لو كانت 'كرامة وطن' في دولة أخرى لرأينا العجب!.. برأي سامي الخرافي
زاوية الكتابكتب أكتوبر 27, 2012, 10:05 م 1505 مشاهدات 0
الأنباء
جرس / بعد عمري.. يا الكويتي
سامي الخرافي
أعطى مشهد الصلاة على العشب، التي جمعت أفراد عناصر الأمن والقوات الخاصة مع الشباب المحتشدين في مسيرة «كرامة وطن»، صورة معبرة عن مدى حالة التلاحم، التي نعيشها في الكويت مقارنة مع دول أخرى لا يستطيع فيها المواطن الاقتراب من رجل الأمن أو حتى النظر اليه.
فقد أثار خروج المعارضين لتعديل قانون الانتخاب في الأيام القليلة الماضية جدلا سياسيا وقانونيا ودينيا، وانقسم الناس بسببه إلى مؤيدين ومعارضين، إلا أن الجميل في ذلك أن الجميع كانوا متفقين على حب أسرة الصباح الكريمة، وعلى الولاء لقيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.
ان ما حدث بين «القوات الخاصة» والمحتجين من اصطدامات على مرسوم الضرورة، الخاص بالتصويت، ما كنا نتمنى أن يحدث على اعتبار أن الطرفين اخوان، فالعسكري لديه واجب «أمني» هو تطبيق القانون، وكذلك المعارض لديه الحق في التعبير عن رأيه، فهناك من تحدث عن القسوة في تطبيق القانون من قبل القوات الخاصة، وهناك من قال ان المعارضين استعجلوا في مسيرتهم، ولم يلتزموا بالأماكن المحددة للتعبير عن آرائهم، ان خروج المسيرات، وما تضمنته من مطالب لهؤلاء، من وجهة نظري لها أسبابها، وكان ينبغي للحكومة أن تكون آذانها صاغية، وحكيمة في تعاملها معهم، فتطبيق القوانين لا يشمل البعض وضياع الكثير من الفرص أمام الشباب الكويتي ليثبت ذاته من حيث التعليم والابتعاث والتأخر في التعيين وضياع الهوية الكويتية بسبب كثرة الوافدين وتسيب القانون، كل ذلك كان من أهم الأسباب لهذه المسيرات.
وكذلك ينبغي للذين يخرجون في المسيرات أن يحترموا هيبة القانون والامتثال لأوامره، وأن تكون أعينهم يقظة لمن يريد أن يستغل تلك الأحداث لغايات ومآرب أخرى، وهي فئة مدروسة هدفها إثارة الفتنة، ويتطلب ذلك أن يكون كل مواطن خفيرا لما يحدث من أفعال مشبوهة، «فالوطن أغلى من أي شيء آخر»، وقد علقت بعض وسائل الإعلام على ما حدث في المسيرة بأنه شيء راق ونموذج يحتذى به، فلم نشاهد حالة تكسير أو تخريب واحدة، أو سرقات أو أي شيء آخر، فلو كانت هذه المسيرة في دولة أخرى لرأيت العجب العجاب.
أمام كل هذا، أرى أننا جميعا نتفق على حب الكويت، وعلى حب أميرها، إلا أننا نختلف في التعبير عن هذا الحب، وهو خلاف أراه صحيا وطبيعيا متى ما تجنبنا الفتنة، وعرفنا كيف نعبر عن آرائنا بطريقة حضارية، بعيدا عن الفوضى والتجريح والمساس بالأشخاص وتجاوز الحدود، وأن الحوار والتفاهم هما أفضل وسيلة لحل الخلافات ليس الا، حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه، وأدام علينا ما ننعم به من خير وأمن وأمان لايزال كثير من الدول حولنا تبحث عن جزء قليل مما نحن فيه، وابعد عنا كل عين حاسدة، اللهم آمين.
تعليقات