'اتجاهات' يحلل الخطاب الأميري

محليات وبرلمان

خصائص المجتمع الكويتي .. الوضع الراهن .. صانعي الازمات .. رؤيته للتهدئة .. أبرز المحاور

1656 مشاهدات 0


أكد رئيس مركز اتجاهات للدراسات والبحوث 'اتجاهات'خالد عبدالرحمن المضاحكة أن الخطابات السامية لسمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه حملت معاني سامية ستعمل على استقرار الكويت وتقدمها بعد سنوات من عدم الاستقرار بسبب الأزمة السياسية المستمرة في العلاقة بين السلطتين وبسبب عجز الحكومة والمجلس مجتمعين عن إصدار قوانين تحمي الوحدة الوطنية وتنبذ الطائفية والكراهية  وتقر مبادئ النزاهة والشفافية وتضع حدا لانفلات الخطاب الذي يتبناه البعض.

وقال المضاحكة في تصريح صحافي بمناسبة تحليل مضامين خطاب سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاة أن مرحلة تطبيق القانون بدأت فعليا وستطال الكبير قبل الصغير في إشارة مباشرة إلى اعلانه التعامل مع إثنين من أبناء الأسرة الحاكمة وفق القانون  تحليل الخطاب اعد مركز اتجاهات للدراسات والبحوث تقريرا حلل فيه مضامين الخطاب الاخير الذي القاه سمو امير البلاد 'صباح الاحمد' حفظه الله ورعاه على خلفية الاحداث الراهنة, واكد اتجاهات انه بين حلم الامس وواقع اليوم وحقيقة المستقبل كشف سمو الامير في خطاب ابوي منطلقا من الحفاظ على وحدة والوطن وسلامة اراضيه من الفتن عن الصورة الذهنية السلبية الحاكمة لتوجهاته الفكرية ازاء الحالة السياسية والازمات المتتالية التي تمر بها البلاد ليعكس بذلك عن عدم رضاه لما الت اليه الاوضاع على كافة الاصعدة.

وافاد اتجاهات ان الخطاب ككل جاء في إطار حميمي أخوي أقرب إلى لوم الأب لأبنائه وعتاب الأخ لأشقائه؛ حيث  استحضر سموه القيم السامية والمثل العليا, التي تمثل القبلة الأخلاقية للكويتيين, وقد دار الخطاب في فلك اربع افكار رئيسية انطلقت جميعها من حسه المسؤول الراغب في النهضة والانطلاق التنموي الحضاري لضمان مستقبل الاجيال, وهي (سمات الكويت واهلها – توصيفات سلبية للحالة الراهنة – توصيفات سلبية لصانعي الازمات – تحذيرات وتوصيات).

وأضاف اتجاهات انه كما استخدم سمو الامير مفردات تحمل تقييما سلبيا للحالة الراهنة استخدم ايضا صفات ايجابية حقيقية للوطن والمواطن في عددا من الفقرات الواردة في الخطاب بلغ عددها 32 سمة وهو ما ظهر في إشارته إلى (التلاحم - التراحم – التكافل - عفة اليد واللسان – السماحة - الرقي - الاعتدال - حرص على قيم الاحترام - مراعاة مشاعر الآخرين صدق الانتماء – التمسك بالثوابت). حتى في لغة اللوم والعتاب لدى سموه جاءت مغلفة بروح الأبوّة والأخوّة ايضا في إشارته إلى المعارضين بوصفهم (أناس يفترض أن يكونوا قدوة حسنة لمن سواهم).

وقد حرص سمو الأمير في خطابه على التأكيد على خصائص المجتمع الكويتي, والمكتسبات الديموقراطية التي تحققت في نظامه السياسي, ومن ثم أكّد على ضرورة التفرقة بين الأوضاع السائدة في الكويت, والتي تختلط وتتشابه لدى البعض مع الأوضاع السائدة في مجتمعات أخرى, ولكي يكون اللوم صادقاً والعتاب صائباً, فقد كان الأمر يقتضي الاعتراف بوقوع أخطاء ووجود تقصير, دفع بمنطق التراكم إلى تفاقم الأوضاع لتصل إلى ما أصبحت عليه اليوم, فجاء قوله (نعم هناك قصور وهناك إخفاقات). وبالتالي انتقل سمّوه إلى المشكلات التي أفضت إلى الوضع الحالي المتأزّم؛ ورغم اعترافه بوجود هذه المشكلات, إلا أنه يرى أنها ما كانت لتصل بالكويتيين إلى ما هم عليه اليوم, فتكاد لا تخلو دولة واحدة من العالم من مشكلات شبيهة, وبالتالي فإن مبعث الأزمة الحالية ليس وجود هذه المشكلات في حد ذاتها, لكن منهجية التعاطي معها.

وبين اتجاهات ان موقف سمو الأمير الرافض لهذا الوضع المتردي اتضح بشدة في تراوح أسلوب بعض الجمل ما بين التوكيد والاستنكار والتحذير؛ فقد افتتح سموّه الخطاب بـ (لقد), ثم كررها خلال الخطاب بالإضافة لمفردات أخرى (لقد – قد – يجب)؛ كما تم استخدام اللهجة الاستنكارية في الإشارة إلى الأوضاع الحالية في عدة مواضع, مثل قوله (هل هذه هي الكويت) ثم تكرار التساؤل في موضع آخر بصيغة أكثر استنكاراً (وأتساءل متعجبا هل هكذا أهل الكويت), فضلاً عن بدء إحدى الفقرات بإبداء الأسف على تلك الأوضاع (من المؤسف)؛ وكذلك فقد بدء فقرة أخرى بلهجة محذرة (ليعلم الجميع(

وتعتبر الفكرة المركزية الحاكمة لرؤيته لحالة الصراع بين الفرقاء السياسيين, ومنهجيته المقترحة في حل تلك الأزمة هي أن أصل الأزمة يعود إلى تعامل كل طرف مع الآخر من منظور ضيق, مما يدفع الحياة السياسية للتحول إلى لعبة صفرية 'Zero Sum Game'  فكل ما يكسبه طرف يخسره الطرف الآخر, وهو ما يشحن المناخ العام بكثير من الضغائن والكراهية, ويجعل الحياة السياسية قائمة على الاستقطاب, وتفضي للشقاق. وعن التوصيفات السلبية الواردة في الخطاب من قبل سمو الامير حفظه الله ورعاه حول الوضع الراهن اكد اتجاهات ان الصورة الذهنية بلغت اقصى درجات السلبية على الاطلاق منذ توليه مسند الامارة في بدايات العام 2006 حتى الوقت الحالي, وتُفسر تلك النتيجة بأنها انعكاس طبيعي لكثرة التوصيفات السلبية الواردة في اربع فقرات متفرقة, والبالغ عددها 45 مفردة وصفت جميعها الاحداث التي مرت بها البلاد خلال الآونة الاخيرة بصفات جميعها سلبية مثل استخدام سموه في الفقرة الاولى ما يقرب من خمسة عشر توصيفا للحالة من قبيل (مبعث حزن, ألم, قلق, فتنة هوجاء, تعصف بوطننا, تقضي على وحدتنا, تشوه هويتنا, تمزق مجتمعنا, تحيلنا إلى فئات متناثرة وأحزاب متناحرة وطوائف متعارضة وجماعات متضاربة) واستمرارا لاستخدام التوصيفات السلبية من قبل سموه جاء في الفقرة الثانية 15 توصيفا عكست ايضا انطباعاته عن الحالة السائدة في المجتمع من قبيل (إسفاف مقيت في لغة الخطاب, انحدار في أخلاقيات التعامل, خروج صارخ على القيم الموروثة, فجور في الخصومة, رفض لحق الاختلاف, تشنج في المواقف, استمرار لنهج الفوضى, تماد في التطاول), وعلى نفس المنوال استخدم سمو الامير 11 توصيفا سلبيا في الفقرة الخامسة و اربعة توصيفات في الفقرة السادسة.

وحول صانعي الازمات في البلاد أشار اتجاهات أن سموه أطلق 25 توصيفا سلبيا قائلا (يصرون على فرض ارادتهم على الجميع – يحاولون تكريس مفاهيم غريبة على المجتمع – متهورون- متطرفون- يرفضون الحوار- يوزعون صكوك الوطنية - ينتهكون الثوابت - لا يريدون التفاهم - لا يقبلون التوافق - يتخذون من الشوارع والساحات منبرا للإثارة - الشحن - التحريض –  يحاولون  دفع الشباب نحو منزلقات الضياع والضلال - لا يهتمون بأمن البلاد وسلامة أهلها - يتعمدون وضع العصى في الدواليب – يعرقلون المسيرة).

ولعل المتأمل في هذا الخطاب يستطيع أن يلمس تحذير الأمير من أوهام الثورة التي تنتاب البعض وإن لم يجرؤ أحد على التصريح بها رغم انعكاسها في سلوكياتهم, واصفاً من يتبنى هذا الفكر بأنه غير عابئ بأمن البلاد وسلامة أهلها, وقد اطلق سمو الامير ما يقارب الـ 16 تحذير وتوصية في الفقرتين السابعة والثامنة مستخدما مفردات من قبيل ان الكويت دولة قانون ومؤسسات تحترم الدستور وقضاؤها مستقل, واوصى بعدم التخوف من الاختلاف والالتزام بآداب الحوار والابتعاد عن الشحن والاثارة والسجالات السياسية.

ويؤكد اتجاهات ان المنظور الأميري الذي يمثل خارطة طريق للخروج من الأزمة السياسية الحالية يتلخص في منهج محدد هو التوقف عن المزايدات والإتجار بالمشكلات التي تعاني منها البلاد بغرض تحقيق مكاسب سياسية ضيقة, والبدء في التكاتف واتباع نهج تعاوني يكسب فيه الجميع, وتتحقق فيه نهضة الوطن وتنمية المجتمع والارتقاء بمعيشة المواطنين.           

الآن - محرر المحليات

تعليقات

اكتب تعليقك