التهدئة مطلوبة حقناً للدماء.. هكذا يعتقد بسام الشطي
زاوية الكتابكتب أكتوبر 22, 2012, 11:40 م 670 مشاهدات 0
عالم اليوم
خطوات الإصلاح / أخطر مواجهة في تاريخ الكويت
د. بسام الشطي
يوم حزين مر على الكويت وأهلها في أعظم أيام الله عز وجل حرمة ومكانة والناس تنشغل في التهليل والتكبير والتحميد والصيام والصدقة والأخلاق الحميدة، تجمهر آلاف قدّر بخمسين ألفا في ساحات مختلفة مطالبين ببقاء حق التصويت بأربعة بدلا من صوت واحد.
فيما اكدت القيادة السياسية انها اتخذت قرارها بعد استشارة وانها لن تسمح بالاعتراض عليه.. وتحقق ذلك يوم الأحد حيث لم يمر على الكويتيين مثل هذه المواجهة من قنابل صوتية ودخانية واصابات واعتقالات واشتركت بذلك قوات أمنية من الداخلية والحرس وتم اغلاق طرق كثيرة واستنفار الجيش وشوهدت طائرة عمودية.. وتم اعتقال 19 بينهم 4 أحداث ونقل 9 مصابين بسيارات الإسعاف و30 شخصا بسبب الاختناق في الموقع و30 نقلوهم بسيارات خاصة فيما اعلنت الداخلية عن اصابة 11 من رجال الأمن.
والحقيقة ذهبت لأصرف ريالات سعودية للحج في تمام الساعة الخامسة وشاهدت النقاط الثلاث التي حددتها القوى السياسية والشبابية لانطلاق مسيرة ما يسمى «مسيرة كرامة وطن» شاهدت النقاط ثكنات عسكرية والوضع متأزم ولا يحتمل فكتبت عبر وسائل الاتصال أرجو من المواطنين الحذر وعدم الخروج رحمة بالكويت وأهلها وعليكم بالصبر.
إلا انني تفاجأت ان المسيرة انطلقت في السادسة والربع مساء وتدخلت القوات الخاصة بعنف لتفريق مئات المتجمهرين الذين توافدوا مبكرا الى قصر العدل وقصر نايف وسوق شرق ولكنهم سرعان ما توجهوا ناحية ابراج الكويت وساحات المسجد الكبير وبعدها وصلوا الى ساحة الإرادة وعند الساعة التاسعة والنصف حذر قائد كتيبة الصاعقة «التابعة للحرس الوطني» ان لديه اوامر خلال ربع ساعة اذا لم تنفض هذه الجموع فسيقوم بالتدخل وبقوة.
وتعد هذه أخطر مواجهة تمت في تاريخ الكويت فلم يحدث مثل ذلك فيما أعلم- والمطلوب هو التهدئة وعدم المواجهة حقنا للدماء ووضع حد للفوضى وتعطيل الحركة، فاذا الأسرة الحاكمة قالوا: سمعا وطاعة، واذا رؤساء القبائل قالوا: سمعا وطاعة، واذا قال العلماء: سمعا وطاعة، واذا قالت التيارات سمعا وطاعة ولكن لن نشترك في الانتخابات فلماذا اذن هذه المواجهات ومن الخاسر والرابح فيها؟!
لن تلقوا بأيديكم الى التهلكة وعليكم بالصبر والدعاء والتعامل بحكمة بما هو مباح ومتاح والالتفاف حول العلماء والمصلحين لإنقاذ البلاد من الفتن والشر المحدق بنا.
مطالب شباب الإرادة
طلب مني بعض شباب الإرادة الاجتماع معي لبيان مطالبهم فقلت أنا على موعد سفر للحج ولكن لا مانع لدي في ساعتين وبشكل مختصر من خلال حوار هادئ وهادف؟ قالوا: نحن نحب الكويت ونحب أميرنا وأسرة الصباح ولسنا خوارج ولا مخرجين ولا فوضويين ولا غول من الخارج ولكن نريد ان تقضي دولتنا على الفساد والمفسدين وألا تبدد أموالنا ونريد تطبيق القانون بأمانة وصدق ونريد سلطان الدولة يكون بيد الأمة ونريد التقدم والازدهار وان تطبق الشريعة الإسلامية ونريد ان تبقى الحكومة التصويت لكل مواطن أربعة أصوات ونريد ان تعرف الحكومة اننا داعمون لها ولسنا أعداء .
فقلت يا شباب.. القرار الذي اتخذ هو اجتهاد.. وقد يكون خاطئاً أو مصيباً.. ولكن ما واجبنا هل المواجهة والتوتر أم واجبنا النصح والدعاء وارسال أهل الحل والعقد لبيان ما لديهم من وجهة نظرهم، ثم هل الأمير ملزم بقرارهم أم يملك القرار الأخير ويتحمل تبعاته؟ ثم ماهي حدود مسؤوليتكم هل هو الابلاغ ومعذرة الى ربكم أم لابد ان يغير كل ما يريده مجموعة من الشعب؟ ثم الذي يحب وطنه لا تكون بهذه الطريقة بل ببيان الافعال وليس الأقوال، والأمير قال ان هناك نقصا واضحا واخلالا من قبل الجهات الحكومية ولم يحمل مجلس الأمة وحده تبعات الفشل الحاصل! أما قضية المال العام وتبديده فالكل يتفق على وجوب حفظه ولكن أين تشريعات المجلس من قوانين تحد من هذه الظاهرة؟ ولا يوجد لديهم أدلة كافية لمعاقبة ما حدث؟ أم نصحنا لولي الأمر فحدث مرارا وتكرارا ولم يتوقف وقد قام بذلك علماء ومصلحون وسموه يفتح بابه وقلبه للجميع فاذكر لي نائبا أو وزيرا أو وجيها أراد أن يجتمع بالأمير ورفض! أما الفئة التي تذكرها فهي لم يعجبها الوضع داخل الكويت وكما انهم مواطنون فيحق لهم المطالبات ولكن هم يقولون سمعا وطاعة وبعضنا يرفع صوته ويقل خطابه ويهدد ويتوعد فماذا عساه ان يفعل بل انت لو تكون في مكانه ماذا ستفعل؟ من الذي يقود العوام؟ فلماذا هذا التحدي؟ ثم ماذا بعد هذه المواجهات ماذا تريدون؟
فاتقوا الله وأصبروا وشاركوا قبل ان يشكل المجلس ثم تقر قوانين لا تحبونها ويصعب بعدها التغيير!
تعليقات