مدينة المستقبل .. ألمانية
عربي و دوليإبريل 20, 2008, منتصف الليل 246 مشاهدات 0
التحكم في الأجهزة الكهربائية عن طريق الانترنت والمدرسة الالكترونية، من المشروعات التي بدأ تنفيذها في مدينة فريدريشهافن، المدينة التي وقع عليها اختيار شركة الاتصالات الألمانية لتحولها إلى مدينة المستقبل التكنولوجية.
أطلقت شركة الاتصالات الألمانية مسابقة في عام 2006 لاختيار إحدى المدن الألمانية الصغيرة أو المتوسطة لتصبح 'مدينة المستقبل' الألمانية، حيث تطبق التقنيات الحديثة في عدة مجالات. وشاركت في هذه المسابقة 52 مدينة ألمانية، يبلغ سكانها بين 25 ألف ومائة ألف شخص، وكان على كل مدينة أن تقدم أفكاراً للمشاريع التي يمكن تطبيقها في المدينة. وفي فبراير2007، وقع الاختيار على مدينة فريدريشهافن لتصبح المدينة التكنولوجية المثالية التي تحمل شعار شركة الاتصالات الألمانية 'تي سيتي'، لأنها استطاعت أن تقنع لجنة التحكيم بمشاريعها كما يؤكد كريستيان موللر إلشنر، أحد أعضاء مجلس الإدارة في شركة تي سيستمز التابعة لشركة الاتصالات الألمانية دويتشه تليكوم،قائلاً: 'شركة الاتصالات الألمانية كانت تبحث عن مدينة شريكة لإقامة مشروع مدينة المستقبل، وفريدريشهافن فازت في المسابقة التي أقامتها الشركة لأنها كانت المدينة صاحبة المشاريع المستقبلية الأكثر إقناعاً'.
مشاريع تكنولوجية متعددة
ومنذ أن وقع الاختيار على المدينة الألمانية التي تقع على بحيرة البودينسيه، تتوالى المشاريع التقنية على المدينة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها 58 ألف شخص، وهو ما يعني الكثير بالنسبة للمدينة الواقعة على الحدود السويسرية والنمساوية كما يؤكد عمدة المدينة يوزيف بوشلماير. وقد أقيم في المدينة أكثر من عشرة مشروعات حتى الآن، من بينها مثلاً مشروع شراء التذاكر للرحلات البحرية باستخدام الهاتف المحمول، ومشروع طبي لتوفير الرعاية لمرضى القلب عن بعد، ومشروع التلفاز التفاعلي عبر شبكة الانترنت.
مشروع لقراءة عدادات الطاقة الكترونياً
ومن آخر المشروعات التي تتم افتتاحها في المدينة في الشهر الماضي خلال معرض سيبت لتكنولوجيا المعلومات، هو تطبيق نظام للقياس الالكتروني عن بعد. يوفر هذا النظام المعلومات الدقيقة عن استهلاك الطاقة وينقلها للمستهلك بشكل الكتروني وبمعدل كل ربع ساعة. وعن أهمية هذا المشروع بالنسبة للمواطن العادي، يقول ألبرت هولد، المتحدث عن شركة الاتصالات الألمانية دويتشه تليكوم: 'ما يستفيده المستهلك هو أنه يستطيع أن يتابع استهلاكه من الطاقة بمعدل كل ربع ساعة، وبالتالي يمكنه بسرعة أن يتعرف على مدى استهلاك أجهزته، ويكتشف إن كان هناك جهازاً يستهلك طاقة أكثر من المعدل الطبيعي. وبالتالي يمكنه أن يقرر إن كان عليه أن يستمر في استخدام هذا الجهاز، أم أنه من الأفضل أن يستبدله بجهاز آخر'.
يعد هذا الوعي الدقيق بمدى استهلاك الأجهزة للطاقة صعباً بالاعتماد على النظام القديم، سواء على المستهلك أو على الشركة التي توفر له الطاقة، لأن المستهلك يحصل على فاتورة حساب عن إجمالي استهلاكه السنوي، ليس بها أية تفاصيل. ولذلك فشركة الاتصالات بالتعاون مع بلدية فريدريشهافن وشركة بيتنر كرول للبرمجيات، وفرت البنية التحتية التي تجعل هذا الأمر سهل التنفيذ وغير مكلف كما يؤكد كريستيان موللر إلشنر.
كذلك يساعد هذا النظام المواطنين أيضاً على اكتشاف بعض الحقائق البسيطة، مثل كونهم يستهلكون الطاقة ليلاً بسبب ترك الأجهزة في وضع الاستعداد. هذا الوعي سيكون له أثره على استهلاك الطاقة في ألمانيا وأوروبا كلها كما يؤكد شتيفان سوشتيش، المدير المسئول عن الأعمال التقنية في مدينة فريدريشهافن، ويضيف في هذا الإطار: 'عندما يرى الشخص بنفسه كم من الطاقة يستهلكها بسبب ترك الأجهزة في وضع الاستعداد، سيختار أن يغلقها، وهذا الأمر سيؤثر تأثيراً كبيراً على استهلاك الطاقة. وإذا ما تخيلنا كم من الملايين من البشر سيفعلون ذلك، فذلك سيكون له أثره على ترشيد الطاقة، أكثر من الكثير من المشاريع البيئية في ألمانيا. أي أن كل مواطن يمكنه أن يساهم في حماية البيئة، فقط بمجرد أن يعي أكثر باستهلاكه للطاقة وبكيفية ترشيد هذا الاستهلاك'.
ولا يوفر النظام الجديد فقط إمكانية الوعي التام بمدى استهلاك الطاقة، فهو يوفر للشخص أيضاً إمكانية التحكم في الأجهزة عن بعد، لو اكتشف مثلاً عبر هذا الرسم البياني والقياسات التي يحصل عليها، أنه نسى أن يغلق جهازاً ما أو ترك أجهزة التدفئة مشتعلة. وقد يفيد هذا الأمر جداً خاصة إذا ما كان الشخص سيغيب عن المنزل لفترات طويلة، حيث يمكنه إغلاق الأجهزة عن طريق الانترنت أو الهاتف المحمول.
المدرسة التفاعلية الالكترونية
ومن المشاريع الحديثة أيضاً التي تم افتتاحها خلال معرض سيبت، مشروع البوابة الالكترونية التعليمية التي تحمل اسم ايدونكس أو Education next generation أي التعليم للأجيال القادمة. والتي توفر الفرصة للتلاميذ لمتابعة الحصص المدرسية عن بعد، في حال تعرضوا لحادث أو مرض يعوقهم عن الخروج من المنزل لفترات طويلة.
كما توفر هذه البوابة الفرصة للمدرس للتفاعل مع التلاميذ خارج أوقات الدراسة، وهو ما يسمح بمساعدة كل طفل بشكل شخصي كما يؤكد يوزيف بروجر، مدير مدرسة بيستالوتسي في مدينة فريدريشهافن. ويضيف بروجر أن هذا الأمر قد يصبح نافعاً بشكل خاص للتلاميذ من ذوي الأصول المهاجرة، والذين كثيراً ما تقف اللغة عائقاً بينهم وبين فهم الدروس بشكل جيد. من ناحية أخرى، توفر هذه البوابة المزيد من التفاعل بين التلاميذ مع بعضهم البعض في فترات الاستذكار بعد انتهاء موعد المدرسة، وهو ما تؤكده ناتاليا التلميذة بالمدرسة، وتضيف أن هذا الأمر يجعل الاستذكار أكثر متعة.
تعليقات