المشترك لديه مكالمة اخرى !!

المشترك لديه مكالمة اخرى !!

كامل الفضلي

دخل احد البدون ويبلغ الستين من عمره برفقة والدته التي تناهز الثمانين الى الضابط في اللجنة المركزية لتجديد بطاقتها الامنية وبعد التدقيق رفض طلبها لوجود قيد امني على جد العجوز.. نعم كما قرأت فانتبه يمينا ويسارا والا دهستك الدهشة فتهمة الجد الانتماء للجيش الشعبي !! فقال الابن صاحب الستين خريفا، الملسون المعجون قهرا للضابط متهكما : 'جدها كان جيش شعبي في جيش صدام ولا جيش هتلر' ؟!!

هذه القصة المضحكة حقيقية، ومن اراد جولة جديدة من الضحك فليدخل ' النت ' فعند جوجل الخبر اليقين.الجد متوفي منذ عشرات السنين، والتهم تطارد عظامه في قبره فكيف باحياء البدون؟!!  فلتحمد الله العجوز ان الضابط كان' خوش ولد' ولم يلفق لها تهمة قيادة فرقة مظليات في الحرس الجمهوري!!

يبدو ان تهمة معادات البدون للكويت 'جاهزة معلبة ' تفتح بـ' ألنكي' رديء وقت الحاجة فـ 'كل بدون متهم حتى تثبت ادانته' رغم ان عدد الذين ادانهم القضاء بتلك التهمة ستة اشخاص فقط، يعني 'شيش' بالايراني ...تمام آمو!!

لا ادري الى متى سيشكك في ولاء البدون، رغم ان الحقائق في صالحهم والتاريخ بأحرفه السبعة يقف وقفة شموخ الى جانبهم ايضا، فأول شهيد كويتي خارج الوطن بعد الاستقلال من البدون، كما ان تسعين في المائة من افراد الدفاع والداخلية قبل الغزو كانوا منهم ايضا، بل وكان العديد من الاسرى وافراد المقاومة وبالذات جيش التحرير من البدون، يغنون في دباباتهم قصيدة خلف بن هذال:'صدام لا اتحسب ان الحرب تجهلنا'..

ان ما قدمه البدون دون منة لهو واجب تحتمه الوطنية الحقة، فالمواطنة 'خذ وهات' اما ان يعطوا دون ان يأخذوا فهذا ظلم، و'الظلم ظلمات يوم القيامة' ولا ادري ما المطلوب منهم تقديمه ليقتنع صاحب القرار بولائهم وحقهم بالجنسية، فهل المقصود مثلا ان ينتحروا جماعات كالحيتان فتأخذها الحكومة 'العبره' وتصيح:' يا لفتا قلبي ...ودوني بيته' او ربما المطلوب ان يضحي البدون بالف منهم على 'الطريقة البوعزيزيه' ، الفا من المتطوعين لا اكثر شعارهم 'هي خاربه خاربه...خلينا نعميها' فيلفتوا بذلك نظر وسمع وباقي الحواس الخمس لمؤسسات حقوق الانسان الدولية، فتضغط على حكومتنا 'الرشيدة' ضغطة رجل واحد، فيتوزع ذمٌها بين المؤسسات، فتجنس باقي البدون وعددهم 119 الف.

لم يدخر المقيمون بصورة غير شرعية حسب التسمية الرسمية، جهدا لاثبات ولائهم لهذه الديره فـ' حب هذه الارض يجري في عروقي' لسان حال كل واحد منهم واكدوا ذلك بالاعمال لا الاقوال، وفي المقابل اذني الحكومة واحدة من طين والاخرى عجين، بل وتلعب معهم على الحبلين، فطلبت منهم احصاء 65 وعدم وجود قيد امني، واشترطت وتدلعت حتى طلبت حليب العصفور، وبيض الصعو، وبيض الخعفق، وفرخ الخعنفق، فلما قدموا لها كل ما ارادت وفوقهم شعرتين من شارب قرد 'عزوبي' ،ادارت لهم ظهرها العريض!!

يقول الناشط الامريكي الاسود مالكوم اكس:'لن يعطيك احد المساواة والعدل ...اذا كنت رجلا فحقق ذلك بنفسك'. ولان البدون 'راجل من ظهر راجل' فهم يطالبون بحقوقهم اربع وعشرين ساعة يوميا وطوال ايام الاسبوع دون كلل او ملل، لا يعترفون بالاجازات الرسمية ولا حتى المرضية، يحدثون هذا ويخاطبون ذاك ويراسلون 'هذولاك' ،والحكومة 'رافعه الجام' ،هدفها زرع اليأس في قلوبهم والقهر في اكبادهم، في الوقت الذي يقدم فيه البدون ولاء الطاعة يوميا للوطن، بعدد الفروض الخمسة مرددين ' الشوق امرني ' لكن لا عليكم، فلا بد ليوم يشبك فيه الخط مع الحكومة فتسمع لمطالبكم، فما ضاع حق وراءه مطالب، فاشحنوا هواتفكم النقالة، وواصلوا الاتصال ليل نهار على الحكومة، فان وجدتم جهازها مغلقا فأعيدوا الاتصال مرات ومرات، فان فتح موبايلها وكان معها مكالمة اخرى، فاياكم ان تقفلوا الخط فهذه فرصتكم، ولكن انتظروا انا معكم من المنتظرين!!