احمد يا مزعزعهم !!

زاوية الكتاب

كتب 4947 مشاهدات 0

كامل الفضلي

اعتقلوه فعذبوه فقتلوه، ثم اتصلوا على اهله وبدأ الهاتف بالمناداة: ' تررررن... تررررن... الوووو... دار ابو فلان...تعالوا استلموه' !!
انه الشهيد السوري حمزة الخطيب صاحب الثلاث عشر ربيعا، الحائز على زخم اعلامي لم يستحوذه غيره طوال الثورة السورية، لا لشيء الا لانه طفل بملامح ملائكية حولته الايادي الشيطانية الى جثة مشوهة بجرم المناداة بالعدالة!!

بعيدا عن القبر الراقد فيه الخطيب بمسافة لا تزيد عن الالفين كيلو متر، هناك قصة اخرى متفقه معها بالمضمون ومختلفة بالتفصيل، لم تجري فصولها في mbc دراما، بل في الكويت وتحديدا في تيماء بطلها طفل ايضا يزيد على 'خويه' بعام واحد فقط، خرج في مظاهرات البدون الاخيرة للسبب ذاته الذي خرج من اجله الخطيب، ويدعى'احمد عبيد' وهو من فئة المغضوب عليهم ولا الضالين ...آمين... وهم فئة مسكينة يعيشون في وطنهم ومحرومون منه بالوقت ذاته: كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ ... والماء فوق ظهورها محمول... باللام المفتوحة!!

'عبيد البدوني' بطل الرواية ولا نعني رواية 'هاري بوتر' وانما 'رواية تيماء' قبض عليه مخفورا، متنقلا بين المراكز الامنية كالنحلة المدللة بين الازهار، يشم عبير النظارات في المخافر، ويلعق رحيق الزنازين في أمن الدولة، ونحمد الله ان الكويت دولة مؤسسات والا لكان لدينا نسخة كويتية للخطيب !!

المضحك في الموضوع، رغم ان القصة بكاملها مبكية من البداية وحتى the end ان 'بو شهاب' او احمد عبيد وجهة له مجموعة تهم ابرزها :' زعزعة امن الدولة' وهي تهمة بلا شك تتناسب مع رجل بالغ لا يقل عمره عن اربعين سنة، متزوج بثلاث حريم ويكد على وانيت قمارتين، وليس لطفل لم يبلغ الحلم بعد، جل امنياته ربما بلاي ستيشن!! 'ياجماعة الولد صغير، وتهمته اكبر منه كطائر اكبر من الفخ...بصراحه قويه...زعزعه مره وحده...خففوها شويه...دغدغه مثلا' !!

انا على يقين ان عبيد كان في سجنه مصدوما، ولا استبعد ان السجان وبعد ان كسر الولد خاطره كسرا مضاعفا غنى له:'ماما... زمنها جيه...جيه... بعد شويه...جبيه لعب وحجات...وق واق'.

عبيد وبعد ان سرقت طفولته ولم يقيموا حد السرقة على السارق، وقتل مستقبله ورميت جثته خلف محول الكهرباء، نتوقع منه ان يستمر في المظاهرات السلمية، مغيرا من تكتيكه فيلعب في الصفوف الخلفية كالكتابة على الجدران، وحينها لن يكتب كاقرانه المنعمين عبارات مثل :'يا العربي شيتوري... هالسنه ما في دوري' ولكن سيكتب: 'شخبط شخابيط ... من قهره يشيط... مسك البخاخ...وشخط عالحيط...اصلي انا كويتي يا جماعه...ليش ابقى بدون لهذه الساعة'...مع الاعتذار لنانسي العجرميه !! فان قبضوا عليك مجددا ' يا ابن عبيد' فـ 'كلنا احمد عبيد' تماما كما قال المصريون من قبل :'كلنا خالد سعيد'.

ان ما يندى له الجبين، فتطلب المحارم من مخلص امين، ان هناك من ينكر على البدون حقوقهم، دون مراعاة لمعاناتهم، وحتى اقرب لك الصورة عزيزي الناكر وتحس بهم 'ان استطعت الى ذلك سبيلا' سافتح لك الزوووم بحري، فتخيل معي والخيال بالمجان ان تعيش ليوم واحد فقط، ليس بدون وطن او بدون هوية، ولكن 'بدون واتس اب'حينها ستلعن اللحظة، والدقيقة بثوانيها الستين وسيضيق 'خلقك' فتعطيه لاخيك الصغير، او ربما تبرعت به للجنة خيرية طمعا بالاجر والمثوبة!! ولانك ايها الناكر 'لن تستطيع معي صبرا' وتهجر طوعا 'واتسابك' يرحم اجدادك، ولو لمدة اربع وعشرين ساعة ومثلك كثير في الديره، فاني انصح البدون بصف الصفوف صفا واحدا، والوقوف كوقفة البرتغالي كرستيانو رونالدو التي تعرفونها جيدا، ثم سددوا هتافاتكم السلمية بكل ما اوتيتم من قهر، بوجه مكافحة الشغب الكتلونية، وستصيبون الهدف بالتسعين!!

الآن: رأي- كامل الفضلي

تعليقات

اكتب تعليقك