'ابحثوا عن معارضة وطنية لا سلطوية'.. وضحة المضف ناصحة الناخبين

زاوية الكتاب

كتب 960 مشاهدات 0


الراي

الرسم بالكلمات  /  الحراج السياسي والمراسيم

وضحة أحمد جاسم المضف

 

لماذا اختفت الابتسامة من وجهة المواطن؟! لماذا غاب التفاؤل بكل مساحات الوطن الشامخ؟! الإجابة بكل بساطة لأن الحاضر لا يبشر بخير والمستقبل لا أحد يستطيع توقع موعد قدومه ليطرق على أبواب أيامنا المتعبة والمنهكة التي تحملنا ونحملها، فكلما ظهرت إشارات التفاؤل سرعان ما تخفت أمام خلط الأوراق التي حولت السياسية لحرب بين أعداء وليس منافسة شريفة للنهوض بوطن مثقل بالجراح من أبنائه، فكل ما يحدث على الساحة السياسة مثال حي على التغيير المجتمعي نحو اللاانتماء للوطن والقانون والدستور وبدلا من أن تكون الانتخابات بداية الراحة وتنفس الصعداء فإذا بها بداية التصادم بالرؤوس مجددا، وتحويل الكويت مسرحا للجدل والتحدي والتعري السياسي باحثين عن النجومية والتصفي، وكل يوم يختلقون أزمة جديدة وها هي أزمة مرسوم الضرورة لتعديل نظام الانتخاب وتقليص الأصوات الأربعة إلى صوت واحد تطل برأسها من نافذة الوطن الذي تهشم زجاجه بمطرقة السياسيين وازداد الشعب بردا وتشتتا بسبب التصارع على الكراسي أكثر من التنافس على الأهداف، فالانتخابات تحولت من وسيلة إلى غاية لحيازة الكراسي دون الالتفاف لخريطة المستقبل ذات التضاريس الوعرة.
ان المادة ( 71 ) من الدستور تجيز لسمو الأمير حق إصدار مراسيم ضرورة بين أدوار انعقاد البرلمان أو في فترة حله تكون لها قوة القانون لسد الفراغ التشريعي لغياب البرلمان، والمراسيم لها إجراء معين حيث يرفعها مجلس الوزراء لسمو الأمير ليعتمدها سموه، وبذلك تصبح القوانين موقتة ويستمر العمل بها حتى انعقاد مجلس الأمة الجديد ليفصل فيها فإذا عرضت المراسيم إما أن يعتمدها المجلس أو يردها، وإذا لم يقر البرلمان المراسيم تعتبر المراسيم ملغية وتصبح كأنها لم تكن ويزول ما ترتب عليها من أثر رجعي ما كان لها من قوة القانون، وهذا الكلام ليس من جعبتي بل ما نصت عليه المادة سالفة الذكر، ومراسيم الضرورة لا جدل في دستوريتها، والمدهش حقيقة ممارسات كتلة الغالبية من التعبئة والشحن للشارع الكويتي وخلط الأوراق والدعوة لمقاطعة الانتخابات وصدور بيان من الغالبية حول انقضاض الحكومة على النظام الانتخابي واعتبار مراسيم الضرورة انقلاب على الدستور وهم نسفوا المادة ( 71) من الدستور نسفا وانقلبوا عليها انقلابا لا يبشر بخير.
إن الخلاف البيزنطي الذي أهلك الأمة حول سلطة الشعب الذي اختفت فيه الأولويات والزحف وسط سيرك جدل عقيم والذي استخدمت فيه كل الوسائل والأسلحة المحرمة اجتماعيا (التخوين والتلفيق والطعن والتشويه) من أجل البقاء في الواجهة والشعب يتفرج بذهول ضاربا كفا بكف، ونحن اليوم نقولها بأعلى الصوت كفى لقد سئم الشعب حضور المسارح، سئمنا من السيرك والعروض والحركات البهلوانية السياسية، سئمنا الحراج السياسي ودلالية الذين باتوا مكشوفين للجميع، فمن يؤمن بالدستور فعليه أن يؤمن به كوحدة واحدة حتى وإن أتى بما لا يتوافق مع مصالحه الخاصة!!، وأنصح الناخبين والناخبات مجددا «الرأي الثالث» لقد حان الوقت لنزيح العصبة عن أعيننا لنرى إلى أين نحن ذاهبون؟! وها هي الفرصة مواتية والانتخابات على الأبواب والمنصة والمنبر السياسي لكم، فلا تنخدعوا بالخطابات الانشائية ولا تثقوا بكل ما تسمعون، ولتبحثوا عن معارضة وطنية لا معارضة سلطوية بأي ثمن أرهقت الوطن وأرهقتنا، فالوطني هو من يحاسب نفسه قبل أن يحاسب الآخرين، فالقضية والهم والوطن واحد، فلنتقِ الله في وطننا ولنبدأ جميعا بفك الاشتباك والتناحر بتغيير الوجوه السياسية التي أرهقتنا وتنعمت.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك