ما يريده الشعب من حكومته «نسمة تغيير» وليس «رياح تغيير».. برأي الخرافي

زاوية الكتاب

كتب 888 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  /  'نسمة التغيير'

سامي الخرافي

 

كانت الكويت منذ تأسيسها، ولاتزال، مثالا يحتذى في العلاقة بين الحاكم والمحكوم، فكان رجالات الدولة، على اختلاف انتماءاتهم، يقفون جنبا إلى جنب مع الحاكم في السراء والضراء.

وإذا رجعنا بالذاكرة إلى مؤتمر جدة الشعبي في عام 1990، الذي عقد في المملكة العربية السعودية أثناء الغزو العراقي، لوجدنا أنه أكبر شاهد على التلاحم والترابط الحميم بين الشعب والحاكم وهو ما أدهش العالم لصلابة هذه العلاقة الفريدة.

فقد وقف الشعب الكويتي يدا بيد مع أسرة آل الصباح، وكان هذا نابعا من «محبة واحترام وتقدير»، وهذا ما اعتدنا عليه، فكانت أبوابهم مفتوحة، ويمارس كل مواطن حريته كيف يشاء.

وبنظرة سريعة لما حدث في بعض الدول العربية التي هبت عليها «رياح التغيير» وهو ما يطلق عليه الربيع العربي، فإن شعوبها ثارت على حكامها بسبب حالة الفقر والظلم التي كانت تعاني منها هذه الشعوب، لكن الأمر يختلف تماما في الكويت، فالخير والنعم التي حبانا الله بها تحتاج الى «حمد وشكر»، وأن نقدر قيمة هذه النعمة، بترابطنا وتلاحمنا.

لذا فإن الاحتكام إلى الشارع للوصول الى أي غاية أمر مرفوض، رغم أن بعض مطالب البعض صحيحة ومشروعة، إلا أن انقسام الناس كما هو حاصل الآن غير مقبول وليس من أعرافنا وتقاليدنا، فأصبحنا نرى موالاة ومعارضة، وهذا مؤيد وذاك معارض، وهذا ينفذ أجندة تيار معين وذاك ينفذ أجندة دولة ما، إلى آخر ما هناك من اتهامات متبادلة، فما الذي فرقنا وجعلنا فرقا نتنافس على حب الكويت كل حسب طريقته الخاصة؟

إن كل ما نراه ونلمسه من وجود أخطاء حكومية، ليس مبررا للخروج كل يوم إلى ساحة الإرادة ورفع السقف إلى أعلى مستوى في الخطاب، وبالتالي كنت أتمنى من رجالات الكويت المشهود لهم بالحكمة والاتزان، أن يكون لهم دور فعال في تهدئة الأوضاع.

إن ما يريده شعب الكويت من حكومته هو «نسمة تغيير» وليس «رياح تغيير» تشترك فيها الحكومة ومجلس الأمة لتغيير الكثير والكثير من القوانين والأنظمة التي تهم المواطن الكويتي بالدرجة الأولى، وتجديد القيادات التي «أكل عليها الدهر وشرب» بدماء شابة صاحبة الأفكار الإبداعية والطموحة والمخلصة التي تهدف من ذلك إلى رفع اسم الكويت عاليا، فنحن بحاجة إلى ترتيب بيتنا من الداخل وندعم بنيانه الذي قام على أسس متينة، قائمة على الحب والألفة والثقة، فالكويت مرت بالكثير من المحن والمصاعب واجتازتها كما تجتاز السفينة الرياح العاتية ووصولها إلى بر الأمان.

آخر المطاف: يقول شكسبير: إننا بحاجة الى الخلافات أحيانا لمعرفة ما يخفيه الآخرون في قلوبهم.. فقد تجد ما يجعلك في ذهول.. وقد تجد ما تنحني له احتراما.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك