بعض نوابنا يعتاشون على إثارة الطائفية.. ابراهيم بهبهاني منتقداً

النهار

باب هاني  /  نواب صنعتهم الإثارة والتحريض

د. ابراهيم بهبهاني

 

هناك نواب يعتاشون على الاثارة الطائفية والقبلية... يتخيل لهم اذا لم يركبوا الموجة ويكونوا صدى تافها لما يتردد عند بعض المجاميع فستضعف شعبيتهم... أي ان قناعتهم تقول، كلما رفعنا سقف الاثارة، - وليس مهماً ما هي النتائج التي ستنعكس على المجتمع وعلى باقي المكونات الأساسية للدولة-، كلما زادت الشعبية وتحوَّل هذا النائب الى «بطل» بعيون مريديه ومن لف لفَّهم... بعض النواب يتعرضون للموت السياسي اذا هدأ الغبار من حولهم، يشعرون بالذوبان اذا لم يثيروا الزوابع والغرائز، يفتشون عن أي نقطة تعطيهم الحق بالرد والتطبيل... كنت اسمع من بعض الزملاء العاملين في الصحافة... أنّ أحد النواب الغوغائيين، كان يعتب على احد رؤساء التحرير عندما يتوقف الكُتَّاب عن مهاجمته أو انتقاده طالباً من رئيس التحرير الابقاء على وتيرة عالية من النقد لان ذلك يساهم بابقائه «حياً» على الساحة واسمه يتداول بين الجمهور، فهذا النوع من النواب مستعد ان يبدل قناعته كل 24 ساعة، المهم أنّ جمهوره يزداد وتعصبه يرتفع لان في ذلك مدعاة اطمئنان أنه ضامن لنجاحه في الانتخابات، احدهم وعلى سبيل المثال، يقدِّم نفسه أنه وكيل منطقة جغرافية معينة أو وكيل قبيلة معينة، وكل من يضع على لسانه اسم هذه المنطقة والقبيلة يستنفر هذا النائب الهمام والذي لا يعرف عن قبيلته ومنطقته سوى الجزء البسيط الذي سمعه بعدما وجد نفسه منخرطاً في العمل السياسي الذي خرج مؤخراً... البعض رائحتهم نتنة كما قال د. يوسف زلزلة، ابتليت الكويت بهم وبتحريضاتهم والناس تعرفهم جيداً... يعزفون على أوتار الطائفية البغيضة والقبلية، ظناً منهم ان ذلك سيعزز مكاسبهم الانتخابية وهذا في جزء كبير منه صحيح، انما صارت ظاهرة مقبولة في الشارع السياسي الذي اصيب بهذه اللوثة الملعونة... فثقافة التحريض هي السائدة دون أي اعتبار للوحدة الوطنية ولتماسك المجتمع والحرص على قوته في مواجهة الأعاصير والزلازل التي تعصف بنا ومن حولنا... أضم صوتي الى صوت الدكتورة سلوى الجسار عندما قالت ان الكويت حريصة على جميع ابنائها وعلى وحدتها الوطنية بجميع أطيافها، فالشعب لديه العقل الراجح للتفكير والتحليل واختيار المناسب في الانتخابات القادمة... ويا ريت تتحقق هذه الأمنية.