خلود الخميس تتعجب من إصدار 5 مراسيم ضرورة جديدة!

زاوية الكتاب

كتب 1387 مشاهدات 0


الأنباء

يا صباح المراسيم.. من أنتم؟!

خلود عبد الله الخميس

 

أفقت أمس الأحد وإذا بإعلان لخمسة مراسيم ضرورة جديدة! عجبت كيف ذلك تم ولم أغب عن ساحة الأخبار سوى ساعات النوم! قلت كل شيء بات جائزا! هنا الكويت.

وفي طريقي للعمل إذا بالشارع منتظم كل سيارة في مكانها لا أبواق تتنافس بالانطلاق ضد السيارات المجاورة، ولا تعدي على حارات الأمان! فتحت المذياع لأتحقق أني في الكويت وسمعته يقول: «من إذاعة القرآن الكريم من الكويت نقدم لكم تباشير الصباح»..

فقلت بصوت أسمعه نفسي: «انتوا استبدلتوا الشعب الكويتي بمنو»؟! من هؤلاء الذين يتبعون القانون؟! لا يتذمرون من الزحام لا يتسابقون فوق طريق الإسعاف ودوريات المرور المسمى «حارة الأمان» «ينظرون للشارع لا للموبايلات! من أنتم؟!».

كان لدي موعد في المستشفى الأميري، دخلت وإذا بالممر نظيف «يلمع» واختفت رائحة السجائر والـ «بورترز» يعرضون خدماتهم لدفع العربات للمرضى ويقومون بإتمام إجراءاتهم، وما إن أخذت رقم الدخول حتى رأيته على الشاشة لقد حان دوري قبل أن أجلس؟ كيف؟! المهم، دخلت على الطبيب فوجدت امرأة بابتسامة مشرقة تقول «هلا بخلود شلون الجو معاج اليوم غالبج والا غالبته؟! تتحقق من ضيق التنفس الذي أعاني منه برقة اعتدتها من «الكوافيرة » لا من الأطباء «اللي كله معصبين»!

أكمل لكم، بعد أن فحصتني أحالتني لإجراء أشعة الرنين المغناطيسي فقلت لها: دكتورة مواعيدهم بعد أشهر «قالت: لا حبيبتي ذاك أول، خلال ساعة سيتم فحصك في الـ MRI وتنتظرين النتيجة بحد أقصى آخر اليوم!».

«اخترعت»! يا جماعة أنا وين؟! من جد بالكويت؟ شعرت أني في آلة السفر عبر الزمن وإني في مكان ما بعد قرن من اليوم الأحد 20 أكتوبر 2012! ولكن شيء داخلي يقول: اطمئني هنا الكويت.

عفوا، حدثتكم عن نفسي ونسيت المراسيم الخمسة، لقد كان الأول لإنشاء جامعة المغفور له عبدالله السالم الصباح للدراسات العليا، الثاني لبناء مركز تخصصي في كل محافظة في الكويت لأمراض النساء والطفولة والأمومة، الثالث لإنجاز مشروع مائة ألف وحدة سكنية للمواطنين مع البنى التحتية، الرابع تحويل جزيرة بوبيان إلى مركز سياحي كويتي بمواصفات عالمية، والخامس..!

واشترطت المراسيم التسليم خلال عام واحد!

فامتلأت الصحف بإعلانات الحكومة لطرح فرص عمل للمواطنين من كل المستويات التعليمية، وبدأ القطاع الخاص يلاحق الخريجين بعروض العمل، وضاعفت «إعادة الهيكلة» عدد موظفيها لتتمكن من تطوير خدماتها، ودأبت الشركات الكبرى على تجهيز عطاءات المناقصات التي من خلالها سيتم تشغيل شركات المشاريع الصغيرة لاستيعاب المشاريع الضخمة لبناء الكويت، وكل الشعب مشغول بدوره كشريك بالتنمية وتوزيع الثروة.

ولما يحين المساء، فكل قاطن للكويت يدخل بيته، يتناول العشاء مع أسرته وتتخلله أحاديث كل عن يومه، الأب يساعد أم أطفاله على تربيتهم، والابن يساند أمه وأباه في شيخوختهما، ثم يخلدون للنوم، للحلم بمنزل المستقبل الذي سيبنيه خلال عامين فقط، لأنه في وطنه الجميل الكويت.

كتبت هذا المقال يوم السبت، وكان الأحد لايزال غيبا، ومحتواه خيال كاتب لما يحتاجه الوطن ليسير بكرامة.

كتبته وأنا أتابع تنادي الشعب بمختلف أطيافه لمسيرة سلمية تهافتوا عليها موافقة ونشرا، بسبب مرسوم، وتركت المرسوم الخامس لأحلامكم!

كتبت حلمي، ولن يسلبني إياه أحد، فالخيال كم يتمنى وهو يحدق في النور الساطع من القمر ليلا فوق خد البحر، ولكن للأسف، شدة الرياح تجرف السفن!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك