المانع لـ'السُلطة': ألا تدرون أن مشورة جاسم وشركاه «تودي بداهية»؟

زاوية الكتاب

كتب 835 مشاهدات 0


الكويتية

'لا تحدون الشعب على الشر'

د. سامي عبد العزيز المانع

 

«معركة» السلطة والشعب في أي بقعة من بقاع البسيطة نهايتها حتماً «شعب منتصر» و«سلطة منكسرة» والكويت «بُقعة» يقطنها شعب حي رأسه برأس السلطة وعينه بعينها وإرادته مقابل إرادتها إذا ما تم التعدي على حقوقه، ولن يسمح لعبثية السلطة بالاستمرار ولا التفرد في اتخاذ القرار، فهو مصدر السلطات الدساتير والطبيعة والتاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والفلسفة والمنطق و«العفرتة». نقول ذلك لأن السلطة خرجت خائبة من «عبث» تحويل الدوائر إلى المحكمة الدستورية بعد أن شلت الحياة السياسية ودخلت الآن مستنقع تقليص عدد الأصوات من خلال مرسوم ضرورة، وحدها السلطة وتوابعها ترى أنه ضرورة طبعاً! فعندما كانت مخرجات الانتخابات تجلب «فداوية» وخُدّام لها كان النظام الانتخابي «حبيب» وعندما جاء المجلس بعكس ما تشتهي وتهوى أصبح العبث ضرورة. وللمرة الألف يا سادة.. الدولة ليست ملكا خاصا لأحد، وإدارة دولة أصعب من إدارة مزرعة، فهنا بشر وهناك بهائم. 
 لا نتفق مع جُل أعضاء الأغلبية ونتمنى استبدال هذا الجُل بأفضل منهم، ولكن من خلال إرادة الناخبين وليس من خلال مراسيمكم، فالشعب هو من يرسم مستقبل وطنه ولن نرضى بمجلس وطني جديد ولا بتزوير إرادة الأمة.
ألم تتعظوا من تجاربكم السابقة؟ أليس في مستشاريكم من يفهم؟ ألا تدرون أن مشورة جاسم وشركاه «تودي بداهية»؟ ألا تعلمون أن الشعب هو صاحب السيادة ولا يجوز العبث بحقوقه؟ اعدلوا عن مسعاكم الذي سيجر البلد إلى المجهول، ولا داعي للمواجهة ولا تجعلوا مقولة «العبث لا يواجه إلا بعبث» تأخذ حيزاً في المشهد، فقد ولى عهد المزاح يوم دستورنا استباح فعودوا إلى رشدكم.

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك