في رسالة موجهة لرئيس مجلس الوزراء

محليات وبرلمان

الحبيني : انت وحكومتك مسؤولين امام الله والشعب والعالم

2857 مشاهدات 0


إلى رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح.

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الشاعر :   تهدى الامور بأهل الراي ما صلحت                        فأن تولوا فبالأشرار تنقادو  

وقديماً قالوا :   ليس العاقل الذي يحتال للأمر اذا وقع ولكن العاقل الذي يحتال للامر قبل ان لا يقع

الاخ رئيس مجلس الوزراء انك وحكومتك مسؤولين امام الله وامام الشعب الكويتي وامام العالم وامام التاريخ عن ما سيحدث اليوم من احداث نتيجة خروج الناس للمطالبة بحقوقهم الدستوريه ومسؤوليتكم ستكون جسيمة وتاريخية وسيسجلها التاريخ لكم او عليكم ايجابا او سلبا .

فنحن بلد قانون ويحكمها دستور حددت مواده الصريحة صلاحيات كل سلطة من سلطاتها الثلاث ( التشريعيه والتنفيذيه والقضائية ) والزمت هذه السلطات بعدم تنازل أي سلطة منها عن جزء من سلطاتها لأي سلطة أخرى وحدد الدستور بمواده المختلفه كيفية تأدية كل سلطه بعملها وأي تجاوز من أي سلطة علي اختصاصات سلطة اخرى يعتبر خروجا علي الدستور يجب الوقوف بوجهه .

الاخ رئيس مجلس الوزراء هل تعتقد انك ستسجل انتصارا او سيسجل لك التاريخ موقفا ايجابيا عندما تقوم بقمع الشعب وتعمل ضد ارادته ؟ هل تعلم ما هي النتائج الكارثية التي ستجرها علي البلد عند الاقدام علي هذا التصرف ؟  الا تنظر للمصير المجهول الذي ينتظر شباب البلد المتحمس للدفاع عن حقوقه وهل تتحمل نتائجه ؟ الا تفكر في العلاقات الاجتماعية المثالية السائدة في البلد والتي ستتأثر نتيجة ما سيحدث من صدام ؟ الا تفكر بالجرح العميق علي المجتمع الذي ستخلفه اراقة الدماء اذا حصلت مواجهه بين الشباب المتحمس ورجال الامن المطلوب منهم تأدية عملهم ؟  

ان الحياة السياسية في الكويت مليئة بالخلافات والمشحانات الشديده احيانا بين مجلس الامة والحكومه علي مر اكثر من خمسين عاما ولكنها لم تخف احد ولم يخش منها علي البلد لانها تحدث وفق الاليات التي حددها الدستور والقوانين ولكن الان ما يخيفنا هو احتمال حدوث الخلاف بين مكونات البلد الاساسيه ( الشعب واسرة الحكم  التي ارتضاها عبر مئات السنين ) .

وفي هذه الحالة نكون قد دخلنا في المحظور وانتقلنا من الساحة الرحبة الواسعة المملوءه بالمحبه والوئام الى الساحة الضيقه المليئة بالالغام وهذا حتما ما لا يريده احد وما اكبرها من خساره عندما يحدث تصادم ويسيل الدم ويكون الفاعل كويتي والمتضرر كوتي والضحية وطن .  

ان مصلحة الكويت وشعب الكويت واسرة الحكم هي ان لا يكون هناك تصادم مهما كانت الاسباب والمبررات وانت بصفتك رئيسا لمجلس الوزراء وبشخصك الكريم كأحد اعمدة اسرة الحكم تقع عليك مسؤولية عظيمة انت ومن معك من الوزراء بعدم ادخال البلد بهذا المنعطف الخطير المأدي الى نفق مظلم والتي ستكون نتائجه ان المنتصر خسران في كل المقاييس.

الاخ رئيس مجلس الوزراء الشعوب عندما تتحرك يتوقف الزمن في مواقع كثيرة انتظاراً لما سيسفر عنه هذا التحرك من نتائج سلبية كانت أو ايجابية في حقه او حق من هم امامه .  

وكلنا يعلم ان الشعب عندما يتحرك - وخاصة اذا كان عماد هذا التحرك شباب متحمس مندفع للدفاع عن حقوقه المشروعه التي ورثها عن ابائه واجداده ، وعن دستوره الذي كفل هذه الحقوق كما كفل لأسرة الحكم حقها في التربع علي رأس الحكم في البلاد -   نقول اذا تحرك الشعب فلا يمكن لأي جهه أو أي سلطة ان تضبط ايقاع حركته او سرعة وكيفية واتجاه هذا التحرك او النتائج التي سيسفر عنها لانها تكون خارج نطاق السيطره والتوقعات . ونحن لا نرى ما يستدعي دفع الشعب وارغامه علي التحرك خاصتا وان تحركه ليس ضد مصلحة البلد وانما لاصلاحه ، وليست لاثارة الفتنة وانما لمحاربة اصحابها ،  وليست بحثا عن بطولات علي حساب البلد وانما بحثا عن استقراره وتنميته ورفاه شعبه .  

واذا اعتقدتم انكم نجحتم في مصادرة حق الشعب في تعديل قانون ونظام انتخابه - وانتم واهمون بذلك- فانكم لن تستطيعوا ان تصادروا من الشعب حقه في مطالبته في اعادة الامور الى نصابها الصحيح ولن تستطيعوا ان تمنعوه من التعبير عن وجهة نظره في ذلك بالطريقة السلمية  التي يراها مناسبة .

واذا كنتم كحكومة تطالبون الناس بالالتزام بالقوانين فهل طبقتم انتم هذه القوانين علي الجميع .  

هل تطبيق القانون هو سجن الصواغ والداهوم والطاحوس لانهم قالوا رأيهم في ما يرونه وهو رأي يحتمل الخطأ والصواب والنوايا لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى .  

وهل تطبيق القانون سجن السعدون والعريمان والحبيب والدبداب لانهم مشوا في محيط ساحة الارادة .

وفي مقابل هؤلاء يترك من اهدر الاموال العامه ومن عبث بالوحده الوطنية ومن طعن بمكونات المجتمع الكويتي .

الاخ رئيس مجلس الوزرا أنظار الشعب تتجه اليكم واماله معقوده علي قراركم ومستقبل استقرار الكويت ينتظر تصرفكم الحكيم فهل يجد هؤلاء فيكم الامل .

الآن - محرر المحليات

تعليقات

اكتب تعليقك