حاكمّ أفضل من شيطان !

زاوية الكتاب

عبيد السلطة والداعمين الفاسد من الحكام وأدوارهم الخفية

كتب 2942 مشاهدات 0


أفضل المقربين من الحاكم وأهمهم هم المجموعة التي تشكل خزينة الأفكار التي تقنع الشعب بالقبول بالواقع.

ولأن هذه أقدم وظيفة عرفها البلاط السلطوي فبعد أن اخترع الناس منصب الحاكم أوجد الحاكم منصب الأبواق الإعلامية.

ويبدو أن الأبواق الإعلامية قد أوجدوا العديد من الأفكار الإبداعية لتبرير وجود الحاكم كالحديث عن قدراته أو المنامات التي تحذر من زواله  أو الخير الذي أصاب الناس بوجوده كالأمطار وتوافر الصيد وأحيانا اكتشاف النفط أو ارتفاع سعره!

والمهم أن هذه العقول المبدعة بلا شك أضافت أفكار اكتسحت الفعل السياسي لقرون وأعيد استخدامها مرارا وتكرارا حتى تطورت وأصبحت أكثر جاذبية وذات قدرة تجبر الفرد على الاقتناع الكلي بالحاكم حتى لو كان أغبى الموجودين أو اجهلهم!

ولعل الحديث عن ما أضافته الأبواق الإعلامية للسلطات يستوجب أن نتحدث عن أفضل الأفكار التي أنتجها المطبلون للسلطات في التاريخ البشري!

واعتقد أن (مقارنات الاستقباح) هي أعمق طفرات الفكر الدعائي للمستبدين حيث اكتشفت الأبواق أن خوف الإنسان من الأخر وخاصة من ارتبط بصورة تكون مستقبحة في ذهن الفرد هو الطريقة التي تجعل الحاكم جميلا فلاشك هو أفضل من الآخر من مجتمعات وهمية أو حقيقية حالية أو في الماضي!

استخدامه لفكرة أنك تعيش في واقع أفضل من المجتمع الفلاني والمستبد الفلاني ولاشك تستطيع أن تجد شيئاً نظاميا مجموعةً تكون أقبح مما لديك بل لو لم يوجد ذلك الخيال الأقبح لتم صنعه.

وعليه تكرر استزراع قناعات الواقع الوهمي من خلال التركيز على الأقبح لتركيز المفهوم المنتج للرضى علي الواقع من حيث هو أفضل من الآخر المستقبح، ولكن في المقابل أنتج الأحرار والباحثون عن الحرية والكرامة ردَات فعل فكرية وأصبحت نفس الأداة تستخدم بطريقة عكسية ضد الحاكم من خلال للمقارنة بالأفضل، نوتم البحث عن صور مشرفة للمقارنة ولتجسيد حقيقة قبح الواقع!

وفي هذا السياق تستطيع أن تعرف الأحرار والباحثين عن مجتمع أفضل من خلال مقارناتهم بالحاكم العادل والسلطات العادلة وفي المقابل عبيد السلطة والداعمين الفاسد من الحكام من خلال مقارناتهم بالأسوأ أوالأقبح فحاكمهم أفضل من حاكم أو مستبد آخر وان لم يجدوا، فحاكمهم أفضل من الشيطان وهذا يكفي ليستمر في الاستبداد!

الدكتور عبدالهادي العجمي

استاذ التاريخ

جامعة الكويت

بقلم: الدكتور عبدالهادي العجمي

تعليقات

اكتب تعليقك