تجاهل غير محددي الجنسية سيسهّل التدخلات الدولية.. فاطمة الشايجي منبهة

زاوية الكتاب

كتب 2726 مشاهدات 0


الشاهد

للتاريخ

فاطمة الشايجي

 

نشهد أن لا اله الا الله ونشهد أن محمدا رسول الله، ونحن بحاجة ماسة الى أن نُرحم في هذه الأيام فلنرحم فئة غير محددي الجنسية ليرحمنا الله.
لوالدنا وقائدنا وعزوتنا، والدي الكريم، وآل صباح الكرام تعودنا منكم الكرم، فالكويت رعاها الله بدعاء أهلها لها وبسياستكم الكريمة بدعمكم للدول الفقيرة والمنكوبة، نرجو منكم النظر في قضية غير محددي الجنسية من منظورين.
الأول: أن سموكم تكملون التاريخ المشرف لدولتنا الحبيبة الكويت وأكبر دليل على ذلك هو عطاؤكم السياسي على مر السنين، وسماحكم لنا بحرية ابداء الرأي وبمخاطبتكم ومصارحتكم بما يجول بخاطرنا وبما ينغص علينا عيشنا. لقد كتب التاريخ أنه في عهد الشيخ المغفور له باذن الله عبد الله السالم الصباح أقرّ في تاريخ 5 ديسمبر 1959 قانون الجنسية الكويتية وذلك لحفظ البنية البشرية لدولة الكويت، وهو قانون اذا نظرنا اليه الآن وحتى بعد التعديلات التي أجريت عليه هي في صالح الفئة التي من حقها الحصول على الجنسية، وهي اليوم لا تطالب الا بحق من حقوقها المسلوبة. والدي الكريم ليكتمل على أيديكم الكريمة مشوار تاريخ آل صباح الكرماء ولتسطر أناملكم بالتاريخ أنه في يوم منه أن سموكم قد قرر أن يمنح الجنسية لمن يستحق الجنسية دون معوقات، ولنعتبره قانون ضرورة يجتمع عليه النواب الذين ينادون بهذه القضية للتكسب الانتخابي فقط، يخطئ من يروج أن فئة غير محددي الجنسية بلاء ليس لديهم ولاء، والدي أكرم عليهم بورقة تشتري بها ولاءهم، وتكسب بها دعاءهم، وتنصر بها حقهم، وترسخ بها أواصر العدالة في مجتمعنا.
والدي وولي أمري الكريم، ان عملية تجاهل قضية غير محددي الجنسية سوف تسهّل تدخلات دولية نحن في غنى عنها، فالكويت ليست هي الدولة الوحيدة التي تعاني من هذه القضية.
ولكن اثارتها من الحين للآخر انما يقصد به زعزعة أمن البلد ويخدم مصالح أطراف خاصة، فالعالم كله يعاني من هذه القضية، فالكويت رغم صغر حجمها وقلة عدد سكانها الا أنها محط أنظار العالم أجمع بهذه القضية، فلتسطر للتاريخ سيدي أن الحكمة والعدل والحق طبقوا على يديك الكريمة فأنت الحكمة والعدل والحق، أبي الغالي الجميع يتساءل لماذا يتم تجاهل التعامل مع القضية؟ والجميع يعرف السبب، فهناك تدخلات شخصية، ومنفعية، ولا ننسى أن لكل دولة أعداء فالأجندات الخاصة التي تثير البلبلة بالكويت ليس من صالحها أن تحل القضية فهم يتلاعبون بالأشخاص لاثارة الفوضى لغرض اضعاف الدولة. ولكن الى متى؟ نعلم أن هناك فئتين الأولى مستحقة والأخرى غير مستحقة ولا يوجد صعوبة في التعامل معهما، ولكن الصعوبة في التطبيق الذي يضع معجزات أمام مسيرة تطبيق قانون حيوي له تأثير مباشر على أمن الدولة. ان المصلحة الوحيدة التي يجنيها أعداء التاريخ هي حقدهم على التاريخ المشرف لآل صباح الكرام فنحن لولا حكمتكم ما تقدمنا وازدهرنا، والدي نحن نريد أن نسمع من الأجيال القادمة أن تقول، بابا صباح هو من قام ببناء لحمة وطنية قوية، أن تقول بابا صباح غلب وكسر حقد البعض على هذه الفئة، أن تقول بابا صباح هو رجل الحق ظهر في زمن أحق الحق. اللهم اجزيه خيرا وتقبل منه صالح الأعمال وأنت والله يا والدي العزيز صاحب حق علينا لن نوفيك اياه الا بالدعاء لك بأن يجزيك الله خيرا كثيرا ويتقبل منك صالح الأعمال.
الثاني: سيدي بالتأكيد يصل الى مسامعكم ما يتداوله الشعب الكويتي، وأقصد بالشعب الكويتي الذي شعاره الله، الوطن، الأمير. وليس من تم تصنيفهم بالآونة الأخيرة بين موال ومعارض أثناء الحراك السياسي. فقديما كان الشعب يستغرب كيف تقدّم الكويت مساعدات مالية بملايين الدولارات لاعانة الدول المنكوبة والمواطن الكويتي يحتاج الى سكن، ولكن بعد الغزو الغاشم على دولتنا الحبيبة الكويت عرفوا قيمة هذه الاعانات عندما ألتف العالم حول كلمة واحدة وطالب باسترجاع الشرعية الدولية للكويت، أما الآن يا والدي فتغيرت نظرة الشعب وتغير فكرهم وتغيرت مشاعرهم حيث يتساءلون لماذا نتبرع الى الخارج وعندنا قضية غير محددي الجنسية، الجميع يتمنى أن يخصص جزء من هذه التبرعات لحل قضية غير محددي الجنسية، والحل هو اعطاؤهم الجنسية واعتبارهم مواطنين ينتظرون دورهم في الاسكان، ويتعالجون ويتعلمون مثلنا، لكي يتعايشوا معنا مرفوعي الرأس كما نحن الكويتيون. وسيعرف لاحقا المعارضون لفكرة اعطائهم الجنسية أنهم بالفعل اخطأوا عندما وقفوا عائقا أمام حقوق هؤلاء الفئة كما كان موقف الشعب الكويتي سابقا من التبرعات. ان الدول العظمى أصبحت عظمى لأنها سمحت لمن أراد العيش بها الحصول على جنسيتها تحت شروط هي قريبة جدا من شروطنا التي تنطبق بالفعل على من يستحقها بل وأكثر، كما أنها تبني جيوشها من مرتزقة، وفئة غير محددي الجنسية ليس هم بمرتزقة هم اخواننا في الدين، واللغة، والعرق، والدم.
للتاريخ ليشهد لنا التاريخ نحن شعب الكويت أننا نطالب بحل قضية غير محددي الجنسية ونؤيد فكرة اعطاء الجنسية لمن يستحقها ليصبحوا مواطنين كويتيين. كما أننا نرحب بمن لا يستحقون الجنسية أن يمتلكوا هوياتهم القانونية لكي يسهل تطبيق المادة الرابعة عليهم من قانون الجنسية الكويتية بعد آخر تعديل له لانهاء القضية تدريجيا. وليعلم الجميع انهم بشر مثلنا لهم حق العيش بكرامة ليس لأن حقوق الانسان قالت ذلك، ولكن لأن الاسلام حثنا على ذلك وطبقها بالفعل بشكل عملي وتجاوز التنظير الذي مازال هو منهج منظمة حقوق الانسان.
للمجتمع لا اعتقد أن هذه الفئة ستضر بالمجتمع أو أنها تخونه في يوم من الأيام، واذا كان هناك من يشير الى هذه الجزئية فنحن اذا نشير الى الفئة التي تمتلك الجنسية الكويتية ورغم ذلك ان ولاءها ليس للجنسية التي تحملها.

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك