مهمة إعلامنا أصبحت إبطال الحق وإحقاق الباطل!.. عواطف العلوي مستنكرة
زاوية الكتابكتب أكتوبر 29, 2012, 11:50 م 1015 مشاهدات 0
الكويتية
مندهشة / صدق.. واستسلم..!!
عواطف العلوي
خرجنا الأحد الماضي وكان عددنا يفوق المئة والخمسين ألفا في مسيرة للاعتراض على مرسوم الضرورة للصوت الواحد.. فقالوا «حفنة» من المواطنين لا يتعدى عددهم الألفين!
قلنا مسيرتنا كانت سلمية ولم يكن بأيدينا غير هواتفنا النقالة وعلب ماء صغيرة.. قالوا إنهم تخريبيون كسَّروا ودمَّروا!
قلنا ضربونا بالهراوات وأطلقوا خراطيم المياه الساخنة وألقوا علينا القنابل الدخانية والمسيلة للدموع، قالوا إن المتظاهرين ضربوا و«شلَّخوا» القوات الخاصة..!
قلنا الجموع التي خرجت في المسيرة بعفوية تلقائية تضم كل شرائح وأطياف المجتمع كافة، من رجال ونساء، بدو وحضر، سنة وشيعة، ليبراليين وإسلاميين، قالوا هم جماعة البراك والحربش والطبطبائي..!
قلنا لم يكن لنا هدف من المسيرة إلا المطالبة بالإصلاح والحفاظ على مكتسباتنا الدستورية والديمقراطية، قالوا إنهم يهدفون إلى الانقلاب على نظام الحكم..!
قلنا ما نريده هو الكرامة للوطن، قالوا يريدون زعزعة أمن الوطن..!
قلنا فقط لا نريد العبث بالدستور، قالوا مخطط «إخواني»..! الله يرحم أيام المخطط الصهيوني والإمبريالي.. راحت موضته!
قلنا يا ناس، حتى جماعة التحالف الوطني والمنبر الديمقراطي اللذين يمثلهما محمد الصقر وصالح الملا ومرزوق الغانم وأسيل العوضي (والذين هم ليسوا من الأغلبية) رفضوا خوض الانتخابات القادمة، احتجاجا على تعديل آلية التصويت واتخاذ قرار التعديل بمنأى عن الإرادة الشعبية الممثلة بمجلس الأمة، فقالوا «مو من طيبهم»، بل لأنهم أفلسوا ولديهم يقين أنهم لن ينجحوا في الانتخابات القادمة..!
هذا هو الإعلام المضلل، الإعلام الذي تتوافر لديه الحقائق والوقائع كما جرت بدقة، لكنه يحجبها ويموهها ويعرضها على الجمهور بصورة زائفة عنها تلائم مصالحه، وترضي معازيبه، وتتبنى رغباتهم الهادفة إلى زرع روح الانقياد بين أفراد الشعب والانحراف بإرادتهم إلى اتجاهات مخطط لها مسبقا لشغلهم عن القضايا الأساسية في البلد، عبر عمليات غسل دماغ لهم تُفقِدهم القدرة على التفكير السليم والرؤية الواضحة، وذلك بترويعهم من أي معارضة تتم ضد النظام وتشويه صورتها وتقديمها لهم على أنها «البعبع» الذي يهدد أمن وأمان واستقرار البلد، وأن خيرات البلد وثرواته ستضيع حتما إن فتح أي فرد فاهه بالاعتراض على خطأ يراه أو فساد يهدد مستقبل أبنائه.. وعليه أن يصفق لذلك الفساد ويبرره (لتدوم البركة والنعمة)!
هذا هو إعلامنا.. الذي باتت مهمته الأولى، وربما الوحيدة، هي إبطال الحق وإحقاق الباطل، تشويه صورة الناصح كي نراه عدوا يريد تدمير البلد، وتجميل صورة الفاسد حتى نراه صديقا ومخلصا للبلد، وللأسف هناك من سلَّم عقله وفكره لهذا التزييف ومنع عقله حتى من التفكير في ما يتلقى ويسمع..!
ولكن غاب عن تلك الآلة الإعلامية المضللة أن الشعب الكويتي فيه الكثير والكثير جدا من العقلاء والناضجين، عقليا وفكريا، ممن لا يمكن خداعهم واحتقار عقولهم والضحك على ذقونهم بتلك الأكاذيب السمجة والأخبار الملفقة، وأن الحقائق مهما طُمِست، فلا بد أن تظهر وتنكشف للعيان، «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين» صدق الله العظيم..!
تعليقات