العار والنار والشنار ضد اعتصام السلام:

زاوية الكتاب

الراصد باسل الزير يروي ماشاهده بمسيرة كرامة وطن

كتب 4537 مشاهدات 0


مسيرة كرامة وطن

' ليس المخبر كالمعاين ' فطيلة سنوات رصدي كحقوقي للاعتصامات والمظاهرات في تيماء والصليبية لإخواننا البدون،وما حدث فيها من إمارات الشر المستطير فقد كان الحدث لمسيرة كرامة وطن غير ذلك كله ، فقد شاهدت مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر،شيءٌ لم ألحظه في حياتنا الديمقراطية التي كان ديدنها حرية التجمع والتظاهر دون اعتقال ولا ضرب ولا إرهاب.

 فقد ضرب الشعب دون إخطار مسبق ، وضرب الشعب قبيل تحرك المظاهرة ، ضرب الشعب فقط كونه تجمع ليعبر عن رأيه بسلمية، فقد استعملت الحكومة القوة مقابل السلام ، ورمي القنابل مقابل رمي السنابل ..

وقدمت الحكومة - في ذلك اليوم - العار والشنار والنار ضد اعتصام حُف بالحكمة والسلام والهتاف بأمان!! ووالله إنها لسبةٌ باقيةٌ في الأعقاب !!..

وما قامت تلك المسيرات تلو المسيرات إلا بعدما أشرئب الفساد في بلد كان يدعى بدرة الخليج ،فإذا بها غدت عجوز الخليج ، تأخرا ونكوصا في كل الميادين التعليمية والعمرانية والسياحية والطبية إلخ.. حتى صرنا نكتة وفكاهة يتداولها رؤساء دول الخليج ' كويت الماضي ودبي الحاضر وقطر المستقبل '.

ولم يبق لنا من ماء وجهنا سوى الديمقراطية التي يريدون أن يطفئوا جذوتها بجلب أعضاء صم بكم عمي عبر مراسيم الصوت الواحد في انقلاب أبيض على الدستور الذي هو أقل من طموحات الشارع الكويتي الذي يريد مزيدا من الحريات والحقوق.

خرج الشعب ليقول : ' ولا تعثوا في الأرض مفسدين '

خرج الشعب وردد بصوت واحد : ' واحد واحد الله واحد ، نرفض نرفض الصوت الواحد '

خرج الشعب بعدما ضعفت دولة القانون ، وتضعضعت دعائمها وانحلت عراها وأصبح القانون يكيل بميكالين ..

خرج الشعب بعدما قسمته الدولة الشعب إلى طوائف وطبقات تضرب بعضه برقاب بعض..

ولقد شهدت وشاهد غيري مدى التعامل الراقي والسلمي للمظاهرات رغم القهر والقنابل والاعتداء، شعبٌ لم يفزع ولم يخاف من طلقات الرصاص المطاط ، ولم ترهبه قنابل الغاز ، وأننا كشعب سطرنا نموذجا يحتذى به في التظاهر السلمي عن باقي البلدان.

لقد تعلمنا من علم التاريخ ، أن التواريخ تُؤرخ عبر الفواصل الكبرى فؤرخ لميلاد المسيح وعام الفيل وحرب داحس والغبراء ، والكويتيون يؤرخون بعام الغزو من قبل ومن بعده ، وفي هذا التاريخ21/10/2012م ، سطر الشباب يوما جعلوه حديثا للغابر وأعجوبة للناظر ومثلا للسامع ، بل صنفتها محطة BBC كأكبر نسبة تظاهرة سجلها العصر الحديث15% خرج الشعب منتفضا يقول بملء ما فيه(  لآآآآآآآ ).

ولقد تعلمنا أيضا ونحن صغار في المدارس أنشودة حفظناها ورددنا والآن نعمل بها:

' إذا الشعب يوما أراد الحياة  فلا بد أن يستجيب القدر '

إنه قدرنا بأن نتظاهر .. وإنه قدرنا أيضا بأن ننتصر.

 
باسل الزير

بقلم: باسل الزير

تعليقات

اكتب تعليقك