نسجها هذا البعض بمغزل الباطل، وبعدم تقدير المسؤولية وبهدر كثير للوطنية.
من هذه الخرافات أن البلاد انقسمت نصفين، نصفا مؤيدا لقصر حق الناخب على صوت واحد، ونصفا معارضا، وقد تم توزيع هذه المواقف توزيعا عرقيا، أي أن أبناء القبائل معارضون والحضر مؤيدون.
وهذا افتراء وهدر للحقيقة وبث للسم في جسد الوطن، لأن الحقيقة تقول إن البيت الواحد قد انقسم بين مؤيد ومعارض سواء كان هذا البيت حضريا أو قبليا، سنيا أو شيعيا!
إذن فإن المواقف السياسية وبالذات فيما يتصل بهذا الأمر لا علاقة لها البتة بالتوزيع المناطقي أو الانتماء العرقي أو المذهبي، فبينما أصدر مجموعة من الإخوة الشيعة بيانا أعلنوا فيه مقاطعتهم للانتخابات بناء على الصوت الواحد، نجد فريقا آخر منهم مؤيدا لهذا التوجه، وتساوى في الرفض جميع أطياف البلاد كما تساوى بالتأييد جميع الأطياف، وليس من مصلحة أحد حرف الحقيقة وإبعادها عن دربها وزرع الشكوك حولها وتلبيسها أثواب الكذب، لما ينطوي عليه هذا الأمر من خطر يصيب البلاد في كبدها ويفت في لحمتها الوطنية المتآخية والتي يجب أن نسعى جميعنا للإبقاء عليها قوية ومتينة من أجل مصلحة كل منا الفردية ومن أجل مصلحة الوطن.
ويتعين علينا أن نعلي قيمة الاختلاف في الرأي السياسي وفي المواقف السياسية، فليس كل من أيد منزوع الوطنية، وليس كل من رفض يرفل بأثواب الوطنية، والعكس صحيح أيضا. فلا أسمح لأحد التشكيك في وطنيتي لأنني مؤيد للصوت الواحد، مثلما لا أشكك في وطنية الرافض لهذا الأمر ولكل قناعاته وهي على كل حال تجربة جديدة فلندع الأيام تكشف زينها أو شينها، فإن كشفت لنا الأيام زينا فخير وبركة وإن أبدت لنا سوءا ألقيناها وألغيناها، والسياسة تجارب لا عناد ومكابرة.
تعليقات