'فتح تيماء'
زاوية الكتابكتب أكتوبر 4, 2012, 9:41 م 3485 مشاهدات 0
أشرقت شمس الصباح وذهب الناس إلى الفلاح منهم طالباً للرزق ومنهم طالباً للعلم، فالعلم يبني بيوتاً لا عماد لها ولما هب الناس فرحين بما أتاهم الله من فضله كلً إلى عمل قد خطط له مسبقاً نسوا بأن هنالك إخوانٌ لهم محرومون ومن طلب العلم متوقفون ومن العمل الدؤوب ممنوعون وقد أطلق عليهم لقب{البدون}.
فأنقسم الناس إلى شقين غير متساويين الشق الأول يقول: مظلومون والشق الثاني:بل لأنفسهم ظالمون وكلاهما يقول ما الأخر على شيء..
البدون ومن بعد أجيال صامته والانتظار المزيف من الوعود لأكثر من نصف قرن خرجوا ليطالبوا بحقوقهم فاجتمعوا وقالوا إنا لحقوقنا مطالبين وما نحن عنها متنازلين ولكن للأسف فقد تجاهلهم من تجاهل وتماطل بحقهم من تماطل والأيام تسري والعمر يجري فسئموا الانتظار فخرج جيلهم الخامس يطالب بحقه وحق أبيه فخرج الأطفال يطالبون بحق شهادة الميلاد وخرج الشبان يطالبون بحق الصحة والتعليم وخرجن الأمهات يطالبن بحق أبنائهم في الحياة الكريمة ولكن هيهات هيهات ألم تسمعوا أن العطف من قلوبهم قد مات وأصبح العدل عندهم من باب الذكريات ولكنهم لم يسأموا الطلب فخرجوا يعاودون الكره ويلونها مرةً بعد مره ولكن هنا كانت الصدمة فقد قابلهم جيشٌ من القوات والأسلحة والمدرعات مقنعين أوجههم وحامين صدورهم ورافعين عصيهم..
وكيف ؟' فالعصا لمن عصا ' قال بعضهم ورد الأخر : بل هم مظلمون ألستم من الله تخافون؟ فنطق ثالث وقال: بل هم من الأزلام وتركهم يطالبون عن حرياتهم حرام فرد عليه أخر بل إخواننا ومسلمون وطال عليهم الأمد وهم ينتظرون فما نحن لهم بضاربون فقال احدهم : بل هم عبثيون ولأرضنا مخربون وعلى أنفسنا ثقيلون .
وكان ( البدون ) في ساحة ترابية ومنطقه بعيده أبيه يرفع الأعلام ورددوا ما نحن بالأزلام ، الم نعش وانتم نفس المكان ؟
ورددوا نشيد وطنهم مع أنه قد قسى عليهم فقالوا : وطني وطن النهار فكان الرد عليهم بقنابل صوتية ورصاصاتٌ مطاطية واعتقالات عشوائية فضربوا شر ضرب وطوردوا بلا ذنب فهرب منهم من هرب وعجب لأمرهم البحر والتراب والشجر.
وقال قائل من الكويتيين البدون : إنا لحقنا مطالبون ولشعاراتنا رافعون فردت عليهم القوات من فوق المدرعات : إنا لــتيماء لفاتحون ولبيوتكم لمقتحمون فاستعدوا إنا لكم لملاقون ..
وجاء يوم الفتح العظيم ! يوم الثاني من أكتوبر {10/2} أخر الأيام البيض فالتقى الجمعان في تيماء أرض الكرامة والآباء وأرض العز والشرفاء فقال الكويتيين البدون :
'سلميه سلميه ' فغارت عليهم القوات وضربوهم بالهراوات ودهسوهم بالسيارات ونادوهم بمكبرات الأصوات ألم نقل لكم إنه يوم الفتح العظيم ! فكيف تقابلوننا وأنتم قلة ترهقكم ذلة فما نرى لكم من ينصركم فكيف لا نضربكم وعلى الأرض نطاردكم ومن بيوتكم نعتقلكم ؟
وحل المساء على أرض تيماء وعاد الرجال والنساء وقالوا : حسبنا الله سيأتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون .
فهد الباشق
تعليقات